20 ديسمبر، 2024 7:57 ص

القتال في القرآن 24/27

القتال في القرآن 24/27

الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.
القاعدة العامة لخياري الحرب والسلام في الإسلام:

من خلال الآيات التي جلنا فيها حول الحرب والسلام نستخلص بكل وضوح القواعد الثلاث الآتية:

لا يجوز للمسلمين أن يبتدئوا غيرهم القتال، بل يقاتلون إذا ما قوتِلوا. [لكن حسبما نرى في السيرة وتاريخ المسلمين لم يجرِ الالتزام بذلك، كما إن من آيات القتال ما فيه دعوة إلى ابتداء مقاتلة (الكفار)، سواء من المشركين، أو من أهل الكتاب.]
يجب على المسلمين وقف القتال فورا، وبمجرد وقفه من قبل مقاتِليهم، أي أن يُسالِموا بمجرد أن يُسالَموا. [على ضوء المنحى العام نحو القتال والجهاد، يمكن طرح التساؤل، ما إذا لم يكن ذلك مرهونا بعامل القوة للمسلمين من جهة، وبمدى أضرار القتال المنعكسة عليهم خاصة، فماذا لو كان القتال مضمون النصر والغلبة، ومن غير كثير أذى وتضحيات للمسلمين؟ لكن مع هذا لا يمكن نفي وجود ميل عند مؤسس الإسلام للسلام وللمثل الإنسانية، كواحد من الميول والنزعات، التي تمثل في كثير من الأحيان تجاه بعضها البعض تضادّا، أو قد يصل إلى درجة التناقض، وإن كان ليس بالضرورة بالمعنى المنطقي والحرفي للتناقض.]
للقتال ضوابط أخلاقية وإنسانية يجب على المسلمين الالتزام بها. [لكن التطبيقات في السيرة لا تشير إلى الالتزام دائما بتلك الضوابط، مثال ما جرى مع بني قريظة.]

المنهي عنه في القتال:

هنا نريد أن نبين في حال الاضطرار إلى خيار القتال عبر عنه القرآن أنه «هُوَ كُرهٌ لَّكُم» مخاطبا بذلك المسلمين، عندما كتبت عليهم فريضة القتال، وهو كره للفطرة الإنسانية عموما؛ ما هو المنهي يا ترى عنه من ممارسات مع العدو في القتال أو بُعَيده على ضوء الآيات الآتية؟

سورة البقرة – الآيتان 190:

«وَقاتِلوا في سَبيلِ اللهِ الَّذينَ يُقاتِلونَكُم، وَلا تَعتَدوا، إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُعتَدينَ.»

هنا يوضع ضابط واحد لمدى العنف المسموح باستخدامه في الحرب، بالرغم من أن الحرب كلها عنف، وهذا الضابط هو التوقف عند حدود ما يستوجب الدفاع، وعدم التمادي في العدوان إلى ما لا يستوجبه الدفاع، كتعريض المدنيين غير المشاركين في القتال للقتل، أو قتل الأسرى [بينما علمنا بقتل الأسرى في السيرة] أو تعذيبهم أو تدمير الطبيعة والمدنية بلا مبرر معقول، أو القيام بأية ممارسة انتقامية خارج إطار متطلبات دفع العدوان. [يجب الإقرار أن القرآن يشتمل على الكثير من التألقات، سواء الإنسانية أو الروحانية أو الفلسفية، لكنه اشتمل في الكثير من نصوصه على ما هو غير إنساني، وما هو عنفي، وما هو متقاطع بشكل واضح، وبدرجة حادة، مع جلال الله وجماله وحكمته وعدله ورحمته، وهذا الاشتمال على ما هو جميل ومتألق من جهة، وعلى ما هو دون ذلك من جهة أخرى، يكون مفهوما إلى حد ما، عندما نعلم أنه نتاج واجتهاد وصناعة وابتكار أو اقتباس، كله بشري، لاسيما إذا كان المنتج والمجتهد والمبتكر، يشتمل على عناصر التضادّ في شخصيته، فيما هو فكره وملكاته ونوازعه وانفعالاته النفسية والوجدانية. لكن أن يكون ذلك في كتاب هو من وحي الله، فأمر فيه نظر.]

أحدث المقالات

أحدث المقالات