23 نوفمبر، 2024 12:57 ص
Search
Close this search box.

القتال في القرآن 2/27

القتال في القرآن 2/27

الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.

أعددت دراسة مشابهة ابتداءً باللغة الألمانية، وحاضرت وحاورت حول الموضوع كثيرا في مؤتمرات نظمتها ودعتني إليها مؤسسات مهمة كنسية وأكاديمية وسياسية في ألمانيا، لاسيما في العام الأول ما بعد تفجيرات الحادي عشر من سپتمبر، عندما خرج علينا أسامة بن لادن بنظرية وجوب إشهار الحرب على جميع يهود ونصارى العالم [ولا يبعد أن نظريته هي التي تمثل الإسلام الأصيل، أو – لا أقل – هو وجه من أوجه الإسلام التي يحملها، حسب تعبير علي بن أبي طالب بـ«أن القرآن حمّال أوجه» أو لنقل هو إسلام المدينة (إسلام الدولة والقوة) المختلف عن إسلام مكة (إسلام بداية الدعوة والضعف).].

أردت أن أخرج بهذه الدراسة بنظرية قرآنية شاملة وواضحة حول موضوعة الحرب والسلام، وحول موضوعة الموقف من الآخر الديني، والآخر الفكري، من أجل ألا أبَسِّط القضية وأسَطِّحها بطرح إنشائي، بدعوى أن الإسلام هو دعوة إلى السلام، وأنه لا يتبنى القتال إلا كحالة استثنائية، وأن القائلين بعكس ذلك مشتبهون، دون أن أسوق الدليل على مدعياتي، ودون أن يكون هذا الدليل مستندا على دراسة دقيقة [حسب قناعتي آنذاك].

هل هناك يا ترى شيء اسمه حرب مقدسة في الإسلام [(Heiliger Krieg) بالألمانية، (holy war) بالإنگليزية]، كما يترجم معظم الغربيين لفظة (الجهاد)؟ [الآن تركوا تلك الترجمة لمصطلح الجهاد، وأخذوا يستخدمون المفردة العربية لـ(جهاد) و(مجاهدين) مكتوبتين بالحروف اللاتينية]، هل هناك فعلا تقديس للدم والعنف والسيف؟ [على أقل تقدير هناك فهم واسع عند كثير من فقهاء الإسلام ومنظري الإسلام السياسي يقدس القتال، ويعتبر الجهاد فريضة كالصلاة واجبة في كل العصور، طالما وجد الكافرون، ولا يجوز تعطيلها] هل اعتقاد الآخر بغير الإسلام مبرر كاف لمحاربته ومقاتلته حتى يُسْلِم أو يُقتل؟ [لكن هناك عدد غير قليل من النصوص تؤكد حرمة دم وحياة المسلم بشكل خاص، وهذا ما ناقشته في هذا الكتاب في مكان آخر.]

واقتصرت في دراستي على نصوص القرآن، ولو من أجل أن تكون الدراسة كاملة، لا بد من إضافة سيرة النبي، على أمل استكمال الدراسة في فرصة قادمة، ثم كون القرآن – من حيث النص وليس من حيث الفهم – هو ما متفق عليه بإجماع المسلمين، بينما السنة والسيرة تحتاج إلى تحقيق فيما يصح منها وما لا يصح، مما يحتاج إلى جهد واستقصاء وتحقيق استثنائي [وإن كان لا يستغنى عن مثل هذا التحقيق فيما يتعلق بالقرآن، لكنه نسبيا يحظى بقدر أكبر من الثبات وما يقترب من الإجماع].

وجدت أن الدراسة تحتاج إلى استقصاء شامل لكل الآيات، التي تتناول المفردات الآتية:

1. القتال

2. الجهاد

3. السلام/السلم

4. الصلح

5. الدعوة

6. التولي

7. [وربما عموم الموقف من الآخر]

وابتداءً نتناول مفردة الحرب الواردة في القرآن بلفظتين، لفظة (القتال)، ولفظة (الجهاد) [كما وردت مفردة (الحرب) في نصوص قرآنية أخرى سأتناولها وغيرها بتوفيق الله وتسديده في آخر البحث]. ونبدأ بآيات القتال، لأن القتال لا يمكن أن يؤوَّل إلى معنى آخر غير خيار المواجهة المسلحة والصراع الدموي، بينما يمكن أن يكون للجهاد معان أخرى.

أحدث المقالات

أحدث المقالات