23 ديسمبر، 2024 12:59 م

القتال في القرآن 16/27

القتال في القرآن 16/27

الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.

والآن نتناول الآيات المحدودة جدا التي تحرض على القتال دون بيان السبب:

سورة التوبة – الآية 29:

«قاتِلُوا الذينَ لا يُؤمِنونَ باللهِ وَلا باليَومِ الآخرِ وَلا يُحَرِّمونَ ما حرَّمَ اللهُ وَرَسولُهُ وَلا يَدينونَ بدينِ الحقِّ منَ الذينَ أوتُوا الكِتابَ حَتى يُعطُوا الجزيَةَ عَن يَّدٍ وَّهُم صاغِرونَ.»

سورة التوبة – الآية 123:

«يا أَيُّها الذينَ آمَنوا قاتِلُوا الذينَ يَلونَكُم منَ الكُفارِ وَليَجدوا فيكُم غِلظةً وَّاعلَموا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقينَ.»

[دافعت آنذاك بقول] ليست القضية أني أريد أن أبرر لأخرج بنتيجة ترضي الناقدين، بل هناك حقيقتان، الأولى حقيقة علمية أصولية (نسبة إلى علم أصول الفقه)، وهي أن الآيات المقيِّدة هي الحاكمة على الآيات المطلقة وليس العكس، والثانية الدراسة التاريخية التي تحيط بأجواء هذه الآيات تؤكد هذا المعنى، أي أن القتال مقيد بالشروط المذكورة في الآيات الأخرى. وهذا يشبه حلية طعام أصحاب الديانات الأخرى بشكل مطلق وغير مقيد في قوله تعالى «طَعامُ أَهلِ الكِتابِ حلٌّ لَّكُم» من جانب، ثم تقييد هذه الإباحة باستثناء المحرمات التي ذكرت في آيات أخرى كـ(الدم، ولحم الخنزير، وما أُهِلَّ به لغير الله، أو ما لم يُذكَر اسم الله عليه). ومع هذا أقول لو ثبت بالدليل القاطع أن الإسلام دعا إلى مقاتلة أصحاب الديانات الأخرى، فقط بسبب عدم إيمانها بالإسلام، لكان هذا مبررا للشك بكونه دين الله. [وهذا وغيره ثبت لي بعد الفحص والتدقيق، لذا نزهت الله تألقت آيات جماله وجلت صفاته عن أن يُنسَب إليه أيٌّ من الأديان. ثم إن الفهم الذي طرحته آنذاك هنا، لا يمثل إجماع المفسرين والفقهاء، وحيث أن الإسلام حمّال أوجه، ومتعدد الفهم والتأويل، تُرِك الأمر لأمزجة أتباعه، فإن تحلَّو بنزعة إنسانية وعقلانية، فسروه على ضوء ذلك، وإن كانوا من ذوي نزعة التطرف والتعصب والخرافة، فسروه على ضوء نزعاتهم تلك، والله بحكمته يمتنع عليه إنزال كتاب متعدد الفهم والتفسير والتأويل إلى درجة التناقض والتكافر بين أهله.]