8 أبريل، 2024 9:57 ص
Search
Close this search box.

القتال في القرآن 15/27

Facebook
Twitter
LinkedIn

سورة الحجرات – الآية 9:
الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.
«وَإِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنينَ اقتَتَلوا فَأَصلحوا بَينَهُما، فَإِن بَغَت إِحداهُما عَلَى الأُخرى فَقاتِلُوا الَّتي تَبغي، حَتّى تَفيءَ إِلى أَمرِ اللهِ، فَإِن فاءَت فَأَصلحوا بَينَهُما بِالعَدلِ وَأَقسِطوا؛ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقسِطينَ.»
مبررات القتال هذه المرة:
1. «فَإن بَغَت إحداهُما على الأُخرى فَقاتلُوا الَّتي تَبغي»: أي لدفع العدوان الحاصل من فرقة من فرق المجتمع المسلم على فرقة ثانية، وذلك بعد استفراغ الجهد واستنفاد المسعى في سبيل الإصلاح بين الفريقين المتخاصمين، فالقتال هنا بدافع الانتصار لمجموعة معتدى عليها من قبل مجموعة أخرى معتدية. [من حيث المبدأ فإن هذه المهمة، أي مهمة إيقاف القتال بين فرقتين، تُعَدّ حقا مهمة إنسانية عظيمة، ومن الطبيعي أنه إذا لم يكن بالإمكان إيقاف العدوان من قبل إحداهما على الأخرى بغيا وظلما، أن يكون الكيّ آخر العلاج، بردّ العدوان والإصرار عليه بالردع المسلح. ولكن الأمر قد اقتصر هنا على فك النزاعات بين المسلمين حصرا، بمعنى أن المسلمين غير معنيين بالأمر، عندما يكون عدوان من مجموعة على أخرى، من خارج دائرة المسلمين، كما إنهم لا يرون أنفسهم ملزَمين برد عدوان مجموعة من المسلمين على أتباع دين آخر، لاسيما إن هناك العديد من النصوص الدالة على حرمة دماء وحياة ومال وعرض المسلم دون غيره، كما إن هذا النص يدل على أن المسلمين غير معنيين بالمصالحة بين قومين أو شعبين أو فريقين من خارج المسلمين، حتى لو قدروا على ذلك. وفي كل الأحوال فإن ما تعرضه هذه الآية هو مما ينبغي في عصرنا هذا أن يكون من مسؤوليات الأمم المتحدة حصرا. وسؤال آخر يثيره هذا النص، وهو يا ترى كيف علم مؤلف القرآن ومؤسس الإسلام أن المؤمنين به سيقتتلون فيما بينهم، وهو القائل أيضا فيما يعرف بحديث الفرقة الناجية أن أمته ستنقسم إلى نيف وسبعين فرقة؟ ألا يدل ذلك على أن الإسلام هو الذي يحمل بذور الفرقة والعداوة والتكفير المتبادَل بين أتباعه، لما فيه من تناقضات، ومن أوجه متعددة، يكون حمّالا لها، ومن أسباب ذلك وجود ما يُعرَف في القرآن بالمتشابِه؟ بلا شك إذا كان مصدر القرآن هو الله، فهو علّام الغيوب، الذي يعلم ما كان وما سيكون، ولكن بيّنت في مواقع كثيرة من هذا الكتاب سبب امتناع نسبة المصداق بل كل المصاديق المتعددة للمفهوم المسمى بالوحي والدين والنبوة إلى الله، رغم أن المفهوم نفسه من الممكنات العقلية، لولا امتناع نسبة مصاديقه إلى الله. فإذا سلمنا بحقيقة بشرية الإسلام، فمن الطبيعي أن الذي أسسه، قد اكتشف حيامن الفرقة والاقتتال في هذا الكائن الجديد، كما إنه علم من بقية الأديان التي جاء بها سابقوه، الذين تبع آثارهم، إن أتباع كل دين سيختلفون بالنتيجة، ثم سيتكافرون، فيتباغضون ويتعادون، ثم يتقاتلون في آخر المطاف. ثم اهتمام القرآن أو مؤلفه بالمصالحة بين فرقتين مسلمتين متقاتلتين، هي بلا شك من أجل حفظ ما يسمى بلحمة المسلمين، التي بتفككها يضعف مشروع مؤسس الإسلام.]

2. «حَتّى تَفيءَ إِلى أَمرِ اللهِ»: أي مواصلة القتال لحين كفّ المعتدي عن العدوان. [لكن ألا يعني القول «إلى أمر الله» أن الواجب أن تفيء إلى أمر الإسلام، وبالتالي يكون الانحياز من قبل السلطة المصالحة والرادِعة لعدوان (التي تبغي) إلى الجهة التي تراها أقرب إلى الإسلام، حسب معاييرها هي، أي الانحياز إلى الإسلاميين ضد غيرهم، أو إلى أتباع مذهبها ضد من هو من مذهب مغاير، أو إلى من هو أقرب إلى فهمها الخاص للإسلام ضد من تراه منحرفا عما تعتبره الإسلام الأصيل؛ سواء متجسدا بأهل السنة والجماعة، أو المتجسدة بأتباع العترة من أهل البيت الممثلة لأحد الثقلين، هذا الفهم الذي يمكن أن يكون الصورة الطائفية من جهة، أو عموم الصورة المتطرفة للإسلام، بقطع النظر عن الطائفة؟]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب