10 أبريل، 2024 10:15 م
Search
Close this search box.

القتال في القرآن 14/27

Facebook
Twitter
LinkedIn

سورة التوبة – آية 36:

الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.

«وَقاتِلُوا المُشرِكينَ كافَّةً كَما يُقاتِلونَكُم كافَّةً.»

المبرر واضح:

– كونهم هم الذين اتخذوا قرار التعبئة العامة لمواجهة المسلمين، فلا بد من مواجهة ذلك بتعبئة عامة مثلها. [هذا إذا ما عولنا على هذا النص مجردا، أما إذا رجعنا إلى حوادث التاريخ، فسنجد الظلم والعدوان من الطرفين، وقد يصل بعض المحققين إلى أن المشركين أو اليهود هم الذين بدأوا الممارسات العدوانية، وكما سيذهب محققون آخرون ربما إلى أن المسلمين هم الذين كانوا البادئين به، فالمعركة الأولى (بدر) كان المسلمون قد داهموا قافلة تجارية لقريش، وهذا ليس مهمة هذا الكتاب.]

سورة الحج – الآيتان 39 و40:

«أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتلونَ بِأَنَّهُم ظلِموا وَإِنَّ اللهَ على نَصرِهِم لَقَديرٌ، الَّذينَ أُخرِجوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ، إِلّا أَن يَّقولوا رَبُّنَا اللهُ. وَلَولا دَفعُ اللهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ، لَّهُدِمَت صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَّصَلَواتٌ وَّمَساجِدُ يُذكَرُ فيهَا اسمُ اللهِ كَثيراً؛ وَّلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَّنصُرُهُ، إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ.»

ومبررات القتال هنا:

1. «أُذِنَ للذين يُقاتَلون»: واضح هنا أن قرار القتال حاصل من الطرف الآخر، فإذن القتال هنا بسبب أنهم قوتلوا. [الدفاع عن النفس للذين يقاتَلون حق لا ينكره أحد، لكن المطلوب دائما التحقق من كون المدعى مطابقا للواقع، وبأي مقدار كانت هذه المطابقة. وقولي هذا لا يجب فهمه على أن الواقع كان على غير ذلك، لكن أقول هذا متروك للباحثين التاريخيين، وليس هذا مجال بحث هذا الكتاب.]

2. «بِأَنَّهُم ظلِموا»: ومورس ضدهم الظلم. [نفس الملاحظة أعلاه.]

3. «الَّذينَ أُخرِجوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ إِلّا أَن يَّقولوا رَبُّنَا اللهُ»: التشريد والتهجير، لا لسبب إلا لأن عقيدتهم لا توافق ذوق الآخرين، ولذا عُبِّر عن ذلك بمجرد القول، أي التعبير عن العقيدة بعبارة «رَبُّنَا الله»، لا أكثر ولا أقل. [وفي التاريخ القديم والتاريخ المعاصر شواهد كثيرة على أن الضحية عندما يتحرر من جلاده يتخلق بنفس أخلاق جلاده، فيمارس ما كان يستنكره من فعل الجلاد. فهل يجرؤ أحد أن يقول «لا وجودَ لله ولا لأي إله»، أو يقول «لا إله إلا الله، ولا أحد رسول الله»، أو يقول «الإسلام وسائر الأديان نُسِبَت إلى الله افتراءً عليه»؟]

4. «لَهُدِمَت صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذكَرُ فيهَا اسمُ اللهِ كَثيراً»: هدم أماكن العبادة والمساجد والمراكز الثقافية والمتاجر وسائر موارد العيش. [لكن الآية لا تتحدث عن حدوث مثل هذه الأمور، فمن أين جئتُ آنذاك بدعوى أن هذه الممارسات من مبررات القتال، فالنص لا يعدو كونه يفترض أمرا كان سيحصل، لولا مشيئة الله حسب الآية بدفع ذلك عن الناس ببعضهم البعض. ثم إن المسلمين سمحوا لأنفسهم طول التاريخ بهدم المعابد والرموز المقدسة لبقية الأديان، أو بتحويل معابدهم (الكنائس مثالا) إلى مساجد للمسلمين، وإذا قيل إن سلوك المتطرفين والإرهابيين (القاعدة، طالبان، داعش …) لا يمثل بالضرورة الإسلام، يرد على أن كل ذلك ما يمكن إسناده بأدلة متينة من الكتاب والسنة.]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب