18 نوفمبر، 2024 1:02 ص
Search
Close this search box.

القتال في القرآن 13/27

القتال في القرآن 13/27

سورة التوبة – الآيتان 12 و14:
الموضوع أعد باللغة الألمانية، ثم ترجمته لاحقا إلى العربية، عندما كنت مؤمنا بالإسلام، وما يكون بين مضلعين [هكذا] يمثل موقفي بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني.

«وَإِن نَّكَثوا أَيمانَهُم مِّن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنوا في دينِكُم، فَقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفرِ، إِنَّهُم لا أَيمانَ لَهُم، لَعَلَّهُم يَنتَهونَ. أَلا تُقاتِلونَ قَوماً نَّكَثوا أَيمانَهُم وَهَمّوا بِإخراجِ الرَّسولِ وَهُم بَدَؤوكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ؟ أَتَخشَونَهُم؟ فَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُّؤمِنينَ.»

مبررات القتال حسب هاتين الآيتين هي:

1. «وَإِن نَّكَثوا أَيمانَهُم مِّن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنوا في دينِكُم»، «أَلا تُقاتِلونَ قَومًا نَّكَثوا أَيمانَهُم»: نقض العهود والمواثيق وممارسة الحرب الإعلامية ضد المسلمين، مع العلم أن مبرر الحرب الإعلامية (الطعن في الدين) وحده غير كافٍ لإعلان الحرب، بل هي مقترنة هنا بنقض العهود. [مع هذا بقي هذا النص وغيره مبررا من لدن القرآن للمسلمين ليتخذوا موقف العداء تجاه الذين (يطعنون بالإسلام)، والطعن هو أي ممارسة للنقد، أو التشكيك بإلهية الإسلام، كما يفعل هذا الكتاب، رغم إنه يحاول أن يحافظ على موضوعية البحث، وتجنب المساس بمشاعر المؤمنين بالإسلام قدر المستطاع، فمن السهولة جدا عدّه مصداقا لـ «الطعن في الدين»، بينما القرآن نفسه سمح لنفسه أن يطعن باليهودية والمسيحية وسائر العقائد المغايرة، وهذا ما ينقض مبدأ العدل والقسط، الذي دعا إليه، والذي من أهم لوازمه التعامل بالمثل، وتكافؤ الفرص، والمساواة في الحقوق.]

2. «فَقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفرِ، إِنَّهُم لا أَيمانَ لَهُم»: القتال هنا موجه ابتداءً بالذات ضد المتصدين منهم، أي أئمتهم، أي قادتهم، الذين ثبت نقضهم لمواثيقهم. [مع التسليم بذلك، وهو من حيث المبدأ مبرر مقبول لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من ذلك. لكن يبقى السؤال، ما إذا كان الحد من ظاهرة ما ينحصر في القتال، دون الآليات الأخرى.]

3. «لَعَلَّهُم يَنتَهونَ»: هدف القتال محدود بإنهاء الحالة العدوانية. [صحيح، لكن الواقع عبر السيرة وتاريخ الإسلام لم يجر الالتزام بهذه القاعدة.]

4. «وَهَمّوا بِإخراجِ الرَّسولِ»: تهجير القادة والرموز. [لا يمكن التبرير أبدا لأهل قريش ممارستهم العنف ضد صاحب الدعوة الإسلامية وتابعيه الأوائل، وهم قلة مستضعفة. لكننا نتساءل، كيف كان سيكون موقف دولة الإسلام، سواء في إطار التجربة التأسيسية، والمقول بعصمتها من قبل بعض مذاهب الإسلام، أو أي تجربة لاحقة للدولة الإسلامية، (الراشدة، الأموية، العباسية، العثمانية في الماضي، وجمهورية إيران الإسلامية، والسعودية، ودولة الطالبان الأفغانية وغيرها في زمننا)، عندما يظهر صاحب عقيدة جديدة تنقض عقيدتهم، يلتف حوله المتأثرون به، والمقتنعون بدعوته، والمعتنقون لعقيدته التي يدعو إليها، فهل يا ترى سيتركونه يواصل نشر دعوته، وسيتركون تابعيه يروجون لها، ويزداد عددهم تدريجيا، وهم يسفهون عقيدة الأكثرية، لكونهم يؤمنون بحرية الفكر والعقيدة، ولأنهم يطبقون مبدأ أن لكل دينه وعقيدته وقناعته، وبكامل حريته، كتطبيق للنداء القرآني «لَكُم دينُكُم وَلِيَ دينِ[ـي]». تساؤل أتركه بلا إجابة.

5. «وَهُم بَدَؤوكُم أَوَّل مَرَّةٍ»: كونهم البادئين بالعدوان. [وكم بدأ المسلمون عدوانهم على غيرهم، لمجرد أن هؤلاء الغير كانوا على دين غير دين الإسلام، ذلك عبر الغزوات والفتوحات، ناهيك عن الموقف تجاه من يعتبرونهم مرتدّين، وهكذا فعل من قبل موسى وسائر أنبياء وملوك بني إسرائيل من بعده، حسبما جاء في العهد القديم، وواضح إن مؤسس الإسلام متأثر أشد التأثر بشخصية موسى وسيرته، هذا إذا لم يكن موسى ليس إلا شخصية أسطورية.]

أحدث المقالات