8 أبريل، 2024 8:03 م
Search
Close this search box.

القبول بهذه الانتخابات عارٌ مابعده عار

Facebook
Twitter
LinkedIn

أصبح واضحاً لجميع الشرفاء الغيارى من العراقيين أن الانتخابات الأخيرة هي الأسوء في تاريح العراق على الاطلاق ، وهي تمثل أكبر تحدي لنا وأن القبول بها والرضوح لنتائجها عارٌ ما بعده عار . وربما يعتقد البعض من ذوي العقول القاصرة أن اعتراضنا عليها بسبب خسارة بعض الكتل الوطنية أو بعض المرشحين فيها ، والحق يقال ليس هذا السبب ، فلو كانت الانتخابات نزيهة عادلة لقلنا بالفم المليان : مبارك وألف مبارك للفائزين وحظا أوفر للخاسرين . ولكن الموضوع أكبر من الفوز والخسارة ، فهو يتعلق بمصير بلد عريق يمتد عمره الحضاري الى آلاف السنين ، ويتعلق بمستقبل شعب لا يقبل الذل ولا ينام على غيظه كما يفعل العبيد ( هذا العراقي الذي لا يُهتضم …. انْ نام غيظ الكل غيظه لم ينم ) ( ما قال يوماً للحياة يذلها …. أهلا ولن يرضى بها مثل الخدم ) ( في لائه الرفض العنيد ولم يكن …. يوماً وضيعاً كيْ يساوم بالنعم ) . فكيف يريد منا أعداؤنا أن نساوم بقول نعم وأن نلتحف غيظنا وننام صاغرين لارادة عدوة الشعوب الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وبعض أمراء ومشايخ الخليج ؟ أيمكن أن يحصل هذا ونحن الذين أومأ الشرف لنا ووقف المجد على أبوابنا منذ أن قيل للأرض تكوري ؟ وهل يعقل أن تقودنا وتتحكم برغباتنا ممثلة الأمم المتحدة بلاسخارت وفق السياسة المرسومة لها من قبل أسيادها ؟ وهل يمكن لشعب مثل شعب العراق أن يتلاعب بأصواته شخص نكرة مثل ( أمير الأفغاني ) ؟ فليعلم المتربصون بنا شراً أننا لسنا لقمة سائغة لهم ، ومن الصعب جدا ، بل المستحيل أن نخضع ونستسلم لأجنداتهم القذرة . فهذا البلد على محوره تدور الانسانية بكل فصولها وتفاصيلها ، وبه توشحت القيم الأخلاقية ، ومن ضوع عقائده توضأ الايمان كله ، وقدم الكثير من القرابين على طريق الشرف والكرامة والاباء ، وامتزجت تربته الطاهرة بأزكى الدماء لتستقر على جبينه الناصع شمس الحرية المجبولة بأرواح الشهداء وجراح المناضلين الصابرين . وليعلم الجميع أن القبول بهذه المهزلة والسكوت عنها يتناقض تناقضا كبيرا مع مبادئنا وعقائدنا وأخلاقنا السامية النبيلة . وان رفضنا للانتخابات برمتها ينطلق من دفاعنا المقدس عن شرفنا وكرامتنا وكبريائنا بعد أن انكشفت اللعبة الخبيثة واصبح أمرها غير قابل للشك أو التأويل . فاما أن نعيش كما يعيش الأحرار أو نموت كما يموت الشهداء ، ولنا في الامام الحسين عليه السلام أسوة حسنة ، فهو منار طريقنا المحمدي الذي لا بديل عنه رغما عن أنوف الأدعياء السفهاء ورغما عن صلافة ووقاحة العابثين بأمن ومستقبل العراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب