18 ديسمبر، 2024 7:23 م

القبول بهذه الانتخابات عارٌ مابعده عار

القبول بهذه الانتخابات عارٌ مابعده عار

أصبح واضحاً لجميع الشرفاء الغيارى من العراقيين أن الانتخابات الأخيرة هي الأسوء في تاريح العراق على الاطلاق ، وهي تمثل أكبر تحدي لنا وأن القبول بها والرضوح لنتائجها عارٌ ما بعده عار . وربما يعتقد البعض من ذوي العقول القاصرة أن اعتراضنا عليها بسبب خسارة بعض الكتل الوطنية أو بعض المرشحين فيها ، والحق يقال ليس هذا السبب ، فلو كانت الانتخابات نزيهة عادلة لقلنا بالفم المليان : مبارك وألف مبارك للفائزين وحظا أوفر للخاسرين . ولكن الموضوع أكبر من الفوز والخسارة ، فهو يتعلق بمصير بلد عريق يمتد عمره الحضاري الى آلاف السنين ، ويتعلق بمستقبل شعب لا يقبل الذل ولا ينام على غيظه كما يفعل العبيد ( هذا العراقي الذي لا يُهتضم …. انْ نام غيظ الكل غيظه لم ينم ) ( ما قال يوماً للحياة يذلها …. أهلا ولن يرضى بها مثل الخدم ) ( في لائه الرفض العنيد ولم يكن …. يوماً وضيعاً كيْ يساوم بالنعم ) . فكيف يريد منا أعداؤنا أن نساوم بقول نعم وأن نلتحف غيظنا وننام صاغرين لارادة عدوة الشعوب الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وبعض أمراء ومشايخ الخليج ؟ أيمكن أن يحصل هذا ونحن الذين أومأ الشرف لنا ووقف المجد على أبوابنا منذ أن قيل للأرض تكوري ؟ وهل يعقل أن تقودنا وتتحكم برغباتنا ممثلة الأمم المتحدة بلاسخارت وفق السياسة المرسومة لها من قبل أسيادها ؟ وهل يمكن لشعب مثل شعب العراق أن يتلاعب بأصواته شخص نكرة مثل ( أمير الأفغاني ) ؟ فليعلم المتربصون بنا شراً أننا لسنا لقمة سائغة لهم ، ومن الصعب جدا ، بل المستحيل أن نخضع ونستسلم لأجنداتهم القذرة . فهذا البلد على محوره تدور الانسانية بكل فصولها وتفاصيلها ، وبه توشحت القيم الأخلاقية ، ومن ضوع عقائده توضأ الايمان كله ، وقدم الكثير من القرابين على طريق الشرف والكرامة والاباء ، وامتزجت تربته الطاهرة بأزكى الدماء لتستقر على جبينه الناصع شمس الحرية المجبولة بأرواح الشهداء وجراح المناضلين الصابرين . وليعلم الجميع أن القبول بهذه المهزلة والسكوت عنها يتناقض تناقضا كبيرا مع مبادئنا وعقائدنا وأخلاقنا السامية النبيلة . وان رفضنا للانتخابات برمتها ينطلق من دفاعنا المقدس عن شرفنا وكرامتنا وكبريائنا بعد أن انكشفت اللعبة الخبيثة واصبح أمرها غير قابل للشك أو التأويل . فاما أن نعيش كما يعيش الأحرار أو نموت كما يموت الشهداء ، ولنا في الامام الحسين عليه السلام أسوة حسنة ، فهو منار طريقنا المحمدي الذي لا بديل عنه رغما عن أنوف الأدعياء السفهاء ورغما عن صلافة ووقاحة العابثين بأمن ومستقبل العراق .