الدولة القوية هي تلك التي توفر الامن والأمان ووسائل العيش الكريم والعدل ومكافحة الفساد لمواطنيها. وعكس ذلك هي الدول الضعيفة التي يستفحل فيها الظلم والفساد والجرائم والخارجين عن القانون. القتل العمد دون قضاء ومحاكمة هو من ابشع أنواع الظلم. وقد حرم الله الظلم على نفسه وعلى الناس وشدد على عقابه. بل ان ما ورد عن الائمة او نسب الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هو ان الحكم يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم. والعدل هو عكس الظلم حيث قال تعالى: ولايجرمنكم شنئان قوم على ان لاتعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى. وعندما يستفحل الظلم في بلد ينزل الله عذابه عليه (فكأين من قرية اهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة و قصر مشيد)، (وكأين من قرية امليت لها وهي ظالمة ثم اخذتها والي المصير). والقتل الذي حصل ويحصل في العراق بأيدي غير ايدي القانون والقضاء هو ظلم بشع وهذا النوع من الظلم له تبعات مخربة للدولة ولا تعود عليها وعلى المجتمع الا بالفساد وزوال الملك.
ان من واجبات الحاكم امام الله والشعب هو حماية الشعب من القتل العمد وتوفير سبل الامن ومحاربة الفساد والمجرمين دون استثناء وايما كانوا. وان القبض على القاتل الذي قتل هشام الهاشمي هو خطوة مهمة تحسب للحكومة الحالية حيث فشلت التي قبلها في ذلك منذ عام ٢٠٠٣ ولكن هي غير مكتملة بسبب تغاضيها عن أسباب الجريمة ومن يقف ورائها. وهذا التغاضي قد يضر لأنه يدفع الى التأويل والاستنتاجات الخاطئة التي قد تضر مجموعات واشخاص لم يكن لهم دور في ذلك. وعليه يجب تحديد الجهة وان كانت حزب او ميليشيا يجب حلها وحل ما شابهها ومعاقبة من لا يستجيب. كما ويجب تعرية الجهات الخارجية التي تقف وراء ذلك ان وجدت وذلك لكي يطمأن الشعب وتترسخ مبادئ القانون و قوة الدولة وهيبتها وهذا ما تقوم به أي دولة يتعرض مواطنيها او من يسكن فيها للقتل بسبب دول او دولة او جماعات خارجية. كما وان هناك آخرين غير هشام الهاشمي قتلوا فهل سنرى اعترافات قتلتهم عما قليل؟ نتمنى ذلك!