القبيلة أو العشيرة عبارة عن كيان اجتماعي يمتاز من الناحية المورفولوجية(بناء المجتمعات من حيث السكان وتكويناتهم وتوزعاتهم وثقافاتهم وهجراتهم الداخلية والخارجية) , امكانية البقاء والاستمرارية والديمومة والحفاظ على الروابط وصلات الدم القائمة بين افراد القبيلة أو العشيرة التي أوجدت هذا الكيان, مثل الشعور القوي بالانتماء والوحدة يرتبط في اساسة الى رابطة الدم والارض التي يعيش عليها اجدادهم وابائهم في الماضي واحفادهم مستقبلا وبوحدة الهدف والمصير والعيش والتاريخ المشترك وتعريفها المبسط فهي تنظيم اجتماعي وليس سياسي وهي بمثابة اسرة كبيرة تعمل على تأكيد وحدتها وتماسكها الاجتماعي.
تتبع ضوابط اجتماعية للسيطرة على الافراد من خلال عوائد واعراف وتقاليد معينة لكل ما من شأنة من تحقيق النظام والتوافق الاجتماعي, ويمثل هذا بهرمية القيادة للقبيلة او العشيرة يسمح لشيخ القبيلة ونوابة ان يكون السلطة العليا في القيادة وتحقيق الضوابط الاجتماعية بالاضافة الى تاسيس حياة مشتركة بين افرد القبيلة نفسها والقبائل المحيطة بهم, وتسمى هذا بالسانية او السنينة كما يطلق عليها بالاختلاف بين المناطق وتكون بمثابة قوانين تنظم حياة الفرد من حقوق وواجبات لابناء القبيلة والقبائل المحيطة بهم للحفاظ على التعايش السلمي والحياة المشتركة.
, في مقالي هذا ليست الدعوى او التثقيف الى العشائرية أو بدوافع اخرى هدفها التقليل من مكانة وشأن واهمية هذا المكون الاصيل بل حثهم على القيام بدورهم في البناء والتعمير, بقدر ما هو توضيح على اهمية هذا المكون الكبير في المجتمع العراقي ودورة ومشاركتة في الحفاظ على وحدة المجتمع والوحدة الوطنية, وايضاح بعض الحقائق والتي تغيب عن بعض ممن يحمل تصورات وتوجهات فكرية وعقائدية لها تقاطعات مع فكرة وجود القبيلة والعشيرة وتحميلها المسؤولية عن الويلات التي حلت على البلد ودعمها للدكتاتور في الامساك بالسلطة طيلة حكمة والاخفاقات وتأخير بناء العملية السياسية ما بعد التغيير.
يجب علينا ان نفرق بين التعصب للقبيلة وبين الانتساب, ولكن من حق الفرد ان ينتسب الى قبيلة ويحب أهلة وديارة التي ترعرع بها. في وقتنا هذا يتجة العالم لبناء الاسرة والابتعاد عن الفردية والانطوائية واشاعة روح الاجماع , فالفرد والفردية لا تسطيع العمل لوحدها في تطور العلاقات الانسانية.
لم تكن هذة الشريحة الاجتماعية الكبيرة والتي تمثل غالبية الشعب بمعزل عن باقي شرائح المجتمع العراقي فقد شاركت في الحياة السياسية ولعب دورا كبيرا في بناء العراق واعطت التضحيات الجسام في الدفاع عن الوطن ,فالتاريخ يشهد لها بذلك وكانت السباقة لنداء الوطن ,وقد نالت ما نالة الشعب العراقي بكافة قومياتة وطوائفة ومذاهبة من ظلم وحيف على يد النظام السابق وقد استهدفا في طبيعة تركيبتها الاجتماعية , وجعلها تابعة لة بعدما كانت كيانات شبة مستقلة في القيادة بعدما كان ولائها وانتماءها للوطن أولا .
لم تعمل كل الحكومات التي تعاقبت على السلطة في العراق على الاهتمام بالواقع الخدمي والصحي والتعليمي وقد اهمل الريف العراقي وهو ديار سكن القبائل والعشائر العراقية الا من بعض المشاريع القليلة والتي لا تتناسب مع حجم ومساحة القبائل العراقية.فنتشر الجهل والبطالة والفقر والحرمان وتفشي الامراض والامية وعدم اهتمام الدولة بطبيعة حياة ابن الريف وسبل عيشة مثل الزراعة وتربية الحيوانات, لغياب دور الحكومات عنها سببا ان تصبح بمثابة مجتمعات منفصلة وتدير حياتها بمعزل عن باقي المجتمع فشجع ذلك على نشوء بعض الاعراف والتقاليد الغير صحيحة مثل التعصب القبلي وغيرها من العادات التي لا تصلح لوقتنا هذا.
.ما نراة الآن الا وهو التكرار للحقبة الماضية من استغلال لهذة الشريحة الواسعة من قبل السلطة والاحزاب المتنفذة لجني المصالح الحزبية وجعلها تابعة وتحصيل حاصل من خلال مجالس الاسناد والصحوات وغيرها من التنظيمات والتي هي الا واجهات حزبية وأقتصار دورها ومشاركتها في الملفين الآمني والانتخابي فقط , كان في زمن الطاغية المقبور تعقد المؤتمرات بأسمهم فقط وما عليهم فقط اعلاء صيحات التمجيد والولاء للقائد والبيان الختامي لكل تجمع في جيب السيد المسؤول يقرأ في الاعلام دون علم المجتمعين , ما يحدث اليوم شبية في الامس القريب تستغل القبائل العراقية في الازمات ويطلب منها المشاركة ودعم الامن وهذا من صميم وجودها ومعنية فية لانها في الحقيقة لانها الشريحة الاجتماعية التي تتجاوز الحس الطائفي وتمتاز بالتنوع المذهبي , وعندما تعجز احزاب السلطة في ادارة البلد وتغيب لغة الحوار والتفاهم والابتعاد من القواسم الوطنية المشتركة بين الاحزاب الحاكمة, يبرز دور القبائل في العمل على التهدئة للآزمات والتي هي بالحقيقة مشاكل الاحزاب الطائفية , لا تكون للقبائل اي امكانية في حلها , الآزمة التي يمر بها الوطن كبيرة وتدار من قبل مخابرات دول الجوار, جميع جهود وامكانيات القبائل في تهدئة الوضع غير مجدية ,وتصبح بمثابة حشد وولاء للاحزاب وفقدان للاستقلالية وعدم التبعية كما كان سابقا, القبيلة والعشيرة كيانات اجتماعية وليست سياسية تعتمد على الصدق والجدية والوجدان والامانة ,وهي ثوابت وهذا الفارق بينها وبين السياسة,,, والسياسة فن الممكن ولا ثوابت لها ,لا نشك ابدا بدوافع مشاركتكم في ايجاد الحلول للازمات نابع من حرصكم على الدم العراقي وخوفكم على بلدكم وهذا واجبكم الوطني .
ضعف دور القبائل اسبابة كثيرة منها سياسات النظام السابق وشيوع ثقافات والافكار المذهبية والطائفية والتحول الذي حدث للمجتمعات من الطابع القبلي الى المجتمعات المدنية افقدت القبيلة الكثير وتصدع تماسكها الآزلي , هنا اود الى التطرق الى الاسباب الداخلية للقبيلة نفسها, غياب المصلحة العامة, وتغليب المصلحة الخاصة للهرم القيادي, غياب لغة الحوار بين ابناء القبيلة, فقدان الثقة بين عامة ابناء العشيرة وتهميش بعضهم بعضا. القيادة تعتقد بأنها موروثة الطاعة وشرطية انقياد القبيلة خلفة دون اي عطاء, والعكس في نفسية افراد القبيلة الباحثون عن التحرر والاستقلالية ويعتبرون ما يدور في عقلية الهرم بأنة من الماضي ويجب ان ينتهي واللآنتماء والعمل في اطر حزبية وعقائدية ومذهبية اخرى فعالة , هذة العلاقة المتوترة بين الهرم والعشيرة ساهمة في اضعاف وحدة العشيرة وبالتالي ضعف المطالبة في الحقوق والتي هي المسؤولية الآولى للقيادة في السعي وراءها وتحقيقها وهنا اكرر ما اذهب الية وهي المصلحة العامة والتي تركها القائد وراء ظهرة والتفكير بالمصلحة الشخصية ناهيك عن التثقيف الحزبي في كسب ود وولاء ابناء القبائل والتي طالما يراها ابن القبيلة الباحث عن الذات بأنها المكان المناسب لة دون البقاء في اطار القبيلة او العشيرة فحظورة وبروزة عن طريق الاحزاب مظمون ومستقل, فالسير في المقدمة وقيادة القبيلة أو العشيرة مسؤولية وواجبات والتزام وتضحية يتطلب المزيد من العمل والعطاء والتواضع والبساطة واحترام الجميع والنظر اليهم بعين الود والتقدير والابتعاد عن الاستعلاء والتكبر .
سمعنا الكثير من عقد المؤتمرات لابناء القبائل السياسية فقط ولم نسمع عقد اي مؤتمر بدوافع المطالبة بالحقوق وتحسين الواقع المعاشي والصحي والخدمي والتوزيع العادل للثروات وتطبيق العدالة الاجتماعية والاهتمام بالمراة والطفل وجميعها حقوق اقرها الدستور العراقي والاستفادة من المادة الدستورية والتي تنص على وجوب اهتمام الدولة بالقبائل والعشائر العراقية وتطويرها والعمل على ما هو ايجابي وأزالة ما هو سلبي من الموروث الاجتماعي والذي لا يواكب التطور الاجتماعي نحوا المدنية.
, عليكم أن تعقدوا المؤتمرات والندوات بأرادتكم وليس بأرادة المسؤول كما كان سابقا وما يحدث الان , اجعلوا من المسؤول ان يحضر لغرض سماعكم وسماع مطالبكم الدستورية, زمن حضوركم للاستماع للمسؤول ولى الى غير رجعة اليوم انتم من يستمع لهم المسؤول والسياسي, اعملوا على تطوير واقعكم لانكم الآعرف بة وأغتنام الواقع الديمقراطي من حرية التعبير عن الرأي ومقايضة قوتكم التصويتية ورفع شعار الصوت مقابل الخدمات.
فدياركم تتوفر فيها كل عوامل ومتطلبات التطور الصناعي والزراعي والحيواني ,فيها الاراضي الزراعية الواسعة والانهار والمراعي والبساتين, الريف العراقي هو سلة الغذاء , بأمكانكم ان تكونوا قوة اقتصادية اذا توفرت الارادة المتشوقة للتغيير , يجب ان تكون مؤتمراتكم ذات اجندة واهداف مدروسة ,ليس تجمهر فقط والظهور على شاشات التلفزة على نية الحظور لا غيرها, قدموا دراسات وافكار تنموية وعلى سبيل المثال الاستفادة من وجود الاثار واغلبها في دياركم ومن خلال الضغط المتواصل على الحكومة على الاهتمام بالمواقع الاثرية من بناء مرافق وقرى سياحية تعود بالمئات من فرص العمل لابنائكم ولتقلل من البطالة والفقر , ومن الامور المهمة والتي يجب أن تكون من أوليات مطالبكم التوزيع العادل للمشاريع الصناعية وعدم الاقتصار على المركز فقط , حين تكون هناك عدالة في التوزيع وتوفير فرص الاستثمار وتشجيع المستثمرين وأصحاب رؤوس الاموال من الاستثمار في الريف العراقي وخاصة في المجال الزراعي والحيواني عندها تحدث هجرة عكسية لرأس المال من المدن الى الريف,في حال توفر النية الصادقة والجادة من قبل قيادات هذا المكون الاجتماعي من اجل احداث التغيير في مجتمعاتكم
في اعداد الخطط التنموية المبنية على اسس علمية متطورة والاعتماد الطاقات والكفاءات العلمية والمهنية لابنائكم , هذة الجهود المبذولة من قبلكم سوف تعزز وتثبت دوركم القيادي التاريخي لقبائلكم والتي تكفل لكم المشاركة الفعلية في بناء الوطن ,,,,,,,و( كبير القوم خادمهم).