19 ديسمبر، 2024 6:21 ص

القبائل من الخواشيك الى الجفاجير…لاولاية سياسية للشيعة بدون الولاية على الارض

القبائل من الخواشيك الى الجفاجير…لاولاية سياسية للشيعة بدون الولاية على الارض

العراق في العقد القادم او الذي يليه هو ( عراق القبائل)، في العقد الديموقراطي الاول كانت الاحزاب الاسلامية هي الحاكمة ونظرة عابرة نجد ان هذه الاحزاب اسسها هاشميون ويراسها هاشميون وهم غالبا من مدينتي كربلاء والنجف اما القواعد فهي في الجنوب.
احزاب السادة قد لاتعمر طويلا وبالتالي تهديد النظام الديموقراطي بالانقلاب عليه من الداخل وهو الخطر الحقيقي الوحيد تقريبا مقارنة بالارهاب او الانقلاب العسكري او الفوضى الموجهة او الانحلال الذاتي.
يقع السكان في مايفوق نصف مليون وحدة قبلية تشكل كل منها مرجعية عليا للافراد وهي تزداد قوة مع الحقوق الباذخة التي يرتبها النظام الجديد.
عرف عن القبائل في العراق انها تاكل من المواعين الصغيرة التي تصبها السلطة اما اليوم فعينها تقع على القدر الكبير وتخطط لوضع مغرفتها الكبيرة فيه.
لاتملك الدولة العراقية اي ولاية على اراضيها ومسميات من قبيل ،ارض زراعية ارض بلدية، ارض عقارية، عرصات، لاتؤدي اي معنى حقوقي او قانوني.
تسيطر القبائل عمليا بقوة السلاح على الارض الزراعية ولاتسمح للدولة بالتصرف بمتر منها مع انها لاتعمرها بالزراعة.
المعادلة هكذا
الارض بيد ابن القبيلة وابن القبيلة مرجعيته العليا شيخ القبيلة.
تتراكم الاموال بيد شيوخ القبائل ولديهم الرجال والسلاح وقد اكتشفوا لعبة السلطة ومن الممكن جدا تسييس الوحدة القبلية وبالتالي دخول النظام الديموقراطي بنفق ذاتي مظلم لايمكن الخروج منه.
مستقبل النظام الديموقراطي مرهون بولاية الدولة العراقية على اراضيها.
نعلم ان نظام عبد الكريم قاسم سحب الارض من شيوخ القبائل وقطعها على الفلاحين مدمرا بذلك العلاقات الزراعية فيما قام نظام البعث بمحاولة ربط الفلاحين به مباشرة حينما حول الارض الزراعية الى وزارة المالية واخذ يؤجرها بعقود.
اقترح اعادة النظر بوضع الارض العراقية كاملة بسحبها من ايدي القبائل ووضعها تحت ملكية هيئة دينية عليا اذ الولاية عادة لعلماء الدين على الارض والانسان ومن ثم تاجيرها.
بخلاف ذلك ستقوى القبائل وتهاجم النظام السياسي من الداخل وتطيح به عبر مرشحيها اذ ماحاجة شيخ القبيلة الى حزب سياسي يمن عليه بتقديم مشرحه وهو بيده المال والسلاح والرجال والدعاية والارض والولاء المطلق؟
سيقال فرضا اذا اين كانت القبائل عندما اختطف اشخاص مغمورون العراق مرارا وتكرارا وهم غير مسنودين قبليا؟ ثم لماذا لم تظهر القبيلة قوتها بعد الفراغ السياسي الذي تبع احداث عام 2003 ومن ثم بناء النظام الحالي؟
التوضيح هنا ان النظام الديموقراطي هو نفسه يوفر ضمانة لصعود دولة القبيلة فيما كانت القبائل في السابق تخشى الاقتراب من السلطة السياسية عملا بنظام توازن الرعب القبلي.
وجهة نظري ان الذي يملك الارض هو الذي سيحتفظ بالسلطة وفوضويون قبليون مثل الذين تطفح بهم واجهة الاحداث الان ماكانوا ليعرفوا لولا ولايتهم على الارض.
قد تكون التجارة والامن والمفاصل السياسية مهمة عند الحكم انما جميعها تبقى رهنا بملكية الارض.
تاميم الارض يجعل الكل تحت ظل النظام الديموقراطي.
ان مصدر قوة النظام الديموقراطي في الغرب هي ان الدولة حولت الجميع الى شحاذين اما ان ياتي نظام ديموقراطي ويحول الشحاذين الى شيوخ فمن المؤكد انه يغامر بوجوده الكلي.
سوف تظهر في سنوات قريبة انعكاسات قوة القبائل على الاحزاب السياسية ومن ثم على الحكومة وصولا الى اصل النظام.
اما اذا تفكيك القبائل نفسها او تنمية شجرة الهاشميين او تفكيك العلاقة بين القبائل والارض.

أحدث المقالات

أحدث المقالات