لا مجالات متاحة هنا لتأكيد او تفنيد الطرح المصري الحالي ” غير المباشر ” بالإنسحاب من معاهدة السلام مع اسرائيل , وحتى دونما تشكيكٍ بالخطاب المصري الحديث الذي انبثق خلال أقل من اسبوع , بعدما وصلت الدبابات الإسرائيلية الى حافّات الحدود المشتركة بين معبر رفح المصري والآخر الفلسطيني , ممّا جعلَ او دفع الى حالة استنفارٍ للقوات المسلحة المصرية في تلك المنطقة تحسّباً لأية طوارئٍ طارئة محتملة او غير محتملة , وكرسالةٍ دبلوماسيّةٍ – عسكرية مشتركة الى الجانب الأسرائيلي الذي يمثّل انتهاكاً وخرقاً لبنود المعاهدة من كلتا الزاويتين القانونية والأمنيّة والسياسية لأحشاء هذه المعاهدة .
من الملاحظ واللافت أنّ القيادة المصرية ابلغت موقفها الجديد هذا الى مدير CIA السيد ” وليام بيرنز ” يوم الجمعة الماضية لدى زيارته الى القاهرة , لكنّه لم يجرِ ابلاغ الأسرائيليين او وزارة خارجيتهم سواءً عبر السفارة المصرية في تل ابيب , او سفارة اسرائيل في القاهرة .! وحتى لم يجرِ اعلان ذلك رسمياً من راديو القاهرة او عبر أيٍّ من وسائل الإعلام المصرية < المقروءة او المرئية او المسموعة ! > كنوعٍ محسوبٍ على دبلوماسية الإعلام والسياسة التي كأنها غير جادّة لمئة الفِ سببٍ وسبب !
ثُمَّ , وبثيمةٍ اخرى وحتى عبر احدى زواياها ذات العلاقة بمحاولة تفكيكٍ اولية للموقف المصري الجديد , حيث وبإفتراضٍ ما لسياسيةٍ مصريةٍ جديدةٍ وجادة بناءً على هذا التصريح , فيصعب التصوّر وحتى التفكّر ” نفسيّاً على الأقل ” بأنّ القاهرة على استعدادٍ ما للتخلّي عن دورها الأقليمي ” وعبر لجوءِ اطرافٍ دوليةٍ كالأمريكان ” للتوسط عندها او لديها في حلّ النزاعات المسلحة بين فلسطينييي حماس واسرائيل , والتي تكررت لمرّات , وبإضافةٍ ملاصقة الى البدء والشروع بسباقٍ تسلّح بين تل ابيب ومصر , في حالة انسحاب مصر من معاهدة كامب ديفيد السيئة الصيت , وما يترتّب عليها من توتر العلاقات مع الأمريكان , والحرمان من المساعدات المالية – الأقتصادية منهم , كإحدى اثمان هذه الأتفاقية او المعاهدة , ومعها ( على ذات السرير المشترك ) أسبابٌ ومسبباتٌ أخرياتٍ قد ترتبط بعلائق غير حميمية ببعض دول التطبيع العربية او الخليجية الحديثة الإنجاب او الولادة .!