23 ديسمبر، 2024 10:47 ص

القانون ينبوع الإصلاحات والعمود الذي تستند عليه كل الديمقراطيات

القانون ينبوع الإصلاحات والعمود الذي تستند عليه كل الديمقراطيات

أوضاع العراق المأساوية التي نتجت عن السياسة الفاشلة لجميع القيادات بمختلف قومياتها ومذاهبها الدينية ، هذه القيادات التي لم تعرف من فن القيادة إلا السرقة والتلاعب في مشاعر الشعب وأحاسيسه ، حتى اصبح العراق أرضاً وشعباً ضائعاً يتخبط بين عواصف المنطقة التي تضربه من جميع الاتجاهات بين فترة وأخرى ، فبقيت هذه القيادات حائرة بين البقاء في عالم السلطة والسرقة والمشاريع الوهمية أم التزحزح نحو الشعب تحت مظلة إصلاحات غير واقعية ، وإذا بقيت هذه القيادات تحت عنوان الإصلاحات بدون أن تطرحه بشكل حقيقي لإنقاذ العراق من مفترق الطرق الذي وضعته فيه فإن التاريخ والشعب سوف يلعنهما والى الأبد كما لعن القرآن أبي ولهب على الرغم من قرابته لرسول الله (ص) وأبي جهل بالرغم من حكمته ودهاءه (لأن كليهما استعملهما للإضرار بالناس) ، والطريق الوحيد الذي ينقذ العراق وشعبه والقيادات نفسها (يخرجها من مزبلة التاريخ) هو طريق تطبيق القانون على الجميع بعد تنفيذه ودعمه بشكل قوي من قبل جميع المؤسسات الشرعية والتنفيذية بالإضافة الى المرجعيات الدينية ، بتطبيق القانون سوف تطبق كل الإصلاحات بدون أن يطرحها أي مسئول أو كتلة ، لأن القانون سوف يضع الشخص المناسب في المكان المناسب ويبعد كل مفسد عن أي مسؤولية بل يعطيه الجزاء المناسب ، فأي إصلاحات تطرح بدون تطبيق القانون على الجميع فأن هذه الإصلاحات خديعة يراد منها تهدأت الناس لفترة معينة ، لذا على كل فرد يحب العراق ويريد له حياة سعيد كريمة كبقية الشعوب عليه أن يرفع شعار تقوية القانون وتطبيقه على الجميع بشكل متساوي فهذا الشعار هو الطريق الوحيد لنجاة العراق وإخراجه من هذا المأزق ، ومن يريد التأكد من نجاح هذا القانون عليه أن ينظر الى جميع الدول الديمقراطية في العالم ، سيلاحظ أن علاقة القانون مع الديمقراطية علاقة طردية كلما قوى القانون وطبق بشكل عادل على الجميع كلما أصبحت الديمقراطية أقوى وقطف الشعب ثمارها من سعادة وسلام وأمان وتقدم وهذا ما تعيشه بلدان أوربا وبعض البلدان الأسيوية وكلما ضعف القانون كلما أصبحت الدول ذات أنظمة دكتاتورية ويعيش شعبها بتعاسة وفقدان أمان وتخلف وهذا ما تعيشه بلدان الشرق الأوسط ومنها العراق ، فعلينا المطالبة بتقوية القانون ودعمه وتطبيقه على جميع فئات الشعب بشكل متساوي وعادل ، عندها ستأتي الإصلاحات الواحدة تلو الأخرى بدون أن تطرح لأن تطبيق القانون سيصبح ينبوع لكل ما يحتاجه المجتمع من أدوات تساهم في إسعاده وتقدمه ، فلا ينخدع الشعب بكثرة المظاهرات أو القيادات التي تقود هذه المظاهرات وترفع شعار الإصلاحات ،لأن العمود الذي تستند عليها الديمقراطيات الناجحة ومن ثم سعادة الشعوب وتقدمها هو القانون بدونه فالحياة جحيم هذا ما أخبرنا به التاريخ الإنساني الطويل .