اثناء مطالعتي الصحف اليوميه لفت انتباهي قصه واقعيه رواها احد الشباب عن شخص مُسن عمره يناهز السبعين يبيع اللبن بالنعناع على عربانه صغيره والابتسامه والضحكه تملأ وجه الذي يُخفي خلفه احزان وهموم الدنيا وصوته المعروف في احد اسواق بغداد وباللهجه البغداديه المازحه ( تعال اشرب عبالك لبن ) ،،،، والامل والتفائل يملأ قلبه رغم ضعف بصره ، وكان يقول لهذا الشاب عندما يراه حزين ابتسم ( ربك يعدلها ) …. اختفى هذا الرجل المسن فجأه وعند البحث عنه من قبل الشاب وجد العربانه التي هي مصدر عيشه قد ملأها التراب ولااحد يعرف مصير صاحبها ….
ذات يوم عثر هذا الشاب على الرجل وهو يستجدي بسبب فقدان نظره وعدم تمكنه من مزواله العمل ، اقترب منه ليذكره ويعرفه بنفسه فوجدالالم والمراره والبؤس قد تمكن منه ويدعو من الله عز وجل ان يقرب ساعته ليرتاح من هموم الدنيا ، بعد فتره وجيزه قرأ لافته سوداء بوفاته وكتب عليها والد الشهداء الاربعه فلان ، وفلان وفلان وفلان……!!!!! ؟؟؟؟
أتضح انه كان يُعيل عوائل اولاده الشهداء من عربانه اللبن لكن بصره خانه فاصبح عاجزاً لايتمكن من العمل ليعيل هذه العوائل !!!! .
هذا هو العراق ….. أبٌ اولاده الاربعه شهداء ويفترش الارض ليستجدي حتى يتمكن من توفير ابسط مستلزمات العيش لهم …
وسراق وعاهرات يسرقون كل الوطن وخيراته ويسترخصون دماء ابناءه لينعموا هم وابناءهم بما سرقوا فهل هذا هو العدل في بلد فقدنا فيه قيم الارض والسماء .
العراق يُطبق فيه القانون بطريقه غير مسبوقه في بلدان العالم فعندما يُسجن طفل سنه لقيامه بسرقه اربع علب ( كلينس ) الذي يستخدم في تنظيف ….. لايتجاوز سعرهم الدولار الواحد بينما يتم براءه اخر سرق مليارات الدولارات ، فأقرا على هذا البلد السلام ،
هل من المنطق والعدل انك تقطع اليد التي تمتد لتسرق رغيف خبز ، بينما يتم تقبيل اليد التي تسرق الوطن .
سؤال واحد سأله نابليون عندما كانت فرنسا في أسوأ الحالات واحلك الظروف : كيف حال القصاء عندنا ؟ . فكانت الاجابه القضاء بخير …
عندئذ تنفس نابليون الصعداء وهو يقول : إذن فرنسا رغم كل الظروف الصعبه والقاسيه بخير . هنا نسأل ماهو مستوى القضاء في بلدنا لنعرف هل نحن بخير ؟
في مقولة إنسانية مميزة للخليفة عمر بن عبدالعزيز، يذكر أنه قال: «انثروا القمح على رؤوس الجبال، حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين». تعال وأنظر كميه الجياع من البشر في بلاد المسلمين الذي وصل بهم الحال من العوز والفقر والجوع في بلد فيه القانون سيفٌ مسلط على رقاب البسطاء والضعفاء ليقتص منهم لمجرد انهم طلبوا ابسط حقوقهم في رغيف خبز او مأمن او ملبس ، هذا هو ضمير القانون الميت في بلد فقد فيه القانون ابسط المفردات الانسانيه للعدل والكرامه ، هذا هو القانون في بلد تم سرقه ثرواته وشٌرد ابناءه ترملت نساءه وفقد صاحب الحق حقه ليسود سيف الظالم دون رادع ، ليقف العدل عاجز لان الحكم السائد في بلد الفوضى هو المال الحرام الذي سخر القانون لخدمته واصبح اداه مطيعه بيد السارق يتلاعب بمواده كيفما يحلو له ، هذا هو الحق في عراق المتدينين اللذين اساءوا للدين فضاعت حقوق الضعفاء بقوانينهم .
مصداقيه اي حكومه هو الشعب، مهما تحدث اعلام الدوله عن قيام مشروعات واستثمارات ، هي دعايه كاذبه اذا لم تجد أثارها تنعكس على حياه المواطن ورفاهيته . فأين الرفاهيه ياشعب العراق ،، لك الحكم وحدك وانت الساكت عن الحق .