18 ديسمبر، 2024 8:42 م

القانون فوق الفقير

القانون فوق الفقير

في اغلب الاحيان نرى ان موظفي الدولة لا يعيروا اي اهتمام الى المواطن العادي اثناء مراجعته الى دوائر الدولة ونرالمواطن المسكين مهمل ومهان في كل الامكنة من الدوائر والوزارات والسيطرات الداخلية والخارجية كذلك اصبح يعامل هكذا في بقية بلدان العالم لانه لاكرامه له في بلده فكيف يعامل عند الاخرين ومن يسافر الى خارج القطر يلاحظ ذلك بوضوح .
وهذه حالة اصبحت مألوفة في بلد نا العراق وحالة صحية يعتبرها المسؤلين في الدولة ولا يوجد من يحاول ان يغير هذه الظاهرة الحقيرة الذي يتبناها الحقراء من بعض الموظفين وهم فخورين بها ولا يبالون النقد من قبل بعض الناس ولا يخافون عقوبة الله سبحانه بل هم لايعرفون الله الا في بعض مفاصل الحياة التي فيها منافع شخصية لهم دون سواهم .
ولذا انتشرت ظاهرة الرشوة والمحسوبية في العراق واصبحت شعار للفخر والتباهي ولذا اصبح القانون عندنا فوق الفقير بدلا ان يكون فوق الجميع حسب الادعاء السائد في اروقة السلطة .لان الاغنياء والمتنفذين هم فوق القانون باموالهم ونفوذهم .وعجلاتهم المظللة
لكنه عندما تكون هنالك انظار تلتقط صورا لهذا الموظف او ذاك ويشعر ان هذه الصور تصل الى الشارع وبالاحرى تصل الى العالم الخارجي لانه لايبالي من المسؤلين في الدولة عندما يكون عمله ليس تحت انظار الاخرين .
فنجده يعمل بجد واخلاص وبالسرعة الممكنه وباهتمام عالي من اجل ان تصل عنه صورة جيدة وهي المطلوبة لهكذا موظف .وهذا هو الرياء بام عينه .والنفاق المتجذر والمعجون بدماء هؤلاء الناس .
وهذه الحالة تظهر بتجلي في طوارىء المستشفيات الحكومية يلاحظ من يذهب لها وهو بحاجة ماسة للعلاج او انه في حالة دهس او اي حادث ادى بالشخص الى اصابات خطيرة كالسقوط من ارتفاع او حرق او اي حادث اخر نلاحظ ان الاطباء والكوادر الاخرى لا تبالي لهذا الشخص المصاب وتحاول ان تتجاهله وحتى اذا عولج فهي ببطءوبتثاقل لا نظير له .اللهم اللا اذا كان هذا المريض او المصاب من ذوي العلاقات الخاصة ففي تلك الحالة تكون المعاملة مختلفة تماما .
لكنه في حالة التفجيرات نرى العجب العجاب عندما يصل الجرحى الى المستشفى وكيفية المعاملة .لماذا ؟
لانه هنا يكون الموظف تحت انظار الكامرات وانظارالمتجمهرين من ذوي الجرحى . ولذا يريد ان يحسن صورته امام الاخرين من اجل ان تنقل عنه صورة جيدة الى الشارع والشارع الخارجي .
مع العلم ان الانسان نفس الانسان والخطر نفس الخطر او ربما يكون ذلك اخطر لكنه فرق بالتواجد الفضائي والمنظار الخارجي .
ولااقول في وزارة الصحة فحسب بل في كل مفاصل الحياةوفي كل دوائر البلد دون استثناء ولانريد ان نعدد تلك الدوائر.
هذه الحالة المزرية حصلت ليس بالصدفة بل حصلت لان هنالك فراغ رقابي واهمال تتابعي وموت للظمير الانساني عند هكذا موظفين وتفشي الرشاوي الذي بدونها لا يتحرك العاملون (دهن السير)كل هذا وغيره اصعب .انتشرت بسبب ان الموظف امن العقاب ومن امن العقاب اساء الادب .
اما لو سالت لماذا امن العقاب ؟
اولا :هو خوف المسؤل من معاقبة المخالف لتدخل العشائري .وهذه الطامة الكبرى
ثانيا:سقوط الاخلاق عند بعض الموظفين
ثالثا :حب الرياءوالتباهي
رابعا :انعدام المسؤليات ومخافة الله والظمير .
خامسا:اشتغلنا على الوتر الرئيس الذي يدير دفة الحكم .وهو حب المال حبا جما .
كل هذه المسوغات جعلت بعض الموظفين في اغلب دوائر الدولة مع الاعتذار (اذا كانت هنالك دولة )لايبالون في ايداء العمل النظيف والمطلوب وليس عندهم روح التفاني بالعمل ولا يمتلكون الرغبة في مبدء لاتؤجل عمل اليوم الى غدا او رحم الله امرء عمل عملا فاتقنه .
كل هذه المحاسن والمفاضل في العمل انزاحت تماما عند اغلب الشعب العراقي من موظفين وارباب عمل وكسبه في الفترة الاخيرة للاسف الشديد .
وهذا سببه العداء الذي نتجة بين هذا الشعب وروح الكراهية نتيجت تعدد الاحزاب والميول الخارجية للبعض منها ولذا تجد التناحر وصل الى ما بين ابناء العشيرة الواحدة ولربما يصل الى العائلة الواحدة حتى .
وصدق امير المؤمنين عليه السلام عندما قال دينهم دنانيرهم ونساءهم قبلتهم .وحين سئل عليه السلام من يحل مشاكلنا بعدك يا امير المؤمنين اجاب (الدينا روالدرهم )وها نحن اصبح لنا شعار امام دول العالم الفساد بسرقة المال العام والرشوة . ونسال الله عز وجل ان ينجينا من هذه الكارثة الكبرى ويحمي شعبنا من هؤلاء المتلاعبين بامور الناس
اتقوا الله واحسنو بما فيه الخير عسى الله ان يسدد خطاكم ويغفر لكم ذنوبكم ويرحمكم .
لانكم على شفا حفرة من النار وانتم لا تعلمون باية ساعة تهوون بها وليس من عمل خير يشفع لكم حينها يا اولي الالباب .