23 ديسمبر، 2024 9:16 ص

القانون العادل يدحض الاقليات

القانون العادل يدحض الاقليات

ان السبب الرئيسي الذي نمت بسببه عبارة التوافقات والاقليات وحقوقهم هي الثغرات الموجودة في القانون ( الدستور) والا لو كان القانون يحفظ لي حقوقي كاملة فلا يعنيني من يحكم ومن يصبح وزيرا ؟ واما الاحوال الشخصية فهذه لا يمكن جعلها موحدة فلكل طائفة وعرق تشريعاته وعاداته التي تحكم القانون في كثير من الاحيان لذا ما يخص الاحوال الشخصية تكون خاضعة لرؤساء الطوائف والملل وما يتمخض عنها تعتمده الدولة .

في الدستور العراقي الذي هو اساس المشاكل فيه اكثر من سبعين فقرة على ان تشرع في قانون لاحقا ، والذي يشرعها هو البرلمان ، والبرلمان شكل على اساس محاصصاتي والقانون الذي يشرعه يخضع للمحاصصات ان هذه الرذيلة شرعها بريمر في العراق وتراقص عليها الساسة ودفع ثمنها المواطن العراقي البسيط .

الخطاب الاسلامي في مسالة الحقوق والواجبات لم يلتفت لعقيدة الطرفين هذا من جانب اما مسالة الامتيازات ففي الامة الاسلامية مؤكدا للمسلم امتيازات خاصة به ولكن ليس على حساب الاخرين .

هذه الامتيازات والمفاضلات ليست حكرا على الديانات بل ان كل الاحزاب بدون استثناء في العالم الغربي والشرقي تعتمدها بل ان بعض الاحزاب تغيب من يخالفها بشتى الوسائل اعتقال او اغتيال ، ولا اعلم من منحهم الحق في ازهاق ارواح الاخرين ممن لا يتفقون معهم ، وبالنتيجة يتهمون الاسلام بانه دين انفرادي لا يؤمن بالتعددية .

هذه الرواية بالمناسبة لما فتح رسول الله (ص) مكة طلب مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة وهذا عثمان مشرك ووالده قتله الامام علي في معركة بدر ولما طالبه الرسول بالمفتاح قال له لم اكن اعترف بك نبيا حتى اعطيك المفتاح فتدخل الامام علي واتى بالمفتاح وبعد ان طهر الكعبة من الاصنام وصلى بها ركعتين طمع عم النبي العباس بان ياخذ المفتاح لكي يجمع السقاية التي هي له والسدانة متشبثا بالمكانة التي عليها ابن اخيه النبي محمد ولكن النبي اعاد المفتاح الى عثمان ونزلت الاية الكريمة ان تؤدوا الامانات الى اهلها ، تخيلوا الكعبة قبلة المسلمين مفتاحها بيد مشرك وان كان اسلم بعد ان راى هذا الموقف من رسول الله (ص) وحكاية رسول الله مع من لم يسلم لما فتح مكة مشهورة وتدل على التسامح والعفو .

الخطاب الاسلامي خطاب عظيم لم يجحف حق البشر وحتى الحيوان واما مسالة الفهم الخاطئ لهذا الخطاب فهي مشكلة من لم يفهم الاسلام ، وتخيلوا كم هي الموجة الاعلامية المستهدفة للاسلام قوية لدرجة ان الاسلام لم يتمكن تحقيق المطلوب من تقنية وسائل الاتصال بين دول العالم ، ولهذا السبب نجد بعض القوانين الاوربية تتعامل مع الانسان كانسان بعيدا عن نواياهم لكن هذه الفقرة جعلت المسلمين ينظرون بارتياح لها والمغفل منهم جعلهم افضل من الاسلام وهو لا يفرق بين حاكم متامر محسوب على الاسلام متسلط على رقاب المسلمين وبين روح الاسلام .

الكون باسره يقف على مبدا العدالة بحد ذاتها ، والعدالة لا تتحقق الا بقانون عادل والقانون العادل من يضعه ؟ هنا محل الاختلاف ماهي صفات من يشرع القانون؟ يرفض الاسلام المزايدات في تشريع قانون على ان يستبدل مستقبلا بعد ان يكتشفوا بانه لم يحقق العدالة .

خزين اساسيات تشريع القانون عند المسلمين لا يملكه غيرهم وفيه كل شاردة وواردة واية اليوم اكملت لكم دينكم بعد ان نصب الامام علي عليه السلام وليا هي لتؤكد ان كل التشريعات التي تحتاجها البشرية قد تم تثبيتها وهذه التشريعات تتوقف على الحاكمية لذا جاءت اخر فقرة من الاسلام هي تحديد هوية من يقنن ويحقق العدالة .

من لا يقتنع بهذا فهذا شانه ولكن عليه ان يحفظ حقوق الاخرين ولا يتعدى عليهم وقد ذكرت روايات التاريخ ان رجلا قال للامام علي عليه السلام لا اصلي خلفك ولا اعتقد بولايتك ولا ولا فقال له الامام علي عليه السلام افعل ما شئت على شرط ان لا تتعدى على انسان .

ومن هنا ولدت بعض الثغرات في الخطاب السياسي الذي حاول بعض المتصدين للاحزاب المنخرطة تحت الاسلامية ان تعطي هذه الخطابات السياسية صفة اسلامية ومنها ولدت المتاهات بين النابذ والمؤيد