القانون الدولي واشكالية الموقف الامريكي من انتفاضة اذار 1991

من اولى نتائج حرب الكويت عام 1991 واثناء عودة الجيش العراقي لوطنه بعد النكسة النكراء التي تسبب بها صدام حسين لهذا الجيش بسبب تكالب اقوى دول العالم عليه وهي الويلايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وبقية دول تحالف الراغبين ، من اولى نتائج هذه الحرب هو نقمة الشعب العراقي على صدام لما وصل اليه هذا الجيش وذلك الشعب ،ان ثار هذا الشعب ضد النظام جراء اطلاقة وجهها احد الجنود الابطال لصورة ذلك الصنم المعلقة في ساحة سعد في مدينة البصرة الامر الذي كسر العراقيون فيه حاجز الخوف وانقضوا على ازلام النظام وقواعد وقيادات حزب السلطة والمحافظين ، وقد سرت انباء الثورة الشعبانية ثورة اذار الى بقية المحافظات لتنضم الاخيرة الى محافظة البصرة معلنة التمرد على النظام وقوانينه واساليبه الجائرة في حكم هذا البلد وقد وصل اجيج الثورة الى بغداد لتنظم اليها مدينة الثورة “مدينة الصدر ” حاليا ، وقد تفانى العراقيون في المقاومة وكاد النظام ان يسقط امام ضربات الثوار ،لولا الانقلاب المفاجئ للسياسة الامريكية ، القائمة على معاداة صدام الى سياسة تنم عن الرغبة في حماية هذا النظام ،حيث سمحت له باستخدام المروحيات لضرب الثوار ، بعد ان كانت قد حرمت عليه تحليقها فوق مدن الجنوب ، كما وساعدته بالحماية الجوية وبالمعلوماتية من ادخال قوات الحرس الجمهوري المعززة كما هو معروف بالدبابات والمدفعية الى المناطق الجنوبية الامر الذي قلب المعادلة لصالح النظام بالتالي تم تصفية الثورة بالكامل ، ولما كان القانون الدولي لا يجيز لها باعتبار ذلك تدخل في الشؤون الداخلية للعراق ، وكما ان هذا القانون لا يتيح لها السماح بارتكاب ذلك النظام الجرائم بحق المدنيين مما يرقى الى الابادة الجماعية ، فان العراق اليوم حكومة ومنظمات حقوقية او منظمات المجتمع المدني مطالبة باقامة الدعاوي في المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس جورج بوش الاب باعتباره مجرم حرب تسبب في عمليات الابادة الجماعية رغم قدرته على حماية المدنيين في العراق . كما ويمكن بموجب المادة 44 من اختصاص اللجنة الامريكية لحقوق الانسان تقديم شكوى بذلك لان اللجنة هذن تنظر في شكاوي الدول والافراد والجماعات وكذلك من المنظمات غير الحكومية ضد اي دولة عضو في المنظمة الامريكية انتهكت حقوق الانسان ، وهناك العديد من الوسائل التي يمكن بها تجريم افعال الويلايات المتحدة في العراق منذ دفعها لنظام صدام بافتعال الحروب او ضرب شعبه بالسلاح المحرم وغيرها من وسائل الابادة الجماعية وصولا الى حربها على هذا البلد عام 2003 التي دمرت كل شئ بما في ذلك النفوس التواقة للحرية ….