على مدى الاشهر الاخيرة تتصدر اخبار القاعدة والاجندة الاخرى المتحالفة معها في العراق نشرات الاخبار المحلية والدولية ,لمعظم الاحداث الجارية واهميتها على الساحة العراقية المضطربة والتي خضبت بالدم وكان آخرها واهمها الهجوم الكيبر على سجني التاجي وابو غريب وفرار اكثر 500 الى 1000 سجين بينهم قيادات في القاعدة بالاضافة الى سلسلة تفجيرات ذات طابع طائفي وكذلك تصدرت معها اخبار الميليشيات ومن ثم الابرز هو نشاط القاعدة الغير مسبوق والاعلان عن تنفيذ سلسلة هجمات متنوعة بشكل منظم ودقيق , والملاحظ ان هذه الورقة يمكن لعب عليها كلما تعكر
مزاج البيت العراقي السياسي وتخاصم ساسة العراق حيث نشهد تطورات جسام من قتل وترويع بحق العراقيين
وتظل الانبار المحافظة التي بشرت بالقضاء على تنظيم القاعدة ,فبعد حرب ضروس دارت رحاها بين جماعات مسلحة من ابناء العشائر القسم الاكبر المعتصم اليوم المنادي بالحقوق والقسم الآخر من بعض فصائل المقاومة بعد تشكل الصحوات والانخراط فيها
آنذاك تلك الصحوات التي لعبت دورا هاما ورئيسيا حاسما في انتشال الانبار بشكل خاص والعراق بشكل عام من افكاره الهدامة التسلطية الشيفونية العنفية وعودة الحياة من جديد لعموم العراق ,
ظهور تنظيم القاعدة مع الميليشيات بهذا التوقيت له ابعاده وقراءته خصوصا وان الظهور جاء بعد انطلاق التظاهرات في المحافظات الست المنتفضة .
القراءة الاولى هو احداث شرخ بين العراقيين انفسهم بان القاعدة عادت من جديد لتستهدف مناطق شيعية و خلال اليومين بالفعل ضربت سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة عددا من المناطق الشيعية وتنظيم القاعدة تبنى سلسلة التفجيرات في بيان والمشكلة ان هنالك جدلا حدا لابل قناعة بين العراقيين بخصوص تنظيم القاعدة والمتعارف عليه عند قسم من الشيعة ان التنظيم يضم في صفوفه عراقيين من العرب السنة وان القاعدة تحظى بدعم سني والاهم اعطاء صورة غير مكتملة مشوهة للرأي العام ان ساحات الاعتصام كانت مصدر انطلاق القاعدة والتظاهرات ليست سلمية حربية هدفها تمزيق وحدة الصف الوطني وانهم متمردون متآمرون طائفيون ويجب القضاء عليهم وقد لايعلم الجميع ان نتظيم هو تنظيم عقائدي عالمي يباع ويشترى لتنفيذ مآرب واجندة خاصة خارجية والقاعدة قتلت من العرب السنة اكثر من الشيعة هذا معروف
القاعدة لها خطان رئيسيان 1- الخط الايراني وهذا الخط يعمل بشكل فاعل بالمناطق ذات الغالبية السنية يمتثل الى كل اوامر طهران من تفجير واغتيالات وخلط الاوراق والدليل ان اغلب قيادات القاعدة كان تدريبهم ايرانيا قبل احتلال العراق والاهم ان ايران هي محطة استراحة لنتظيم .
2- الخط الحكومي وقد يستغرب الكثير ما علاقة القاعدة بالدولة العراقية تشير الاحداث الاخيرة من سلسلة هجمات قام التنظيم بها بنقل سيارات مفخخة الى مناطق ذات تركيز امني عالي وتفجيرها بالاسواق والاماكن العامة و ان هذا الخط يعمل ايضا على اثارة النعرات الطائفية بين مكونات الشعب العراقي من خلال شن هجمات عنيفة ذات صبغة طائفية بمناطق شيعية منتخبه وهذا تم لمسه بعد ظهور التظاهرات مباشرة لاعطاء رسالة واضحة ان السنة هم وراء العملية والعكس هو الصحيح باستهداف مساجد وبمناطق سنية والدليل الاكبر هو اتهام مكتب القائد العام للقوات المسلحة بتهريب عدد من كبار قيادات القاعدة خارج العراق والخطر هو الاتهام الذي جاء على لسان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد العاصي الجربا للمالكي بانه قد يكون وراء تهريب قيادات النتظيم من سجني التاجي وابو غريب في بغداد قبل ايام وبالعودة بهم الى الاراضي السورية لشق صفوف الجيش الحر ومساندة نظام بشار الاسد
لكن الخوف يسيطر بجله على قول الحقيقة من بعض المحللين والباحثين ,
وتر يلعب عليه الكثير من ناحية للهجوم لفك ساحات الاعتصامات وخلط الاوراق والعمل على اعادة العراق الى ايام القتل على الهوية والفوضى والاهم حتى تصبح ساحات التعبير عن الرأي هدفا سهلا للقوات الامنية لمزيد من ارتكاب المجازر على غرار ماحصل في الحويجة
اما القراءة الثانية هو العودة “بالمناطق السنية ” الى مربع القتل والخراب وتحطيم البنى التحتية وهلك الحرث والنسل وموت الوازع الانساني والديني وجعل هذه المناطق مستقبلا اعشاشا للانطلاق في مشروع هدم كبير وحرف التظاهرات عن مسارها النبيل والهدف الحقيقي لهذه الافعال تدمير سنة العراق تحديدا كأمة تشكل محورا مهما للعالمين العربي والاسلامي ,ويبدو ان الهدوء وفرصة التعبير عن الهوية السنية بمظوميتها بان العرب السنة امام فترق طريق مع الحكومة ام الموت او البقاء مع المشاعر الملتهبة كانت فرصة سانحة لظهور تلك الجماعات من جديد لكي يستعدوا لمخطط جديد قديم ان السنة ارهابيين .
اما القراءة الثالثة والاهم هو شغل الاعلام العراقي والعربي عن ما يحدث من مأساة حقيقية ومجازر مروعة ترتكب يوميا بحق اغلب العراقيين والتغطية على الفشل الحكومي بقيادة المالكي واستحداث خبرا جديدا للاستهلاك الاعلامي , ظهور ورقة نتظيم القاعدة اعطى فرصة جديدة لبعض من السياسيين العراقيين للمقامرة بها مجددا على حساب دماء العراقيين
اما القراءة الرابعة لتداعيات المشهد العراقي ان مايجري في العراق هذه المرة ليس ككل الايام التي مرت على العراق فهي حرب قد سخرت لها كل المكانيات المعنوية والمادية البشرية لاعادة العراق الى المربع الاول مربع القتل والتهجير والخراب والدمار لكن بصورة جديدة