23 ديسمبر، 2024 1:43 م

القاعدة والأرهاب بين أيلولي 2001 و 2014

القاعدة والأرهاب بين أيلولي 2001 و 2014

في 11/9/2014 مرت الذكرى الـ13 لإعتداء القاعدة على مركز التجارة العالمي في نيويورك، وعد في حينه وما يزال حادث الأعتداء المذكور منعطفاً في السياسة العالمية سيما الأمريكية، وعلى إمتداد الأعوام الماضية، كانت السياسة الأمريكية تقول بألحاق الهزيمة بالقاعدة، وأكد على ذلك الرئيس باراك أوباما في كلمة له بالمناسبة، منوهاً إلى أن داعش سوف ينتهي الى المصير نفسه الذي أنتهت إليه القاعدة التي قال عنها بشكل غير مباشر، أنها تقلصت وتراجعت، ومنذ مقتل بن لادن فأن هذا الكلام يتم ترديده بكثرة، فهل أن القاعدة قد أنكمشت وأصابها الضعف والهزال؟

عقب مهاجمة مركز التجارة العالمي، كانت المعلومات تشير إلى أن نشاط القاعدة كان يغطي نحو 45 بلداً في العالم، وقبل شهور أو سنوات من الآن، ذكر بأن ذلك النشاط إمتد إلى نحو اكثر من (90) بلداً، وتزامناً مع الذكرى المشار إليها، اعلنت القاعدة عن تأسيس فرع لها في الهند التي تعتبر اكبر بلد ديمقراطي في العالم، واعلنت داعش عن فتح فرع لها في الجزائر، وداعش والقاعدة وجهان لعملة واحدة (الارهاب) وبحسب الأخبار ان النشاط الأرهابي راح يتجذر في الصين وفي مقاطعة تركمانستان الشرقية المسلمة الأمر الذي أقلق الصين، وبين الأيلولين، ظهرت منظمات إرهابية فاعلة تحمل اسماء شتى معظمها إن لم نقل جميعها مرتبطة بالقاعدة وأخذت تمارس فعاليات إرهابية مدوية، وهذه المنظمات بوكوحرام في نيجيريا، وحركة المجاهدين الشباب في الصومال وداعش في سوريا والعراق وجبهة النصرة في سوريا..الخ ونتيجة لنمو وخطورة عملياتها وإتساع قواعدها بشكل جد سريع، فلقد تشكلت جبهات دولية لضربها ومكافحتها، فقبل أعوام مثلاً بعثت اكثر من (8) دول أفريقية في الأتحاد الأفريقي بجيوشها الى الصومال والتي يبلغ عدد أفرادها أكثر من (20) الف جندي لمقاتلة حركة المجاهدين الشباب، فيما تنسق الدول المجاورة لنيجيريا جهودها لضرب بوكوحرام، علماً أن عمليات هذه المنظمات تتعدى احياناً حدود بلدانها لتطال بلداناً مجاورة لنيجيريا والصومال. ومنذ عام 2003 وعلى أثر سقوط النظام العراقي السابق 1968-2003 فأن العديد من المنظمات الأرهابية نشطت في الساحة العراقية من ابرزها القاعدة وداعش، التي تسيطر على معظم مناطق المثلث السني في العراق. كما قامت منظمات أرهابية تابعة للقاعدة بدرجة رئيسه في سيناء ومالي.. وفي سوريا والعراق أسس داعش (دولته الاسلامية) وشهدت باكستان ميلاد طالبانها، اما في الجنوب الشرقي لليمن فان للقاعدة قواعد عسكرية راسخة.

وتذكر نشرات وسائل الأعلام إرقاماً عن عدد الملتحقين بداعش او القاعدة في البلدان الأوروبية: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، روسيا الأتحادية..الخ، التحاقهم بداعش في سوريا والعراق بالأخص، ما يعني، ان بوسع داعش أو القاعدة تأسيس فروع لها في البلدان الأوروبية والأمريكية أيضاً، وليس في الهند والجزائر فقط.

اذا أخذنا بقول لديك جيني: (أن الأخوان المسلمين يشكلون مصدراً للأيدولوجيات المتطرفة لأشد المنظمات الأرهابية تشدداً في العالم). عليه وتأسيساً على قوله يجب أن نعلم بأن الأرهاب منذ عام 2001 قد أنتشر بشكل مذهل في العالم أي مع أو عقب تسلم حزب العدالة والتنمية التركي السلطة في تركيا بعد ذلك العام وإلى الآن، وفي تونس وصل حزب النهضة إلى السلطة وفي المغرب سيطر الاسلاميون على الحكومة، كما أن الاخوان المسلمين فازوا بالسلطة في مصر ثم أزيحوا، وهذه الأحزاب جميعها فروع للأخوان المسلمين، وفي غزة فأن (حماس) سيطرت عليها منذ أعوام وهي أيضاً من فروع الأخوان المسلمين.

الخلاصة، ان الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها الأوروبية فشلت بعد 11/9/2001 من القضاء على القاعدة والأرهاب وستفشل في القضاء على داعش في تحالفها الدولي المرتقب الذي يضم نحو 48 دولة اذا مضت على اخطائها، وعلى الأغلب ان القاعدة وداعش والأرهاب، ستنموا وتتسع بعد الحادي عشر من هذا العام 2014، وذلك بسبب من السياسات الخاطئة لواشنطن. وهنا يحضرني قول لتشرشل: (ان الامريكان لن يستخدموا الطرق الصحيحة لحل المشاكل الا بعد ان يستنفدوا جميع الطرق الخاطئة). ترى هل تشذ الحرب الامريكية والاوروبية المرتقبة على داعش عن حروبها السابقة على الارهاب؟ الجواب متروك للقادم من الايام.

*[email protected]