23 ديسمبر، 2024 3:28 م

القاعدة والأجندة المتحالفة … وإرهاصات العودة

القاعدة والأجندة المتحالفة … وإرهاصات العودة

على مدى الأشهر الأخيرة تتصدر أخبار القاعدة والأجندة الأخرى المتحالفة معها في العراق نشرات الأخبار المحلية والدولية ,لمعظم الأحداث الجارية وأهميتها على الساحة العراقية المضطربة التي خضبت بالدم كان آخرها وأهمها بروز الصحوات الجديدة في الأنبار وكذلك تصدر ميليشيات حزب الله ومن ثم الأبرز هو نشاط القاعدة الغير مسبوق والإعلان عن تنفيذ سلسلة هجمات متنوعة بشكل منظم ودقيق ,والملاحظ أن هذه الورقة يمكن لعب عليها كلما تعكر
مزاج البيت العراقي السياسي وتخاصم سياسيوه حيث نشهد تطورات جسام ,مجزرة اقتحام الحويجة كانت شرارتها مجموعة مسلحة غير معروفة الشكل معروفة الأجندة هاجمت دورية عسكرية للجيش قرب ساحة الغيرة والشرف في كركوك وهنا اتهم المعتصمون بقتل الجنود ,الأمر الذي اجبر القوات العسكرية إلى حسم الموضوع عسكريا ,فصول القصة لم تنه من الحويجة إلى الأنبار حادثة قتل الجنود الخمسة على يد جماعة مسلحة ملثمة بالقرب من ساحة العزة والكرامة ليس بمحض الصدفة بل هي عملية دبرت بليلة ظلماء وتم نسج خيوطها على روية , العملية أعادة رسم المشهد الأمني مجددا في الأنبار هو ما دفع الشيوخ إلى الاستنكار فورا والبحث عن الجناة مسرعين قبل فوات الأوان, جهود أفرزت خيوطها الأولية أن جماعة القاعدة قد تكون وراء العملية أو جهات أخرى قد تكون أيضا الصحوة الجديدة المدعوة من الحكومة أو جماعة خارجية فكرا وتنظيما خططت ونفذت ,وأن المعتصمين بريئين من دم الجنود براءة الذئب من دم يوسف,هكذا وصف زعيم صحوة العراق احمد أبو ريشة , ويغيب على الكثيرين باحثين في شؤون الجماعات المسلحة أو الشأن السياسي أن القاعدة تعمل ومعها الميلشيات وفق توجه واحد مشترك مثلا تنظيم القاعدة له خطان رئيسيان 1- الخط الإيراني وهذا الخط يعمل بشكل فاعل بالمناطق ذات الغالبية السنية يمتثل إلى كل أوامر طهران من تفجير واغتيالات وخلط الأوراق .
2- الخط الحكومي وقد يستغرب الكثير ما علاقة القاعدة بالدولة العراقية تشير الأحداث الأخيرة من سلسلة هجمات قام التنظيم بها بنقل سيارات مفخخة إلى مناطق ذات تركيز أمني عالي وتفجيرها بالأسواق والأماكن العامة و أن هذا الخط يعمل أيضا على إثارة النعرات الطائفية بين مكونات الشعب العراقي من خلال شن هجمات عنيفة ذات صبغة طائفية بمناطق شيعية منتخبه وهذا تم لمسه بعد ظهور التظاهرات مباشرا لإعطاء رسالة واضحة أن السنة وراء العملية والعكس هو الصحيح باستهداف  مساجد ومناطق سنية والدليل الأكبر هو اتهام مكتب القائد العام للقوات المسلحة بتهريب عدد من كبار قيادات القاعدة خارج العراق لكن الخوف يسيطر بجله على قول الحقيقة ,

وتظل الأنبار المحافظة التي بشرت بالقضاء على تنظيم القاعدة ,فعد حرب ضروس دارت رحاها بين جماعات مسلحة من أبناء العشائر القسم الأكبر المعتصم اليوم المنادي بالحقوق والقسم الآخر من بعض فصائل المقاومة بعد تشكل الصحوات والانخراط فيها
في العراق آنذاك تلك الصحوات التي لعبت دورا هاما ورئيسيا حاسما في انتشال الأنبار من أفكاره الهدامة التسلطية الشيفونية العنفية وعودة الحياة من جديد لعموم العراق ,
الاستهداف بهذا التوقيت له أبعاده وقراءته خصوصا وأن العملية جاءت بعد إعلان العشائر تشكيل جيش العزة للدفاع عن النفس من بطش الميلشيات القادمة للحفاظ على أرواح أبناء المحافظة .
القراءة الأولى هو إحداث شرخ بين الجيش والمتظاهرين وإعطاء صورة غير مكتملة مشوهة للرأي العام أن ساحات الاعتصام مسلحة وليست سلمية حربية هدفها تمزيق وحدة الصف الوطني وإنهم متمردون متآمرون طائفيون ويجب القضاء عليهم
وتر يلعب عليه الكثير للهجوم لفك الاعتصامات حتى تصبح ساحات التعبير عن الرأي هدفا سهلا للقوات الأمنية لمزيد من ارتكاب المجازر على غرار ماحصل في الحويجة كما أسلفت في البداية
أما القراءة الثانية هو العودة “بالمناطق السنية ” إلى مربع القتل والخراب وتحطيم البنى التحتية وهلك الحرث والنسل وموت الوازع الإنساني والديني وجعل هذه المناطق مستقبلا أعشاشا للانطلاق في مشروع هدم كبير وحرف التظاهرات عن مسارها النبيل والهدف الحقيقي لهذه الأفعال تدمير سنة العراق تحديدا كأمة تشكل محورا مهما للعالمين العربي والإسلامي ,ويبدو أن الهدوء وفرصة التعبير عن الهوية السنية بمظوميتها بأن العرب السنة أمام فترق طريق مع الحكومة أم الموت أو البقاء مع المشاعر الملتهبة كانت فرصة سانحة لظهور تلك الجماعات من جديد لكي يستعدوا لمخطط جديد قديم أن السنة إرهابيين .
أما القراءة الثالثة والاهم هو شغل الإعلام العراقي والعربي عن ما حدث في الحويجة من مجزرة مروعة واستحداث خبرا جديدا للاستهلاك الإعلامي , وأن المتظاهرين قتله وإبعاد العالم عن ما يدور من حقيقة وما إصدار هيئة الإعلام والاتصالات بتعليق مكاتب عشر قنوات فضائية محلية من مزاولة عملها بحرية وأبرزها الجزيرة إلا مرحلة جديدة من تصنع الدكتاتورية وتكميم الأفواه وإغلاق العيون عن الأحداث الجارية على أرض الرافدين , وتظل مجزرة الحويجة شاخصة في أذهان كل العراقيين
أما القراءة الرابعة لتداعيات المشهد العراقي المنتفض أن هذه المظاهرات ليست ككل التظاهرات فهي حرب المارد السني الذي استيقظ مؤخرا الثائر بكل جبروته وقوته المعنوية والمادية وإمكانياته البشرية لنزع حقوقه واعتقد هذه المرة ليس بالسلاح وإنما بالطريقة الحضارية السلمية وإجبار حكومة المالكي ووضعه في خيارين لا ثالث لها إما الرحيل أو تحقيق المطالب او إعلان الانفصال بدولة “اسمها سنة العراق .