إن القضاء يقترن بالعدل، وهو حاجة اجتماعية ملازمة لنشوء السلطة والنظام في المجتمع، إذ لا قيام لحضارة ولا تكامل للإنسانية، إن لم يكن هناك سلطة ونظام لاستتباب الأمن الجماعي، فالقضاء هو مسوغ نشوء السلطة في التاريخ.
ولم تشرع الأديان السماوية والمذاهب الاجتماعية فيما قننته من أحكام لصالح الإنسان جميع قضاياه وشؤونه، وإنما تبنت بعض جوانب الحياة، ولم تستوعبها بصورة دقيقة وشاملة، أما الإسلام فقد تبنى فيما شرعه من أحكام تكليفيه ووضعية، معظم شؤون الإنسان، ووضع لها الحلول الحاسمة التي تقضي على جميع مشاكل الإنسان وأزمات حياته، ولا تدع أية ثغرة يسلك فيها لإفساد مجتمعه إلا سدها وقضى عليها.
ومن احتراز الإسلام وحرصه على تطبيق العدالة، أن جعل للقاضي صفات معينة يمتاز بها عن غيره، منها: 1- الإسلام: أن يكون مسلما، فلا يجوز أن يتقلد غير المسلم على المسلمين، 2- الحرية: أن يكون حرا وليس عبدا، 3- العدالة: هي صفة لازمة لمن يرشح للقضاء ويشهد له بذلك، 4- القدرة الفعلية للقاضي، أن يكون حاد الذهن، جيد النطق، له القدرة الفكرية في إيضاح المشاكل والمعضلات، 5- سلامة الحواس: وخاصة السمع والبصر، 6- العلم بالأحكام الشرعية، القرآن، السنة، الإجماع، المقدرة على الاجتهاد، وهنالك صفات وشروط كثيرة قد بثت في بطون الكتب، وأما في زمننا الحالي فتوجد ضوابط وأصول دراسية أكاديمية تتماشى وزمننا الحالي، مثل: معهد القضاء العالي، الذي رفد البلاد بقضاة أساطين نشروا العدل والأمان، وحاربوا الجريمة لا تفلت منهم الشاردة ولا الواردة.
أما الآن – اقسم بحياتي – لا اعلم ماذا أقول (قاضي دمج والله هاي ماصايره يمعودين)
دمج يعني واحد من الربع يريد يحكم لهم وفق ما يرتئون، ويشرعن لهم فقرات القانون، ويجد ثغرات قانونية، فهذا مواصفاته (مو خريج معهد القضاء العالي المحترم)، يكفي أن تكون لديه خدمة في المحاماة لمدة 10سنوات، بغض النظر عن سمعته الجيدة، وعلميته، وتفقهه في القانون، (واعرف قاضي دمج تعين عام 2007 هسه رئيس استئناف في إحدى محافظات الفرات الأوسط، مواصفاته اثنين من أعضاء مجلس ……. اقاربة ومتستر لهم على كلشي)، واعرف قضاة عادوا للعمل كسياسيين بعد أن حكموا بالفصل والسجن كونهم مسكوا في الجرم المشهود يتقاضون المال السحت، وهنالك الكثير من المزورين، والمتلاعبين بحقوق الناس، طردوا من القضاء أيام المقبور صدام حسين عادوا الآن وهم في مناصب عالية ورؤساء استئناف هم بالفرات الأوسط.
اقروا هاي السالفة، اعرف قاضي دمج هم بالفرات الأوسط المظلوم في محافظة النج…… –الحرف الأخير عليكم- (اجى واحد من اقاربة من ناحية الحير….. اشتكه على المختار لان يأخذ 100 دينار زيادة على اسطوانة الغاز وهاي سالفه معروفه الكل يدري بيه، مرجع القانون مجلس المحافظة صدر أمر قبض على كل مخاتير المحافظة واقضيته ونواحيه، والقوا القبض على 31 مختار بذاك اليوم وباتوا بالتوقيف لليوم الثاني وثاني يوم جابوله القانون وأطلق سراحهم)، وفي اليوم التالي تحشدت المخاتير متظاهرة عليه عند مجلس المحافظة، فكان رد مجلس المحافظة والقضاة، إن هذا القاضي جيد، بدلالة حسمه السريع للقضايا، وانه يحقق في ثلاث قضايا مختلفة في آن واحد، ويدون الإفادات.
العدل أساس الملك، عندما يقع الحيف والظلم على الإنسان أول ما يتبادر في ذهنه أن يلجا إلى القضاء كونه يمثل العدالة الإلهية، والسؤال هنا، أين يلجا من لا يستطيع الوصول إلى القاضي؟ إذ يتوجب عليك أن تجتاز عدت خطوط أولها الشرطة، ثم الطريق المقطوع الذي يؤدي إلى غرفة القاضي، وبعدها تصطدم بخط حماية القاضي الثاني (أبناء عمومته)، ولم يتبق لديك سوى الخط الأول (أخوة القاضي)، هذه المرحلة تقضيها بثلاث ساعات، فيسألونك ماذا تريد، وبعد شرح قضيتك، (يكلك بسيطة قدم طلب)، (تيتي تيتي مثل مارحتي اجيتي)، فتبدأ برحلة الشقاء والعذاب الثانية.
في الرحلة الثانية سيتعاطف معك بعضهم، وستقطع رحلة المصاعب والعذاب في ساعتين – فقط- وسوف تدخل إلى القاضي، أما الساعة الواحدة أو الواحدة والنصف، لا استطيع الجزم، ناهيك عن التعب والعرق الذي أصابك، عندها ستقف بإجلاء واستعداد وعلى يمينك حارس وعلى شمالك حارس من ألمعيه الخاصة جدا، عندها سينظر إليك القاضي من خلف عوينات ذهبية، وهو ينقر في قلمه على الورق،…….. حذارِ لا يجوز لك الكلام ما لم يبدأ القاضي، سوف يبدأ الكلام (شكو، شنو هلهوسه المسويه) (راح أتكله أستاذ ممسوي هوسه)، (راح أيكلك شنوه هصياح البره)، (راح اتكل آني جوه أستاذ ومو آني الاصيح)، (راح أيكلك شبيك شنو قضيتك شو مسويه ظلمه بالعريضة)، (راح أتكله مظلوم صار اعتداء عليه وأصابني الحيف)، (راح أيكلك شنو آني مركز شرطه، يله روح، طلعوا)، عندها ستجد نفسك بلحظات في الخارج، تجر أذيال الخيبة والذل والوهن، كان أجدر لك لو رضيت بظلمك لكان أهون عليك.
(شنو هتعالي يا رجال القضاء، شنو هلكبكبة، شنو متطلع من غرفتك اله الممرات فارغة الناس وين تروح، شنو الطريق لازم معبد وفارغ ألسيارتك، شنو ميشوفك واحد اله بعريضة، الماعنده فلوس عريضة وطابع شلون بي، اتقوا الله، لو دامت لغيرك لما أتت إليك).
أبنائي إخوتي قرائي الأعزاء أرجو عدم سؤالي عن سبب كتابة هذه المقالة، 1- الفيس بوك، 2- الاميل، 3- الموبايل، (واليسألني أكول باع واشك الكاع).