23 ديسمبر، 2024 10:44 ص

القاسم المشترك بين جناحي الصراع في إيران

القاسم المشترك بين جناحي الصراع في إيران

تدور منذ أعوام طويلة رحى مواجهة غريبة من نوعها بين تيارين سياسيين في إيران، ولئن کان هنالك لکل جناح أهدافه و غاياته، لکن المواضح جدا أن هناك أيضا قواسم مشترکة تجمعهما و تضعهما على خط و جبهة واحدة.
 
مايسمى بجناح(الاصلاح و الاعتدال)، في إيران و الذي نشکك تماما في مصداقية الشعارات التي يرفعها و ينادي بها، يخوض صراعا ضد الجناح المتشدد في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکن وکما يبدو فإن هذا الصراع هو صراع على القشور و ليس على الجذور، بمعنى إنه صراع من أجل المصالح و ليس من أجل التغيير الجذري کما تدل ظاهر الشعارات البراقة للجناح الاول.
 
محمد خاتمي، أول رئيس حمل شعار الاصلاح و الاعتدال و نادى بحوار الحضارات و الانفتاح على العالم و راهن عليه الکثيرين ظنا منهم بأنه سيحدث التغيير المطلوب في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظام ولاية الفقيه، لکن الذي لم يلاحظه و يلتفت إليه الکثيرين ولاسيما أولئك المراهنين على هذا الجناح المخادع، إن خاتمي بنفسه الذي أمضى 8 أعوام في الحکم، قد أکد قائلا:( يجب أن لايراودنا شك بأن مجرد التفکير بتغيير أو تعديل دستور نظام ولاية الفقيه يعتبر خيانة، وبالتالي يجب عدم مناقشة هذا الامر.)، ونتسائل؛ کيف يمکن القيام بالاصلاح و التغيير في ظل قادة يصرون على صنمية المبادئ و الرکائز التي يقوم عليها النظام؟
 
زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، کانت واضحة جدا في بيان حقيقة مايمثله قادة جناح الاصلاح و الاعتدال المزعوم عندما قالت خلال مقابلتها الاخيرة مع صحيفة الشرق الاوسط اللندنية، بأن”روحاني لايريد و لايستطيع أن تتفوق کلمته على کلمة قائد قوة القدس او القائد العام للحرس و إن رئيس الجمهورية ليس سوى موظف لوجيستي للنظام”، وهذه الحقيقة واضحة جدا للمتابعين و المعنيين بالشأن الايراني، ذلك إن قدرات و إمکانات هذا الجناح لايتعدى حدود إطلاق الشعارات الرنانة و البراقة و إثارت الزوابع في الفناجين!
 
جناحا الصراع في إيران، متفقان تماما ودونما أي نقاش أو جدل على أساس و جوهر نظام ولاية الفقيه و ماهيته الاستبدادية التي ترفض التغيير، وإن الصراع في الحقيقة قائم من أجل المصالح و النفوذ و ليس من أجل التغيير ذلك إن کلاهما في المرکب نفسه!
 
[email protected]