23 ديسمبر، 2024 6:38 ص

1 ـــ لا غرابة ولا جديد في عملية اغتيال سليماني وابو مهدي المهندس, انه واقع عراقي مذبوح بين صراعات مجاهدي الحشد الأيرني في العراق, وجنود احتلال امريكي, بعد صولة الهجوم على السفارة الأمريكية (في بغداد), تركوا على جدارها شعارهم “سليماني قائدي” يعني ان الصولة كانت بقيادة قاسم سليماني (الأيراني), ومجندين عراقيين, المواطن العراقي الذي دفع ضريبة, استهتار الأحتلال الأمريكي, ودموية مليشيات الأجتياح الأيراني بعد عام 2003, لا زال نزيفه دماء وارواح ومأساة شعب, وضرائب اضافية في الثروات والسيادة والجغرافية, واخطار مخيفة لمشروع اعادة تقسيم العراق وتحاصص اجزاءه, عبر حكومات متعددة الولاءات, نصفها مجندين لأمريكا, والنصف الأخر لأيران, وهوامش تافهة لأخوانچية تركيا وذيول خليجية, حتى اسرائيل هناك من يمثلها في السلطات الثلاثة, هكذا هو العراق مستباح فاقد السيادة..

2 ــ بمناسبة تأبين قتلى القصف الأمريكي, لكتائب حزب الله الأيراني في العراق وسوريا,, الذي سبب قتل (25) و (30) جريحاً تقريباً, (يرحمهم الله ويغفر لكتائبهم!!), الجرائم التي شاركوا في ارتكابها, بحق المتظاهرين السلميين, في بغداد ومحافظات الجنوب والوسط, كان حجم ضحايا صولاتهم, (600) شهيداً واكثر من (22000) الفاً من الجرحى والاف المعتقلين والمطاردين, وفيالق اضافية من الأيتام والأرامل والثكالى والمعاقين, جميع تلك الضحايا كانوا “يُريدون وطن”, مطلب متواضع كلف شباب الأنتفاضة الوطنية, كل تلك الدماء والأروح, من هذا الذي أبن وذكر محاسن ومآثر, القاتل والمقتول ابو مهدي المهندس, وفي ساحة التحرير؟؟؟ , وغداً ربما سيؤبن وتذكر لنا مأثر وفضائل (طيبي الذكر!!) العامري والخزعلي والفياض وعادل زويه, و”شر الأمور ما يضحك”.

3 ـــ على الوطنيين العراقيين, ومن يمثلهم في ساحات التحرير, ان لا يدفنوا رؤس مواقفهم في رمال لم تجف عليها دماء الثوار بعد, قتلى عملية التفجير الأمريكي, جميعهم ملطخبن بدماء شهداء الأنتفاضة, كما هم الأمريكان, وليس بينهم ولا ربع شهيد, لنكن حذرين ونحترم سكينة دماء وارواح شهداء في الذاكرة الوطنية, وعدم السماح لمجاهد او انتهازي عابر, ان يتسلق موجة الثوار, ليصطاد المكاسب الجاهزة, ثم ينطق بأسمهم ليجعل من القاتل شهيد, ساحة التحرير اصبحت مزاراً مقدساً لكل العراقيين, ومن يتحدث فيها يجب ان يحترم قدسيتها, ولا يطلق الكلام (المسيل للدموع) على رأس مقدس الثوار والوطن, ضحايا ساحة التحرير, شهداء الحق العراقي في ان يكون للمواطن وطن, أن الأساءات والتشويهات والأفتراءات لا يمكن تصنيفها عداء لأمريكا, انها و”ثلثين الحچي مغطه”؟؟؟.

4 ـــ ايها البواسل من شباب الأنتفاضة, لا تمسكوا العصى من وسطها, ارموها كاملة, فأمريكا وايران تخادمتا وتوافقتا على ذبح ثورتكم, كلاهما لا يريدان لكم “وطن” له دولة ذات سيادة, تمسكوا ببرنامج انتفاضتكم, لا تسمحوا لمن يحاول اختراق وعيكم, ابتدأتم من ساحات التحرير في الجنوب والوسط, فأصبحتم وعي وحراك وطني في كل بيت عراقي, ربما يستنفر البعض ويطلق كلاماً مسيء بوجه ثورتكم, هؤلاء ضحايا انتهازية الأحباط, او ربما يعانون خللاً في التركيب الفكري والنفسي, او ربما ان اصابات الطائفية فيهم كانت شديدة الأختراق, او ربما … وـــ الربماءات كثيرة ـــ لكن الغريب وغير الدقيق في الأمر, ان اغلب الأتهامات والأشاعات والتسقيط, اصبحت لحناً مشتركاً يشبه (الشخبطة) ازاء شباب الأنتفاضة, بعيد عن الواقعية والرصانة, فارغ من المعنى والمضمون, وكلما تقدمت الأنتفاضة خطوات على طريق مشروعها الوطني, يزداد الأرباك في المواقف المضادة, وارتفاع درجة الركود, على واقع عراقي يتحرك.