17 نوفمبر، 2024 6:40 م
Search
Close this search box.

القابلة / الوالد…

القابلة / الوالد…

قراءة في عتبتيّ : (في غيبوبة الذكرى) و(قصائد في الذاكرة )
للناقد الدكتور حاتم الصكر
الورقة المشاركة في مهرجان المتنبي/ 2014

دورة الناقد الدكتور حاتم الصكر ..

أنّ دراسةَ حاتم الصكر ..لبنية قصيدة درويش (مأساة النرجس …) هي من الدراسات الجميلة النادرة جدا..ولعل حبَ الناقد للقصيدة وتذوقّه لها، وأستيعاب جماليتها هو في أساسِ

هذا كلهِ……./ فقيد النقد الحداثي العربي : محمد دكروب …

(وجيز الورقة المشاركة)

بدءا …

أعلنُ أَن العتباتِ النصية َ ليست فيزا يمنحها المؤلف للقراء ،فأتصالية ُالقراءةِ بين المنتج والمستهلك أو معيد انتاج ِ النص بالقراءة ، هي في (معنى المعنى ،لا في أسم الاسم ).. يتجسد ُ ذلك أكثر في تقديم المؤلف لكتابه ِ (في غيبوبة الذكرى…) ..إذْ يستقبلنا السطر الاول من الصفحة الاولى بأشكالية ٍ متساءلة ٍ ضمن َ أخلاقيات ِالقراءة ..تلي ذلك بأسطر ٍ مساءلة ُ الخاص الحداثي ..وستكون المحصلةُ الأخيرةُ ليس بفحصِ نصوصِ الريادةِ، بل من تقصي أصداءِ الخطاب الشعري فنلمس فضائلَ الرواد في( التأثير واقتراح إمكانِ التحديثِ والإيغالِ في مغامرتهِ مما مهد للأجيال الشعرية اللاحقة ارضا شعرية خصبة ../20- غيبوبة الذكرى)..

(*)

فجرُ القصيدةِ الحداثيةِ العربيةِ: هو صهيلُها العراقي الأول والأجمل في برية الحداثةِ العذراء..حداثةٌ شعريةٌ عراقيةٌ منبثقةٌ مِن وعي ٍ حداثيٍ ٍ اجتماعي ٍ ثوري ٍ شاملٍ ..يومَها لم يكن الشاعر ،يتأمل في الأحداث ، بل كان يُسهمُ في التغير وبجسدهُ كلّه ،في مرحلة اجتماعية أتفق الجميع على تسميتها : مرحلة التحرر الوطني ..مما دفع بناقدٍ أكاديمي كبير ٍ مثل الدكتور احسان عباس في العام ألفٍ وتسعمائةٍ وخمسة ٍ وخمسين أن يكتب كتابا نقديا عن الشاعر الشاب عبد الوهاب البياتي وحين يُسأل عن ذلك بعد أكثر من أربعين َ عاما يُجيبُ (كتابي عن البياتي لم

يكن دفاعا عن شاعر معين بقدر ماكان مناصرة ً لتصور جديدٍ عن الشعر، ودعما لما يُدعي ب( الحداثة الشعرية )التي لامعنى لها إن لم ترتبط بحداثة ٍ اجتماعية ٍ )…ان أدعياء القيمومة على الموروث الشعري ،حولوه مِن لسانِ آدم الى ذراع السلطة ، فأشتغل الجهازُ الأمني للسلطة على وفق اضبارة المؤلف لديها ،فأوصلَ السياب الى السجن والتشرد والفصل الاداري …لكن رغم كل هذا (فقد ساعد تدميرُ البنية العروضية الشاعر الحداثي الخمسيني في فتح الطريق أمام َسلسلةٍ مِن مقوماتِ صوغ ِ الخطاب الشعري الحداثي من خلال خلقِ لغةٍ شعرية ٍ استعارية ٍ وكبح ِ المهيمن ِ الصوتي والإيقاع ِ الصاخب ِ وخلقِ علاقاتٍ مغايرةٍ بين الاشياء ِ والإنسان ِ/ ص8- فاضل ثامر – شعر الحداثة)

(*)

في هذين الكتابين نستعيدُ الشاعرَ الذي في الناقد الدكتور حاتم الصكر،وهو شاعر قبل أكثر من ربع قرن،وهاهو يستأنف الشاعر فيه من خلال مجموعته الشعرية ..(الهبوط الى برج القوس ) ونقديا هو ينتج قراءةً تذوقيةً حيثُ(القصيدةُ تعبير ٌ عن الصداقة بين نفسِ الشاعرِ وبين علاقاتهِ مع الآخر / 107- عبد القادر الجنابي ) فالشاعر الناقد في الكتابين : يُضيءالشعر الذي نحبهُ نحن المصابين بلوثة الحداثة، ويخصنا بأجمل الهدايا، في مفتتح كتابه (قصائد في الذاكرة ):(الى شعراء الحداثة العربية وهم في طريق الجلجلة والى قرائهم المفتونين بشغب الشعر وقلق القصيدة / ص9/ قصائد في الذاكرة)..والشاعر الذي في الناقد الصكر هو الذي يتعامل بكل هذا الحنوّ مع النص الشعري ..(الناقد قابلة النص لا والده .لكنه قد يكون أكثر حنواً منه عليه/ 15- غيبوبة الذكرى )..هنا ستكون مسؤولية الناقد أكثر خطورة ً وسيبذل الناقد جهدا كبيرا في الحفاظ على سلامة ِ الجنين / النص ..فوالد النص قد يرحل قبل القابلةِ لكن القابلةُ تعيد الحياة للوالد من خلال نصهِ أو نصوصه وستكون الاستعاد بأجراءاتٍ نقدية وهكذا تضخ مدياتٍ أخرى للنص المولود قبل نصفِ قرن ،فالناقد الصكر لايقوم بإسقاط المعنى بقسرٍ النص من الخارج بل بإنعاش فاعلية الذات ،لأن الناقد الصكر هنا لا(يبحث في المتون النصية عما يسند الافتراض النظري /ص7- حاتم الصكر- ترويض النص).. ويتضح ذلك من خلال قصيدتيّ : خبز وحشيش وقمر لنزار قباني وانشودة السياب للمطر ، اللتين صدرتا العام ألف ٍ وتسعمائة ٍ وأربعة ٍ وخمسين في مجلة الآداب اللبنانية وبالطريقة هذه يفعّل الناقد الصكر مثنوية: الدقة في التحليل + الذوق الرفيع .إذْ مايكتبه الشاعر من نقد ٍ ليس (محض تعبيرات عن جدله مع نفسه حول ماذا ينبغي له ان يفعل في المرحلة التالية وماذا يتجنب )..

(*)

لامسافةَ معنى بين العنوان الاول ( في غيبوبة الذكرى ) والعنوان الثاني (قصائد في الذاكرة )..فالمسافة ُ ضئيلة ٌ بين : ذكرى / ذاكرة فكلاهما تنتميان لنفسِ العائلةِ اللغوية ِ والخاصية ُالاستراتيجية الموّلدة للكتابين هي فاعليةُ الاستعادةِ التذوقية ِ للنصوصِ الشعرية ِالمنقودة وقراءتي المنتجةُ ستكون قراءةً مجاورةً فكلا الكتابين متجاورين في موضوعِهما النقدي ..

(*)

مفردةُ (غيبوبة ) دوما مشحونةٌ بقسوةِ بياض ِ العناية ِ المركزة ِ ومشتقاتِها..وهي هنا مثنوية ُ القسوة فهي ليست غيبوبة ُ الحاضرِ بل هي غيبوبة ُ الماضي من الزمن النفسي للذات الانسانية ..أما الانزياح الشعري للمفردةِ فقد التقطهُ الناقد الصكر وجعلهُ ثريا لكتابهِ وثبت مرجعيته ُالبريكانية في هُدبٍ من أهداب النص ..(ووحدهُ يموت في داخلهِ الانسان – في العالم الباطن – في مركز السريرة الساكن – في غيبوبة الذكرى/ محمود البريكان ).وهو ينقد الألم يرى الشاعر اللبناني عباس بيضون (الذكريات خالات ينشغلن بتطريةِ مراياهن ولايشبهن سواها ) كما.أنّ مفردة غيبوبة ،تستدعي شقيقتها صوتيا مفردة(الغيبة ) ونقيضتها دلاليا فالغيبة مشحونة بشمولية الامل الجماعي ..وأستعمالنا لمفردة أمل يجعلها بين قوسيّ : المرتجى /المؤجل ..

(*)

ثمّة َ مشترك ٌ اتصاليٌ سنجده ُفي التجاور بين العنوانين التفسيريين: فتحت العنوان الجمالي (في غيبوبة الذكرى) نقرأ العنوان التفسيري (دراسات في قصيدة الحداثة ) وتحت العنوان الجمالي (قصائد في الذاكرة ) نقرأ(قراءات استعادية في نصوص شعرية)..مشترك أتصالي آخر: إن عنواني الكتابين يشتغلان على لحظةٍ آفلة / نابضة ..أفولهُا متشكلٌ من غيابها العياني أما نبضُها فيتدفق في الزمن النفسي لمؤلف الكتابين..(وحينما كانت الرياح تعصف في شتاءات بغداد وخريفها الجارح أهرع في لهب مراهقتي وصباي لأقرأ عبر النافذة – أنشودة المطر – فيتوحد مطر القصيدة ورائحة الأرض بعد المطر ووقعه على السطوح والشجر / ص5- تقديم – قصائد في الذاكرة).. كما يتدفق من الاستقبال الأجتماعي العام وفقَ احصاءات عددِ القراءات في مواقع النت …(وتدل على ذلك الحضور تعليقاتُ زوار المواقع الالكترونية التي لاتزال تنشر القصيدة وتتلقى صدىً تفاعليا واسعا حولها. كأنما يُعيد لها أعتبارها وينتصف مما لقيته عند نشرها في

أحد أعداد مجلة الآداب البيروتية عام 1954/ 15- د. حاتم الصكر-…في الذاكرة ).. هنا يسلمنا الناقد الصكر بينتين : الأولى حول مؤثرية الزمن النفسي أثناء قراءتهِ لأنشودةِ المطر ، أما البينةُ الثانية فهي اجتماعية النص عبر الرابط التفاعلي الالكتروني ..ومن خلال البينتين أرى ان الناقد الصكر مقارنة ً بكتابه (البئر والعسل ) ،قد تخفف هنا من صرامة الجهاز النقدي البنيوي .حيث كان (الناقد الصكر شأن العديد من النقاد العرب الآخاذين بالبنيوية يحصر الدراسة في النص نفسه ،في محاولة منه لأضاءة البناء الداخلي للقصيدة والتعرف على عناصرها التركيبية والعلاقات فيما بينها/ 15/ محمد دكروب )..وهذا التخفف نلمسه ُ منذ كتبه (حلم الفراشة )(بريد بغداد)..(مرايا نرسيس )

(*)

*هل تصلح الذكرى مناسَبَة للقراءة ؟

*ماذا تبقى من حداثة الرواد ؟

على هذين السؤالين المعرفين يغزل الناقد الصكر نسيج كتابيه وهذان السؤالان لهما وظيفة جرس ومصباح الباب الخارجي 🙁 هل تصلح الذكرى مناسبة للقراءة ؟/ 15- في غيبوبة…) وبدوري أسألُ الناقدَ الكريم ألا تصاب الذكرى بأمراض الشيخوخة ؟ فنستعيدها خليطا من ذكرياتٍ ازدحمت دونَ ترتيب ؟ وأسألُ ثانية ً هل يخلو التذكر من مرض (ثبيتات السعادة) ؟ أم سيكون التصدي للشيخوخة وأخواتِها بكتابة الذكرى مادام الكلامُ ريحاً ولاتقيده سوى الكلمات المسطورة .كما أجابَ عفريتٌ من الجن على سؤال النبي سليمان* ،أما عند ناقدنا فستكون الذكرى: مفلترةً بوعي نقدي متنوعٍ بمراكمةٍ دؤوبةٍ من قبل الناقد الصكر..(لأن النصوصَ المعروضة في الكتاب وقعت في حيز الانقضاء زمنيا، وهذا ما ظل منها تتشبث به القراءةُ لتمنحهُ الكينونة َ وتقاضي حداثتهُ وتؤوله على أساسها بالأقتراب الحميم منه/ 15- حاتم الصكر/غيبوبة الذكرى ) ..

()

على مستوىً آخر يرى حراسُ الأسئلة إن السؤالَ (طريقةُ حديثنا عن الأشياء وليس عن صفة الاشياء /13 – تيري ايغلتون ) وضمن السياق ذاتهِ يفعل الناقد حاتم الصكر (لن نسائل َ النصوصَ المنجزة كتجليات لنياتهم التجديدية بل نراجع – الخطاب – الذي صدرت عنه تلك النصوصُ والمنطلقات النظرية والمبررات التي صاحبت الوعي بضرورة التحديث في تلك اللحظة من مسيرة القصيدة العربية /15-16/ حاتم الصكر / غيبوبة الذكرى) ..في تساؤل

الصكر ثمة اتصالية الذكرى / القراءة ..والرابط التفاعل هنا لحظوي خاص : مناسبة.. ويمكن للخطاطة التالية توضيح ذلك

الذكرى ———— بشرط المناسبة ————القراءة

ولأن طبيعة َ السؤال تلعب دورا هاما في تحديد مايمكن عدّه جوابا له – بحسب تيري ايغلتون – فقراءتي المنتجة تتساءل :هل نحن إزاء جملة تتلبس بلبوس الصيغةِ القواعدية التي للسؤال دون ان تكونَ سؤالا حسب الفيلسوف فيتغنشتين؟ ، ألا يحتوي السؤالُ ( هل تصلح الذكرى…) إيقاعا مسرحيا..؟ الشاعر مهنتهُ اضرام الاسئلة والناقد مسؤوليتة إنتاج الاسئلة والطرق عليها ليصوغ َ منها مفلات النص ..وهكذا يجيب الناقد على الاسئلة بأسئلة أخرى ..لأن الناقد الصكر لاينتج هنا إ لاّ السؤال المفتاح الذي يفتح للقارىء سهوبا من التحاور مع الخطاب الشعري في حقبة انطلاقه ِ

ماذا يبقى من حداثة الرواد ؟

لايجيب الصكر على السؤال الذي ينتجه هو بل سيعمد الى مساءلة (لحظة الحداثة الاولى التي عُرفت نقديا بحداثة الرواد منتصف الاربعينات / 15- غيبوبة الذكرى) ..والسبب الرئيس للمراجعة هي اتصالية الزمني / الشعري بتوقيت الألفية الثالثة ،فحداثة الرواد أصبحت منضودة ً ضمن تاريخ الادب وتاريخ الفكر التحرري الذي انطلقت منه وبحسب الناقد الصكر :(وإذا صح عدمُ جدوى المراجعة – لمناسبة الألفية الثالثة – في نواح ٍ أخرى من حياتنا….فأن الشعر يسمح لنا بهذه المراجعة والمساءلة لأنه يضرب عميقا في جذوره عندنا…/17- غيبوبة الذكرى)..مابين القوسين يعني ان الحداثة العربية كانت تقاتل بيد واحدة ،فهي تحدثت على مستوى الخطاب الشعري والخطاب النقدي ،ومكثت البنى الاجتماعية على ماهي عليه ، وهذا المكوث شخصه ُ عبدالله الغذاّمي كما شخصه قبل احسان عباس وأدونيس ..

(*)

مشروعية التساؤل والمراجعة لدى الناقد الصكر: ينبثق من ديالكتيك الكم – الكيف (فللقصيدة العربية ماض يؤهلها للحظةِ التحول والمقايسة وأختبار ِ الأستحقاق الألفي الماثل اليوم )..وستكون المساءلة سهما بثلاث شعب : وسأطلق عليه سهم التاريخ الشعري ،الذي يمكننا من مراجعة :

*الخطاب الشعري

*المنطلقات النظرية

*المبررات

والمراجعة ستكون هنا البديلَ المعرفيَ عن النص الشعري ..وبحسب الصكر نفسهِ (لن نسائلُ النصوصَ المنجزةَ كتجليات لنياتهم ، بل نراجع الخطاب الذي صدرت منه تلك النصوص والمنطلقات النظرية والمبررات التي صاحبت الوعي بضرورة التحديث في تلك اللحظة من مسيرة القصيدة العربية / 10- 16 – غيبوبة الذكرى)…هل سبب المراجعة هو ان الحداثة في الشعر العربي لم تعد تيارا ؟ كما أكتشف ذلك قبل ربع قرن الناقد محمد دكروب/ ص35 ..أم لأن ..(الحداثة في الشعر لاتعتبر مذهبا كغيره من المذاهب ،بل هي حركةُ ابداع ٍ تماشي الحياة في تغيرها الدائم ولاتكون وفقا على زمن دون آخر .فحيثما يطرأ تغيير على الحياة التي نحياها فتتبدل نظرتنا الى الأشياء ،يسارعُ الشعر الى التعبير عن ذلك بطرائق َ خارجة ٍ على السلفي والمألوف /17- يوسف الخال )… أم بسبب الفاعلية الاتصالية بين النص والخطاب، التي تكسب تعريفَ النص معنى من معاني علم اللغة ،واستنادا ً الى التطور المستمر لعلم اللغة فأن تحليلَ الخطاب يكون مرادفا لمفهوم تحليل النص بحسب بوسمان وانطلاقا من النظرة الفلسفية فهناك من يفهم الخطاب على انه شرحٌ لموضوع ٍ مختلُفٍ عليه بعد حالة النقاش للرأي والرأي المقابل ويسمى هذا المفهوم للخطاب بالمفهوم المنطقي والعقلاني ،كما ان الخطاب َ بأنواعهِ يحتوي على توافق ٍ معقد مع مجالاتٍ وجوانبُ مختلفةٍ منها التواصلُ اليومي والثقافةُ والمجتمع والصيرورة التاريخية للمجتمع وتركيبتهُ الحاليةُ وما ينجم عنها من علاقاتٍ بحسب شتيفان هابشايد ..

(*)

من خلال القابلة ستتضح لنا ملامحُ ذلك الوليد في قصيدة نِزار، يشخص الناقد الصكر أن ّ القصيدةَ رجمت لتمردها المثنوي :

(1) (محمولها الاجتماعي المحاك بضراوة بالثوابت والأعراف والسخرية من التواكل والركون الى الغيبيات دون العمل والتفكير )

(2) (بناؤها الفني المستند الى الشكل الجديد القائم على تعدد التفعيلات والقوافي وهدم الشطرين) شخصيا ارى أنّ التمردَ الاولَ كان الاخطرَ ،لأنّ له مساسٌ بأنظمة السلوك الأجتماعي (كمفوروميا)..يرى الناقد الصكر أنّ قصيدةَ نِزار ردُ فعلٍ شعريٍ هو نتاجُ صدمةِ اتصالٍ مع الغرب ..(وأغلب الظن أنّ القصيدة….حين رأى مِن خلال عمله دبلوماسيا ما وصل اليه الغرب/ 17- قصائد في الذاكرة) وبالنسبةِ لقصيدة انشودة المطر للسياب يرى الناقد الصكرفي المفتتح الغزلي رؤيته لمقدمة النص (شخصيا أقرأ المقدمة الغزلية / 26) ولهذه المقدمة وظيفة الفعل الاستباقي (أنها أستباقٌ لما ستقوله الانشودة عن بلد جريح ) وقراءة الناقد لاتخلو من تفسير تاريخي للحظة العراقية التي انكتبت فيها القصيدة ..(..عن مزارعين تنهب الغربان والجراد محصولاتهم فتظل لهم القشور..)

(*)

هانحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة ، أتساءلُ هل ثمة نوارسُ تقودنا نحو شواطىءَ ألفيةٍ شعريةٍ عراقيةٍ ،هي نتاجُ مراكماتٍ شعريةٍ توصلنا الى كيفية شعرية تؤثل من خلال سيولة الرأسمال الرمزي العراقي الى مأسسةِ ريادةٍ شعرية عراقية ثانية ؟

(*)

لايعني قولنُا بالريادة الثانية : الإشتغالَ على منجزِ الريادةِ الاولى فالخطابُ الذي أنتج نصوصَ السياب ونازك وبلند والبياتي والبريكان إكتملت منذ مدةٍ لايستهان بها دائرتُه..والريادة الثانية كما أرى لاتعتمد جيناتِ الهندسةِ الوراثية فقط ، بل ترتكز في انبثاقِها على احتدامات الوعي الشعري في لحظتنِا العراقية المتفردة

(*)

كقارىء منتج أرى في الافق الشعري العراقي تركيما لإختراقاتٍ شعريةٍ جريئة وعبر المجهرِ النقدي يمكن رؤية هذه الاختراقات بمثابة نقاط حين تنضد ابداعيا ستشكل خط الريادة الشعراقية الثانية ..(مادام يتجمع ويمتد – خط الحداثة الشعرية العربية – من نقاط تذكرنا بما يراه الصوفيون . في نظريتهم عن النقطة والخط فالخط عندهم هو مجموعة نقاط ،إذا أخذت أيا منهاتجد فيها مافي البدء من مزايا ،وفي خط الحداثة الشعرية تكون النقاط هي الاختراقات الصغرى والكبرى / 16- غيبوبة الذكرى)…

*الدراسة منشورة في مجلة ضفاف/ وهي مجلة شهرية ثقافية منوعة . تصدر عن دار ضفاف للنشر / الشارقة – بغداد/ العدد الرابع نيسان / أبريل 2015

ركزّت ورقتنا المشاركة على مقدمة كتاب ( في غيبوبة الذكرى) وسلطت بعض الضوء على (قصائد في الذاكرة)

للناقد الدكتور حاتم الصكر :

*في غيبوبة الذكرى / دراسات في قصيدة الحداثة / كتاب مجلة دبي الثقافية / 2009/ ع31

*قصائد في الذاكرة /قراءات استعادية لنصوص شعرية / كتاب مجلة دبي الثقافية / ع52/ 2011

*كما استفدنا من / ترويض النص / الهيئة المصرية العامة للكتّاب / 1998 وهي في الأصل رسالة ماجستير ، تقدم بها الناقد الصكر صيف 1995الى قسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة بغداد

المراجع :

*بخصوص فجر القصيدة الحداثية العربية هو صهيلها العراقي الاجمل /ص11 من كتابنا (القصيدة… بصرة/ دارضفاف / بغداد / 2012)

*بخصوص احسان عباس / محاورة أجراه معه فيصل دراج ومريد البرغوثي في مجلة الكرمل / ربيع 1996

*فاضل ثامر / شعر الحداثة – من بنية التماسك الى فضاء التشظية/ المدى / دمشق / ط1/ 2012

*عبد القادر الجنابي /تربية عبد القادر الجنابي / دار الجديد / بيروت / ط1/ 1995

*يوسف الخال / الحداثة في الشعر / دار الطليعة / بيروت / ط1/ 1978

*محمد دكروب / تساؤلات أمام (الحداثة ) و(الواقعية )/ المدى /دمشق /ط1/ 2001

*فاضل ثامر /الصوت الآخر / الجوهر الحواري للخطاب الأدبي / دار الشؤون الثقافية العامة / بغداد / 1992

*تيري ايغلتون /معنى الحياة / ترجمة عهد علي ديب / دار الفرقد / دمشق /ط1/ 2010

*شتيفان هابشايد / النص والخطاب / ترجمة / أ.د . موفق محمد جواد المصلح / دار المأمون /بغداد /2013

*بخصوص ماجاء من محاورة النبي سليمان والعفريت ، من كتاب (التفسير الكبير ومفا تح الغيب ) فخر الدين محمد الرازي، دار الفكر ،بيروت 1981 / ج32/ ص17، أقترضته من (قرعة جرس لكائن جميل/ ص55 ) منشورات الجمل / بغداد/ 2012 للكاتب والروائي رفيق شامي ..

أحدث المقالات