في بداية التجربة الديمقراطية في العراق ونتيجة لحداثة التجربة في البلاد اعتمدت القائمة المغلقة كخيار ديمقراطي للشعب العراقي الذي لم يدرك بعد معنى البرنامج الانتخابي وأهمية من يمثله في تشريع القوانين وبناء الدولة بأشخاص أكفاء مختصون لذا تم اعتماد القائمة المغلقة التي تتكدس فيها شخصيات لا يعرف لهم الناخب العراقي اسما ولم يرى لهم ظلا,, القائمة المغلقة تمثل توجه وكيان وبرنامج تُعطى للناخب العراقي كجرعة نهائية ليس له الخيار في السؤال عن أسباب اعتمادها كعلاج للجسد العراقي المريض والمُتخم بشعب لا يعرف من يختار لذا ارتأى كبار القوم أن يضعوا له قائمة مغلقة ما عليه إلا أن يختار رقم القائمة ثم فيما بعد وبقدرة قادر! ينبثق من هذا الخيار ودفعة واحد عدد كبير من الأربطة و((العكل)) يتكلمون أكثر مما يفعلون وفي بداية تجربتها جاءت لنا بأشخاص لا يمثلون الطائفية فقط بل الطائفية جزء من كيانهم الممتلئ من قيم الشر والشيطان بامتياز وهم ليسوا محصورين بطائفة معينة بل سنة وشيعة وغيرهم.. اذ لايمثل هؤلاء الشعب بقدر ما يمثلون الحزب والكيان الذي ينتمون له لذا تعالت الأصوات وعم الصراخ في شتى وسائل الأعلام ونادى به الجميع من ان الحل يكمن في القائمة المفتوحة وإذا بها تزيد الطين بلة حيث جاءت القائمة المفتوحة بأشخاص لا يختلفون كثيرا عن ما جاءت به القائمة المغلقة ان لم يكونوا اسوء منهم! وبخيار الناخب الذي لم يدرك بعد معنى الكفاءة والبرنامج الانتخابي والخيار الديمقراطي الحقيقي في إيصال أشخاص ينقذون ما تبقى من تاريخ الأمة وحاضرها بل لا يزال الناخب أسيرا لإدراكه الضيق جدا النابع من أزمة المحيط المؤدلج بالأوضاع العشائرية والطائفية والمصالح الحزبية الضيقة على حساب المصالح العامة لذا قفز هذه المره إلى البرلمان العراقي ومن خلال القائمة المفتوحة شيوخ عشائر وطائفيون وأصوات تشمئز النفوس من سماعها ومن خلال ذلك توصلنا إلى نتيجة واضحة وهي إن الخلل يكمن في وعي وخيار الناخب وليس بالمغلق او المفتوح فان القائمة اذا كانت مفتوحة وعقل الجمهور ووعي الناخب مغلق فما هي الفائدة المرجوة من ذلك ! واذا كانت القائمة مغلقة ووعي الجمهور مفتوح ومؤدلج طائفيا وقوميا ومناطقيا أيضا ما هي الفائدة المرجوة من ذلك! لذا نؤكد ان الخلل في خيار ووعي الناخب الذي لم ولن يستطيع من تجاور بيئته الطائفيه والحزبية الان ولا في السنوات القليلة القادمة ابدا نتيجة لتصاعد المد الطائفي واشتعال الشرق الأوسط بالحروب بالنيابة بين دول إقليمية كبرى لها دور كبير في صياغة أحداث المنطقة حيث لا يستطيع الفرد العراقي من الاستقلال فكريا واقتصاديا وسياسيا عن الأوضاع في المنطقة كونه جزء لا يتجزء منها يتأثر ويؤثر بها أيضا ,,فنحن الآن على أبواب الانتخابات البرلمانية القادمة والصراع قائم على نوع القوائم هل ستكون مغلقة او مفتوحة وهل سيكون للدول المجاورة والإقليمية رأي في الموضوع ومع من ستكون أليسَ من السهل لها اعتماد القائمة المغلقة كونها مختزلة بشخصية زعيم القائمة او رئيس حزبها حيث ان التأثير عليه معناه تأثير على القائمة ككل وهكذا.. ننتظر لنرى ان غدا من ناظره لقريب !
[email protected]