23 ديسمبر، 2024 12:02 م

القائمة العراقية ما لها وما عليها

القائمة العراقية ما لها وما عليها

تحياتي للقائمة العراقية, هي ليست سلام  إستقبال وأتمنى أن لا تكون تحيات توديع  بعد الأربع سنوات القادمة , هذا إحتمال أرجو أن لا يتحقق ولو أن صورته التجريدية  تبدو  على مرسم الحائط الإنتخابي القادم . أنا من الذين يجدون في العراقية طوق النجاة , ليس لي وللبعض ممن يشاركونني الراي  بل للعراق  فقد كانت هي أقل السيئين سوءا , لإنها شكلت مكون منوع  غير متجانس حتى   شابت الذوق مرارة ,  فقد جمعت وجوه أقل ما يقال عنها بائسة خاوية تبحث عن العَظّمة  في النفايات , فشجعت الآخرين بالتجاوز عليها إلا أن المواطنين الكارهين للرهط الطائفي  ظلوا متعلقين
 بحبال  نجاتها , ولقد برهنوا صدق كلامهم  عند  كل إنتخابات فقد كان العراق الذي نعرفه  جميعا معها , مع إنها لم تحقق ما كان بذهنم لإسباب جمة إلا انها ظلت الأوفى للعراق بالقياس إلى القوائم الأخرى . لعل السبب الأساس إنها تلتئم  عند الإنتخابات وتتفرق بعدها مباشرة , لأنها لا تملك عقدا الزاميا لأغلب شخوصها فهم سرعان ما يركضون وراء مصالحهم بائعين ماء وجوههم.  ربما السنوات السابقة وبسبب تأمر المالكي ومحاولة تفكيكها  منيت بالفشل وخذلان جمهورها القديم , أما الأن والسيد علاوي نائب رئيس الجمهورية وهو صاحب الثقل الأكبر قياسا بزميليه فعليه أن لا
 يغادر العراق ككل مرة لا نرى له تاثيرا في  الساحة الداخلية . قبل اليوم ربما له بعض العذر ولكن للناس أعذارها أيضا وعليه أن لا يفضل عذره عليهم , مطلوب منه  التمسك بقوة بما كان يتحدث عنه تجاه خصومه وما يعتقد إنه يصب في صالح العراق وعليه أن يضع خطوطا واضحة لقائمته بحيث تكون هي الإتلاف المستقبلي  وبالتاكيد هو الأعرف بمن باعوه في وقت كان الأحرى بهم الوقوف إلى جانبه , إن زمن التأمر وشراء الذمم  قد ولى مع من كان يفرق بين الأخ وأخيه , زمن شراء الأصوات بالسحت الحرام ومن خلال المناصب , ولى هو الأخر  حاصدا خيبات زلات لسانه وخيبات تمنياته المبنية
 على الباطل وسوء نياته , ولكن بعد أن شرَّب العراقيين كؤوس المر
لقد تحسن الوضع عما كان عليه , والرجل رئيس الوزراء الجديد صحيح  من نفس العجينة والطينة لكن لكل إنسان ميزانه وميزاته فهو  يبدو  مصمم على وضع قاطرة الحكومة على السكة الصحيح وهذا يدخل لصالح القائمة العراقية ,  لكننا ما زلنا نشهد  إنبطاح  بعض وجوهها  في أحضان من يدفعون المال من أجل عراق مملوء بالفساد والسرقة وكأن الدنيا لا تقوم إلا على حساب المغلوبين من أبناء الشعب المتعب المجهد حد الثمالة الأخيرة .
 وللتاريخ أن وجوه نكرة لا يعرفها  العراق دخلت تحت معطفها وبنت لنفسها إسما ومكانة من خلالها واليوم وقبل ذلك بإنتخابات سابقة تمردت عليها بعد أن باعت نفسها بطريقة مذلة , إن منصب نائب رئيس جمهورية أو  نائب رئيس وزراء وكذلك  موقع الوزير ليس بالهين وتكبر الصورة عندما يكون من صالح من لا يملك مقومات موظف عادي وقد شهدنا الكثير ممن  صار لهم إسما وعنوانا ومكانة .
تلك خيانة للعقد لأني  لا استطيع القول للمبدأ لأن الأغلبية يعوزهم وجود المبدأ , وذلك ليس أتهاما  ونحن نراهم يركضون خلف من يدفع  ,  الذي قادني إلى هذا العرض الطويل تناقل بعض الأخبار أن السيدة  الفاضلة ميسون الدملوجي  باعت منصبها كوزير للثقافة والإعلام للجانب الكردي بمبلغ خمسين مليون دولار , ورغم إني لم أصدق الخبر وأستهجنته لأن هذه المراة من عائلة يفتخر بها العراق وبيت قدم للبلد خدمات جليلة وهي لا تحسب مع بعض النكرات الناعبات كندابات القبور والفواتح , لقد كانت وجها مشرقا للعراقية , ولكن سأصاب بالقلق المفزع لو صح الخبر لأن هذا يعني أن
 وباء الفساد صار مثل وباء إيبولا سرعان ما ينتقل من الجمال الى البشر في بعض الدول والتي تعجز العلاجات والإحترازات عن وقوفه عند حده . ثم إذا كانت هذه المراة ذات المجد العائلي وذات الجذور الوطنية والإدراك والفهم المعرفي تنقاد كغيرها لمذبح التلوث علينا أن لا نعتب على الآخرين من حملة شهادات الحوزات ومدجني شهادات التزوير , فقد تساوت الوجوه ولا عتب على أحد بعد اليوم وسنضطر أن نقول وداعا أيتها العراقية التي لم تستطع الحفاظ على عراقيتها مع الأسف الشديد .