لاأريد الخوض في مايجري الآن من تداعيات لأزمة إعتقال حماية العيساوي فتلك الأزمة سوف تحل بطريقة أو بأخرى حتى لو تم إثبات أن العيساوي وحمايته كانوا مشتركين في معركة الطف، كما إنني لست من المؤمنين بالعصمة لأحد فالكل يخطأ…وهؤلاء ليسوا بملائكه ،بالأضافة إنني لست ملمّاً في حيثيات المشكله، لكن مايهمني هو تصرف القائمة العراقية تجاه الحدث وتجاه أفعال و تصرفات المالكي الحمقاء والحكم الطائفي التي أصبحت رائحته تُزكم الأنوف.
تثبت القائمة العراقية، والتي كنت أنا من منتخبيها والمروجين لها، يومياً فشلها في فهم العملية السياسية وكيفية التعامل معها، بل إنها فشلت حتى في التعامل مع أعضائها المنتمين إليها ، فلاأحد يعرف ماهية سياساتها واهدافها، فهي تعارض حكومة، تشاركها القرارات وتغازلها في الصباح وتكيل لها الأتهامات وتعارضها في المساء، إنها كالزوجة الخائنة التي لاترغب بالطلاق حباً بأموال زوجها…وهي على عكس المالكي الذي يغازل يومياً منتخبيه بسياسة أصبحت معروفة للجميع، بالظلم والتعسف تارة وبالتصرفات الطائفية تارةً أخرى وتحت حجج واهية كتحقيق العدالة والأمان والقضاء على الأرهابيين الذين اصبحوا بين ليلة وضحاها يُمثَلون بطائفة واحدة فقط لينسى المالكي الجرائم التي حدثت في النجف والبصرة ونسيَ العصابات السياسية التي مازالت تعبث بالوسط والجنوب.
ففي الوقت الذي نجد القائمة الكردية تكسب الأنجاز تلو الأنجاز بمقاعدها الأربعين…فلا قرار دون موافقتهم ولادستور من غيرمباركتهم ولاقانون يمرر دون أن يكسبوا أمامه إحدى مطالبهم، نجد أن القائمة العراقية لم تُسجل أية نقطة للصالح العام أوحتى لصالح جماهيرها أو أهدافها المعلنة، فبقيت تتخبط بتصرفاتها الحمقاء الغير مدروسة لتجد الأعذار تلو الأعذار في سبيل بقائها داخل الحكومة من أجل مصالحها الشخصية فلقد خسرت جميع الأزمات التي كانت طرف فيها والتي لم يربحها المالكي فقط لا بل وأستغلها لصالحه انتخابياً ليعزز دكتاتوريته السلطويه ونهمه للسلطة..
ان أي ملاحظُ للوضع العراقي يجد إن مشاكل القائمة لعراقية مع الحكومة المركزيه هي مشاكل شخصية وليست وطنية او جماهيرية فلقد عودونا على السكوت المُذل على التمييز الطائفي الواضح في توزيع الخدمات والمراكز الوظيفية والأحكام القضائية المسيسة الجائرة تحت عناوين مثل اجتثاث البعث والأرهاب وأزلام النظام السابق وغيرها من المبررات الكاذبه، فهم لم يحركوا ساكناً عندما تم أغتيال آلاف الأطباء والضباط والعلماء العراقيين، ولم يحركوا خطوة عملية تجاه سجن الاف العراقيين الأبرياء بتهم كيديه كاذبه ولا لعزل مئات الالاف من وظائفهم وحرمانهم هم وعوائلهم من ارزاقهم في الوقت الذي نجد أن القائمة تقيم الدنيا ولاتقعدها إذا ماتهدد مركز من مراكز أحد أعضاء القائمة الكبار أو تهددت مصالحهم، فلم نرى لحد الأن أزمة كبيرة هددت أمن الوطن مثل مارأيناه في ازمة أياد علاوي عندما أقصوه من منصب رئاسة الوزراء أو صالح المطلك عندما أُقيل من منصب النائب أو في أزمة الهاشمي أو في قضية حماية العيساوي ، سياسة القائمة هي إستخدام أصوات ونفوذ المناطق الغربية في خدمة مصالحهم الشخصيه.
لقد غابت العراقية عن إنتخابات كان من المفروض أن لاتشترك فيها ثم إشتركت بإنتخابات مهينه كان عليها ان لاتشترك فيها, فازت ثم ضيعت أصواتنا بمفاوضات اثبتت فيها إنّ لاعلاقة لها لابسياسة دولة ولابدهاء المفاوضين، أضْفوا الشرعية لحكومة تهينني يومياً ، حكومة جعلتني مواطناً من الدرجة الرابعه بعد أن جعلت منتخبيها من الدرجه الثالثه..حكومةٌ أعادتني إلى زمن العبيد في أمريكا… والفاشية في إيطاليا …والطائفية في أوربا العصور الوسطى …..والعنصرية في جنوب أفريقيا، حكومة جعلتني أدفعُ ثمن ظلم جميع الحكام الذين مروا على هذا البلد فلقد دفعت ثمن حماقات الحجاج وظلم الأمويين وهدم التتار لبغداد…دفعت ثمن الهجوم على إيران وعاقبوني على مقتل من لم أقتل..كل هذا وأنتم جالسين تتفرجون عليّ من شرفات عمان فلم يتحرك فيكم ضمير ولم يندى لكم جبين.
ألا تباً لمن ينتخبكم مجدداً وأنتم الذين خيبتم آمالي في كل ماوعدتم به…. ألا تباً لكم ولأصبعي الذي تلون بأسمكم
لماذا أنتخبكم وأنتم لاتفكرون ألا بأنفسكم وشهواتكم ولايهمكم سوى زيادة أرصدتكم وأرصدة زوجاتكم في البنوك من المقاولات الوهمية والصفقات المشبوهة الغير نظيفه…لماذا أنتخبكم وقد استخدمتم صوتي وصوت مئات آلاف الفقراء كي تصعدوا على أكتافنا لتقضوا ليال ورديه في فنادق دبي وشاليهات القاهره ،ولتتمتعوا بأشهى نساء الكون لتصحوا صباحاً صارخين متباكين في الفضائيات على وجوب الجهاد وتحرير العراق من الفساد بدموع تماسيح كاذبة .
من لايفكر بأختي وهي تٌغتصب لاأفكر بأخيه عندما يُعدم، والذي لايهتم بأمي عندما تُثكل لاأهتم بأبنه عندما يُقتل. والذي لايأسى لمشكلتي لن أتباكى لمصابه. والذي لايأبهُ لسجني ظلماً لاأهتم لإعتقال حمايته التي ربما كانت حقاً…والذي يريد أن يزيد غناه على حساب آهاتي وفقري لن أجعل منه علماً يتكلم بأسمي..أنتم لستم سوى حفنة سراق تنهبون بأسمي ،لاتمتلكون لاعفة مقاوم ولارجولة محارب ولاشوارب بدويٌ ولاجبين شريف يخجل ….
سوف لن انتخبكم مادام ليس هناك فيكم من رجل يستطيع أن يقف أمام طاغية مضحياً بمركزه ليقول كلمة حق أمام حاكم جائر…سوف لن انتخبكم مجدداً لأنه لايوجد فيكم من يعشق الموت من أجل العراق بقدر حبه للسلطة والمال ..سوف لن أنتخبكم مادام فيكم من لا يسجد للفرات ويبكي على أطلال العراق ويموت في سبيل شارع الرشيد، لن انتخبكم بعدما عرفت أن المبعوث الأيراني والسفيرالأمريكي يؤثر فيكم مالاتستطيعه لا أرامل الانبار ولايتامى نينوى ولاثكالى صلاح الدين ولاعطاشى البصره ولامساكين بابل ولافقراء ميسان .
أن السفير الامريكي لهو خير ملهّمٌ لكم من اوجاعنا وآهاتنا … وأن المبعوث الايراني هو أشرف لديكم من دجلة والفرات فأنتم لاتعرفون معنى الشرف ولاتفقهون ماهية النخوه ولاطبيعة ماتمليه الرجولة ….كفاكم اللعب على حبال الفقراء وعواطف المساكين….
الآن أقولها لكم وبدون أيّ تردد …. سوف اقطع الاصبع الذي ينتخبكم وينتخب أشباه الرجال الذي لايستطيعون الحفاظ علىّ وعلى كرامتي ولاالدفاع عني وعن عائلتي وأطفالي.
وسوف لاأقول لكم إلا ماقاله الخضر لموسى….هذا فراق بيني وبينك…..
في أمان الله