9 أبريل، 2024 2:27 ص
Search
Close this search box.

القائد الميداني الوطني مفتاح الانتصار  في صناعة القرار

Facebook
Twitter
LinkedIn

تنوعت وسائل وفن ومواقع القيادة بعدة اتجاهات سياسية ودينية  وعسكرية ومدنية وقبلية من حيث التنوع العام  لأشكال ومواقع مكانة القيادة في المجتمع الانساني وتنوعت مصادر اشكال وتعدد القرار حسب مرجعية ودور القيادة وتأثيرها حسب موقعها في المجتمع وقوة تأثيرها على المجتمع والافراد  ان كانت مصادر القرار من مؤسسات سياسية او دينية او عسكرية  .. ومن الراجح غالبا ان تكون السلطة السياسية الحاكمة في المجتمعات تمتلك مقومات قوة فرض القرار باعتبارها الهرم القيادي للسلطة في تشريع او اتخاذ القرار لياتي الدور الاخر للمؤسسات التنفيذية في تنفيذ وبسط نفوذ القرار في المجتمع بالوسائل القانونية  او استخدام وسائل القوة وفرض سلطة القرار بالطرق الاجبارية القانونية.
ولو افترضنا اصدار قرار بالعسكرة والحرب من قبل مصادر القرار في الدولة فهنا يجيء الدور للمؤسسة العسكرية في اتخاذ التشريعات واعداد الخطط العسكرية الملائمة لظروف قرار الحرب واهدافها العامة التي حددتها مصادر القرار بالسلطة والتي تعتبر السلطة المركزية العليا للقرار .ومن حيث ان السلطة العسكرية او القيادة العسكرية لا يقل شأنها من حيث امكانياتها وقوتها عن السلطة المركزية حيث تعتبر هي القوة الرئيسية لاساس تنفيذ القرار ولها القدرة والتأثير لكنها محكومة وفق قوانين وانظمة  تجعلها خاضعة تحت قرار السلطة الرسمية العليا ضمن الهيكلة الادارية والتنظيمية لادارة السلطات وتصريف القوانين.لكنها بالاهمية الخطيرة  التي تجعلها من حيث اتخاذ موقع القرار الذي يوازي قرار السلطة العليا فالقيادة الميدانية العسكرية هي امتداد لسلطة قرار السلطة العليا وهي القيادة الابرز والاعنف في اتخاذ القرارات الاخرى الموازية  لحدود واهدااف قرار السلطة العليا كما تختلف هاتان القيادتان من حيث الايديولوجية الفكرية والحدود الواقعية  كون القيادة العسكرية لها واقع وظروف مباشرة مع الحدث وتتعامل مع تنفيذ القرار على واقع الارض من كل الحيثيات والتفاصيل والظروف والوقائع في ادارة  فن اتخاذ القرار اداريا ولوجستيا وعسكريا وفق الرؤية الاستراتيجية العسكرية والتي تعتمد على المهارة والادارة والدقة والتنظيم بكل مستوى الاعداد العام .ان وصف القيادة الميدانية العسكرية ومعاييرها  وفق المنظور الوطني هي عملية مهمة وضرورية لإنجاز أي عمل وواجب يناط به القائد الميداني والذي يعتبر اداة تنفيذية من قبل القيادة العليا  لتنفيذ الأوامر الصادرة وفق أليات وشروط  المعركة ومن خطواته الأولى في التخطيط والأعداد ثم التنفيذ والتقييم وهي كما اشرنا  مهمة تناط بالقائد الذي تنطبق عليه مواصفات وشروط القيادة الصحيحة الذي ينظم ويدير العمل في الجانب العسكري  بناء على أسس مصالح البلاد والمقدسات وبالاتجاهات الوطنية المرسومة فالقائد يعمل في محيط منظم منضبط، وهو يمتاز بالتنظيم بدءاً من وقته  وعمله لا مجال له في الخطأ فاي قرار خاطئ غير مدروس سيعرضه خسائر فادحة فالتركيز على عامل التنظيم والانضباط  مطلوب ومهم جدا لتحقيق أهدافه وأولوياته المرسومة ، فالقيادة هي فن اتخاذ القرار، القائد يصنع القرار والقرار يصنع الحدث ايجابيا او سلبيا حسب المعطيات  التي تفرزها ظروف وحيثيات القرار فيجب على القائد  ان يرى مالايراه الآخرون، بكل الزوايا والأبعاد بكل رؤية وطنية  وليس الجانب المحصور في مجال عمله فحسب .بل يجب ان تكون له نظرة ثاقبة بابعاد اوسع فكرية واخلاقية ونفسية  يتقبل النقد الموجه إلى خيالاته، هو الذي يضع الخطط المبدعة الجديدة ويغرس الحماسه لهذه الأفكارالجديدة المبدعة في الآخرين.فالقائد الناجح قادر على بث روح الحماسة والتحفيز في نفوس أتباعه،

يؤمن بقوة التحفيز في استنفار قدرات رجاله.غزير المعرفة ، على درجة عالية من العلم، يطور من نفسه ويرتقي بقدراته من خلال القراءة والدورات التدريبية والندوات.لايوجد قائد مزعزع الثقة، والتي تتزعزع ثقته ليس بقائد… القائد في قدراته وصلابته ومبادئه الصارمة هي القوة في السيطرة على المواقف والمشكلات شديد الالتزام بالخطط التي يضعها، يعرف أن الوصول للغاية يستلزم جهد ووقت، وأنه يجب الالتزام بالخطط حتى النهاية بلا يأس ولا استسلام تعد هذه الصفة أحد أهم وأقوى خصائص القائد الناجح، لاسيما في الرؤيةالإسلامية، فالقائد لايمكنه تحقيق مكاسب دنيوية أو سريعة على حساب مبادئه وقيمه ومعتقداته، كما أن الدراسات الحديثة للواقع الاسلامي تؤكد أن الاتباع يكون شديد التفاعل،مع الشخصية الملتزمة خلقياً والشخصيات المؤثرة في المجتمع دينيا في استئثار مشاعر المسلمين والتي تشعر الشخص الآخر بالأمان. والميول باتجاهه ولايشترط أن يكون القائد عبقرياً، لكنه يجب أن يتمتع بذكاء فوق المتوسط يؤهله للتعامل مع المعلومات المختلفة والمواقف الصعبة.هذه عدة صفات أو سمات للشخصية القيادية، مع التأكيد على أن الأمرأعمق من مجرد صفات محدودة لكن هذه الصفات هي أشياء هامة وضرورية في الشخصيات القيادية وبأنه لايكون القائد بارزاً ومتميزا دون توافرها فيه.ويعتبر القائد أحد أفراد المجتمع، ولكن بسبب الدورالقيادي الذي يمارسه في المؤسسة الوطنية يكون دوره وشخصيته متميزة عن افراد المجتمع من حيث مسؤوليته وواجباته ومهامه ورتبته وعنوانه في قيادة  مجموعة  الأفراد، وقد تكون تلك المجموعة كبيرة أو صغيرة، حسب موقع ورتبة المسؤولية  ومن ضوابط وشروط القيادة  في القيادة والسيطرة والتأثير على الافراد و أن يتميّز القائد بمجموعة من الصفات الطيّبة والحميدة ليكون قريب من أفراد مجموعته وأكثر معرفة مما يعانون من مشاكل وتحدّيات. يعتقد الكثيرين أنّ القائد هو الرئيس ولكن ذلك الاعتقاد خاطئ، فالقائد يتميّز بالحنكة، والذكاء، والقدرة على السيطرة على الأمور والمتغيّرات و اصدار القرارات المصيرية في ادارة المعارك في اصعب الظروف والمواقف التي تتطلبها نتائج الحرب ومقتضيات معاركها التي لا يمكن السيطرة على جوانبها لاوحيثياتها من دون اتخاذ القرارات والمعالجات السريعة في سرعة الحسم والمناورة عكس دور الرئيس الذي يلجا الى ادوار مسؤوليته الى الاستشارة ومشاركة القرار والفكر والتحليل والتباطؤ ومن صفات القائد الناجح الشجاعة والايمان بالله والقضية التي يدافع من اجلها فذلك يجعل القائد مُقدّماً على كلّ الأمور بروح قويّة مؤمنة بالنصر من الخالق، فهو بذلك يحمي أفراد مجموعته من الأذى الناتج من اضرار المعارك ، وغالباً هذه الصفة يجب توفّرها إذا كان القائد عسكريّاً. وملهما لافراده الشجاعة والايمان وحب الوطن والتضحية من اجله الالتزام،والايمان بقضيته التي يدافع من اجلها  فهو يجب أن يكون متحلّياً بهذه الصفة ، وان يزرع بذورها في قلوب مجموعته فيجب أن يمتاز بالذكاء والفطنة وأن يكون ذو سياسة سلمية مرغوبة من قبل الجميع.  

في التواصل مع أفراد مجموعته باستمرار، ومعرفة متطلّباتهم وحاجياتهم المتجدّدة، فذلك يزيد من محبّته ويزيد من تمكّنه للبقاء قائداً لفترة أطول. التغيّر المناسب حسب كلّ من الزمان والمكان والتغيّرات التكنولوجيّة والصناعة، فلكل عصر له مجموعة من متطلّباته المتغيّرة التي يجب أن تتوافر له، فذلك يزيد من معرفة أفراد مجموعته وبالتالي تقدمهم في العمل. الاستماع وأخذ رأي الآخرين، فالإنسان غير معصوم من القرارات الخاطئة والتي قد تؤدّي إلى كوارث، لذلك يجب أخذ رأي مجموعة متميّزة من أصحاب العقول المثقّفة والمتعلّمة عند الإقدام في فعل أمر يَخصّ المجموعة. تقديم الفعل  فالقائد يجب أن يكون ذو شخصيّة واثقة وقويّة قادرة على الكلام ومن ثمّ الفعل، فذلك يزيد من تطوّر المجموعة وتصبح متميزة عن غيرها.و عدم الإنفراد بالعمل والأنانية، بل يجب توزيع الأعمال المختلفة على أفراد المجموعة، او التشكيلات التي تحت امرته  ويجب على كل فرد أن يقوم بالعمل المناسب من طريقة تفكيره ومن خبرته. قادر على التشجيع وبثّ روح الأمل لدى أفراد المجموعة،  وقادرا  في دفعه للأمام وتغيير الأفكار السلبية لتنمية طاقته الإيجابية التي تدور في ذهنه. النشاط والحيويّة وحبّ العمل، والاخلاص للوطن  فجميعها صفات يجب أن تكون موجودة في القائد الناجح.لتحقيق مكتسبات الانتصار وصناعة القرارات  التي من شأنها  ان تخلق مقومات النصر والعزيمة والتحدي  وفق الاهداف الوطنية  المرسومة  وتحقيق الاهداف الوطنية الكبرى  بالعمل المشترك الوطني بعيدا عن كل الميول والاتجاهات الطائفية والحزبية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب