19 ديسمبر، 2024 12:10 ص

القائد العام للعراق!!

القائد العام للعراق!!

“الحكومة القادمة ستشكل من قبل الحشد الشعبي وقاسم سليماني هو القائد العام للعراق.”، هذا ماأجادت به قريحة قائد مليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، عندما هنأ المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بما أسماه بالفوز الكبير لقائمة الحشد الشعبي، وهذا التصريح يظهر بکل وضوح ماقد نبهنا و نبه غيرنا من دور هذه الجماعات التابعة للنظام الايراني ومن إنها تعمل کل مابوسعها من أجل أسيادها في طهران.
الکلام آنف الذکر مع خطورته و سلبيته الواضحة جدا، لم يقف عند ذلك الحد بل إن الخزعلي قد تجاوز ذلك عندما أعلن و بدم بارد بأن”الحشد الشعبي سيحل محل الجيش العراقي والرغبة متروكة للضباط من الانخراط في الحشد من عدمه” موضحا من إنه”ستكون علاقة العراق بايران اشبه بالنظام الكونفدرالي”، أكما تفسير هذا الکلام و شرح المخفي بين سطوره، فهو إن مشروع خميني في العراق سيتم تطبيقه بصورة عملية، وسيصبح العراق فعليا و بصورة مباشرة بأمرة خامنئي!
عندما يبادر الخزعلي الى التصريح و بکل فخر و إعتزاز بأن قاسم سليماني هو القائد العام للعراق، وهو المطلوب دوليا کإرهابي متمرس، فإن ذلك يعني الى أي مدى قد وصل الاستخفاف بالسيادة الوطني و الاستقلال للشعب العراقي و الى أي حد يتم الاستخفاف بإرادة الشعب العراقي عندما يضع هذا”الخزعلي”، بجرة قلم إرهابي مطلوب دوليا کقائد عام للعراق.
خطورة التدخل الايراني في المنطقة عموما و العراق خصوصا، والدور المشبوه الذي تقوم به الجماعات و الاحزاب و الميليشيات التابعة له، حقيقة لم يعد هناك من لايدرکها و يفهم مقاصدها و غاياتها النهائية، ويبدو إن أولئك الذين کانوا ينظرون بعين الريبة و التوجس الى تصريحات و مواقف زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بأن “دور نظام الملالي في العراق و المنطقة أخطر بمائة مرة من القنبلة الذرية” و من إنه”لايمکن أن تستقر المنطقة دون قطع أذرع النظام الايراني فيها”، فإنهم يجدونها اليوم محقة تماما وإنها کانت تعلم جيدا الى أين ستصل الاوضاع و الامر في حال إستمر النفوذ و إستمر معه دور و تحرکات أذرع النظام في المنطقة.
من يعتقد بأن هناك إحتمال بنسبة 1% بأن تعمل أذرع النظام الايراني لصالح العراق و الشعب العراقي وأن يکون لهم دور إيجابي في تحسين الاوضاع المختلفة، فإنهم واهمون ولايعرفون و لايفهمون شيئا في السياسة عموما وفي خباثة و مشبوهية دور النظام الايراني، ولکن، مايفعله النظام الايراني و کذلك أذرعه في العراق و المنطقة وخصوصا في هذا الوقت، إنما يجسد معاناة النظام من المأزق الکبير الذي وقع به بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، وهو مايتعلق بإتساع قاعدة الرفض الشعبية داخل إيران ضده خصوصا عندما نرى بأنه وفي کل يوم تحدث أکثر من 16 حرکة إحتجاجية ضده والاجدر أن يجري الرهان ليس على النظام الايراني و إرهابي مشبوه نظير قاسم سليماني وإنما على الشعب الايراني المنتفض و على قوة التغيير الکبرى في إيران أي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي إضافة الى إنه يمثل البديل الديمقراطي للنظام فإنه يحمل أيضا برنامجا سياسيا متکاملا لمرحلة مابعد إسقاط النظام خصوصا وإن التجمع السنوي الضخم للمقاومة الايرانية على الابواب في 30 حزيران القادم و الذي حشدت لها المقاومة الايرانية بصورة غير مألوفة ولأن کل الامور تجري بسياق لايتفق مع هذا النظام فإنه يشعر بالرعب أکثر ولاسيما عندما يعلم يقينا بأن القادم و الآتي أدهى و أمر!