22 ديسمبر، 2024 8:46 م

القائد الحقيقي ان يكون في مصاف الجماهير

القائد الحقيقي ان يكون في مصاف الجماهير

نعم القيادة أخلاق وضمير والقائد الحقيقي والناجح هو من يكون في مصاف الجماهير وادنى منهم، ليصل إلى تحقيق طموحاتهم وأمانيهم ان يكون بينهم ويسمع منهم وتتخلل نفسه الصدق والاخلاص والاجتهاد في العمل، ويقع على عاتق الجماهير اختيار قائد ناجح وتتحمل تبعية اختيارها، واكيد لا يتم الاختيار الا بوجود ضوابط محدده موجودة في القائد ليقود الجماهير والوصول إلى تحقيق الاهداف، ان ما يحدث في بلدي العراق واختيار الجماهير لشخصية القائد لا تتم بضوابط معينة، بل الاختيار اما عن طريق الطائفة او القرابة او الصداقة او عن طريق تحايل وكذب القائد لقيادة الجماهير الذي ستختاره ، لذا تجد جميع من يقود العراق فشلوا لتحقيق رغبات وطموحات الشعب العراقي ، سبق ان قلنا الجماهير من تتحمل تبعية الاختيار مع العلم القائد الذي لا يحمل الإنسانية بأخلاقه وضميره لا يسمى قائد ناجح بل قائد يتجه لطريق تحقيق طموحاته ورغباته الخاصة، احدهم اخبرني انه في الانتخابات اختار شخصية تصلي وموالي لمرجع فلاني وابرى ذمته للاختيار، هل يعقل تتم اختيار القائد لهذه الضوابط فقط؟ وفعلاً بحثت في جوجل عن اختيار هذا الشخص للشخصية الذي اختارها هو وغيره لقيادة العراق، والذي فاز لكون يصلي وتابع لمرجع فلان، وجدت اول نكران للذات ولجماهيره ان منشئ صفحة تويتر حديثة ومكتفي فقط للمتابعين والذي يتابعهم صفر مع غلق خاصية الرسائل.

إذاً من يقود العراق مثل القائد اعلاه الذي اختارته الجماهير، اول شيء يغير رقم تلفونه مع انشاء صفحة بتويتر صفر لأي متابعة للجماهير وهذا يعتبر تعالي وتكبر واحتقار، مع الاسف تجد الجماهير رغم احتقاره لهم يتجهون لدعمة في تكبره وتعاليه على المجتمع الذي نشأ داخله، ومثل هذا الكثير ومثل الجماهير العراقية الذين فشلوا باختيار قيادات نزيهة للعراق ايضاً كثيرين لكون اعتمادهم الاساسي انه يصلي ويملك سبحة مع خواتم يمانية وعقيق ويقلد مرجع فلاني، والمشكلة جميع الذين يصلون ويصومون ويسبحون لله صباحاً وليلاً يسرقون بأسم ديانتهم خلال 18 عشر سنة وبمباركة مطلقة من الجماهير، اكيد نحن لا نعمم على الجماهير وهو الشعب وقصدنا البعض والدليل اكثر من 16 مليون رفض مسرحية العملية الإنتخابية، في العراق سوف لا يتغير الوضع يبقى على ما هو عليه وللأسوء، لكون جميع الفائزين لا يملكون حس انساني وهذا اهم شيء لمتطلبات العدالة وتحقيق أماني وطموحات الشعب.

هناك من يرى ان مواضيعي جميعها تتعلق في الإنسانية بصراحة ارتئيت مع نفسي ان اختصر في اغلب منشوراتي المواضيع الإنسانية، وبعد اتهام احد الاصدقاء ونعته لي بالملحد وحظر صفحة التواصل معي، وجدت فلسفة الدين والتدخل بها بالعكس تدخلني في تجاذبات شبيه بصراعات الافكار الدينية الذي تحدث الآن وهذا ليس طريقي الاساسي، بل طريقي الإنسانية الذي آمنت بنهجها ومبادئها والوقوف جنب الفقراء والمظلومين، كل من يعتقد ارتباط الإنسانية في الدين فهو مخطأ لو سألنا هل الإنسانية مسلمة؟ او هل الإنسانية مسيحية؟ او هل الإنسانية يهودية؟ او هل الإنسانية ملحدة؟ او هل الإنسانية تنتمي لقومية؟ ستجد الجواب عندما ترى جميع الإنسانيون ينتمون لديانات مختلفة ولأفكار وفلسفات مختلفة بشرط امتلاكك للضمير والأخلاق.

مما يثير العجب الضجة الكبيرة التي حدثت عندما تم سؤال اللاعب المصري الدولي محمد صلاح عن الخمر، وسجال ديني وثقافي وتدخل دار الافتاء واصبح حديث الصحف العربية الإسلامية عن الحرام والحلال، وكأنه مرتكب فاحشة هزت الكيان الديني لدار الافتاء، هذا دجل وسخرية ويثير الاشمئزاز ايعقل حديث صحفي وسؤال يثير هذه الضجة؟ ويهز الكيان الديني والإسلامي ولكن المتسولين في شوارع مصر والعراق وسوريا ولبنان وفي اغلب الدول العربية لم يهز هذه الكيانات الدينية، والتحرش والخطف والاغتصاب والسرقة لم تحرك واعزهم وضميرهم الإنساني لكي يدخلون بسجال لحماية البشرية مما يحدث في البلدان العربية لما قلته اعلاه عن تجارة الاعضاء والتسول والسرقة والتحرش والاغتصاب، شرب الخمر حرية شخصية وتعبر عن ذاتي ورغبتي الإنسانية الذي يحاربها الدين، لكن لا يبحث عن الإنسانية في التحرش والاغتصاب والخطف الذي يعتبر الفاعل متجرد من كل قيمة إنسانية وبشرية، السرقة والتسول وبيع الاعضاء ايضاً تصرفها غير إنساني، لماذا الدين لا يتدخل بقوة ويحمي إنسانية ضمائرهم للنهي عن السرقة وانقاذ الفقراء من التسول وبيع اعضائهم؟ لم نسمع رجال الدين بهذه الضجة عن الحلال والحرام مثلما اغضبهم سؤال بسيط عن شرب للخمر في حفلات المجتمع الغربي الذي يعيش به، التحرش والاغتصاب والتسول تجدهن معدومات في المجتمع الغريي لكون تمس الذات الإنسانية للإنسان وخط احمر للتجاوز على خصوصية الإنسان.

إذاً القيادة في كل مجال في الدولة وفي الدين وفي العمل الإنساني وفي اي منظمة حكومية وغير حكومية يحتاج لقائد ناجح، وفشل اي قائد لقيادة دولة يؤدي لعواقب وخيمة من تدهور المعيشة للشعب ولتدهور نظام القانون داخل البلد، وسبق ان قلنا القائد الناجح يجب ان يكون ذو نزعة إنسانية غير ذلك سيؤدي إلى الى عواقب لا تحمد عقباها، كذلك في اي ديانة او عمل انساني او دائرة او منظمة إذا لم يحمل في داخله الحافز الإنساني سيؤدي القائد إلى تدهور وانحطاط المجال الذي يسير به إلى الهاوية، لذا نفتقد دائماً للقيادة الدينية الذي تتعمق في الحلال والحرام اكثر من تعمقها لمكافحة الفقر والمحافظة على كرامة الإنسان، والمشكلة الكبرى في الجماهير الذي تختار قائدها، تبقى مناصره له للموت حتى لو افسد وخان عهده للجماهير وعند سقوطه ستتجه لمناصرة قائد جديد، وهذا ادى الى استمرار الظلم والفساد في البلاد العربية وخاصة العراق، مفهوم جوع شعبك يتبعك هذا المفهوم الذي اتبعه بعض القياديين الذي يعبر عن انحطاط القائد الاخلاقي والغير إنساني، وهذا الذي يحدث في العراق حالياً وسابقاً، فالعراق لا يملك قائد حقيقي لوضع اسس العدالة الاجتماعية وانصاف الفقراء وارساء الامن والامان واستخدام الحوار البناء والمعتدل والمنطقي لبناء البلد وانهاء التجاذبات الدينية الطائفية والسياسية، العراق لا يملك سوى اللصوص، تتحكم في مقدرات الشعب ومقدرات الجماهير الذي اختارتهم ليكونوا مذلولين ومهدورين الكرامة تحت سلطة فوهات بنادق الخارجين عن القانون، في بلد اساساً لا يملك قانون.