يؤمن المسلمون – أكرر المسلمين – بالمهدي الذي صحت به الأحاديث النبوية الصحيحة ، وهو غير المهدي المختفي إنما يتوالد من نسب شريف فحسب ، لا كما عند باقي الأقوام والذين وصلوا في إيمانهم به وإنتظاره وترقبه له إلى حد جعلهم محط سخرية العالم أجمع ، لأن هذا المهدي لن يخرج إلا بعد أن تعم الحروب والزلازل والنكبات ، لذا تجد أن الميلشيات الوقحة والمؤدبة تحثان الخطى في القتل والحرق والتدمير والخطف وهتك الأعراض لتمهيد الطريق لذلك المهدي كي يصحح الأمور من جديد ! . فقد أفرد الطوسي بكتابه المسمى { الغيبة } : ” إن القول بالمهدي وإنتظاره من عقائد ( الشيعة ) البارزة والأساسية ” فهم يزعمون أنه غاب عنهم لأسباب مؤقتة ! وسيرجع ليملأ الأرض عدلا وقسطا من بعد أن ملئت ظلما وجورا ؛ وزعموا أنه أختفى بسرداب في سامراء ، لذا فإن منهم جماعات – وخاصة بعد قيام الفرس بالتفجير المشؤوم في عام 2006 – يقفون مرابطين أمام هذا السرداب ينادون عليه بالخروج و { يعجعجون } ليل نهار ولكن يأبى هذا الرجل أن يخرج إلا بعد زوال آخر { ناصبي } يتكفل جيش المهدي بالقضاء عليه قضاءً مبرما ! . حقا أنه { إمام } عطوف رحيم كونه سيقتل من قريش عشرين الفا ويزيد ، وقد صدقوا فيما ذهبوا إليه لأن هذا الموهوم قد تجسد في عدة شخصيات هي : المقبور خميني الدجال والذي كان يزعم أنه يجتمع مع { المختفي } ويأخذ التعليمات منه مباشرة ، ثم اللعين خامنائي الذي إجتمع معه لأكثر من 13 مرة عدا ونقدا ، ولكننا لاندري مالذي تم بينه وبين { نائبه } الثاني ؟! تقول المعلومات : إن المخابرات الإيرانية { المهدوية } تعد العدة لإغتيال مقتدى بن محمد محمد الصدر ومن ثم الإيعاز الى داعش { المهدوي } بأصدار بيان يتبنى فيه ذلك الإغتيال ، من أجل أن يعود الإحتراب بين المسلمين من جديد . ويأتي من بعدهم المقبور محمد باقر الحكيم لكن المهدي إياه تبنى تمزيقه إربا إربا كونه لاينسجم مع متطلبات المصابين بالسرطان ! . وثم آل الأمر الى الزعطوط { عمار } لكن عمارا هذا لايجيد شيئا لأنه حدث غير مشمول بالتكليف اللهم سوى مداعبة الزينبيات من وراء حجاب معلوم ! ففشل في لملمة الأمر بطريقة تتيح لباقي الأطراف العودة الى المربع القديم الجديد . لكن الحال لم يستمر طويلا فقد تمكن الخزعلي بين قوسين أبو شخة في السيطرة على المناوبة مع المختفي.. لذلك قام بانشاء جوقة العصائب لتخفيف العبء عن كاهل المختفي ، وبدوره استقبل وزيري الدفاع والداخلية في مقره { الرسمي } ومن المضحك المبكي إن الوزيرين قد وقفا أمامه وكأنهم يقفون بين يدي الله ! فأثبتوا أنهم أهل للمسؤولية الملقاة على عاتقيهما .
من جهة أخرى ، أكد شيخ الطائفة – الطوسي – أن المهدي المختفي شوهد مرات عديدة حول الكعبة وهو يدعو بهذا الدعاء : ” اللهم إنجز لي ما وعدتني ، اللهم إنتقم لي من أعدائك ” .. ومع كل إهتمام ( الشيعة ) بأخبار المهدي وتلهفهم على لقائه فقد إضطرب كلامهم حوله ، وتناقضت فيه أقوالهم ، مع أنه كما هو عبارة عن شخصية خيالية لا وجود له إلا في أذهان القوم الذي يزعمون إمامته وينتظرون خروجه بعد غيبته الكبرى ، ومن تلك التناقضات إختلافهم في وجوده وولادته ، وإختلافهم في تحديد سنة أختفائه ، وإختلافهم في إسم أمه ! ، وكذك أختلافهم في مكان وجوده .
وهذه الاختلافات دليل على أن هذا الإمام لم يولد وإنما هو استحساناتهم وتخميناتهم ، وهذه الاختلافات تدل أيضاً على مدى تخبطهم في الجهل الذي يخيم عليهم ، إذ كيف تخفى ولادة محمد بن الحسن العسكري وهم متأكدون – حسب شروطهم في الخلافة والإمامة ورواياتهم العديدة – أن الحسن العسكري هو الإمام الحادي عشر ولا بد أن يخلفه عقب منه هو أكبر أولاده ، وهو الذي يتولى بعده ، ويغسله ويصلى عليه كما يقررون ذلك في كتبهم ؟ ثم إن شخصية كهذه تملاً الأرض عدلاً ونوراً
لا ينبغي بل ولا يصدق أن تكون ولادته محل خلاف أو خفاء . ولك أن تستنتج من مواقفهم المتناقضة ما يزيدك يقينا برداءة مذهبهم فيه ، وهذا مع ما لهم من حكايات وخرافات هي من نسيج الخيال غير المعقول رواها الطوسي في كتابه ” الغيبة ” عن حكيمة والخادم نسيم و كلها تدور حول ما حدث عند ولادة المهدي مباشرة .. منها أنه حين سقط من بطن أمه كان يقرأ القرآن بصوت مسموع ، وأنه كان متلقيا الأرض بوضع السجود ، وأن والده أمره أن يتكلم فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم استفتح فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ، ثم صلى على أمير المؤمنين : علي بن أبي طالب ، وعلى الأئمة إلى أن وقف على أبيه ثم تلى قول الله تعالى ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون القصص 5-6
وجاء الطوسي بأخبار كثيرة وكلمات نسبها إلى المهدي وهو طفل رضيع لا يعرفها إلا فيلسوف ، وأنه حينما ولد كانت الملائكة تهبط وتصعد وتسلم عليه وتتبارك به ، وأن روح القدس طار به ليعلمه العلم مدة أربعين يوماً ، وأنه حينما ولد كان مكتوباً على ذراعه الأيمن ” جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ” أنظر :كتاب الغيبة ص240 .
لماذا اختفى المهدي في السرداب مع أنه لا داعي لهذا الخوف ما دامت الملائكة تحميه وتتبرك به وتنصره ، فإن ملكاً واحداً يكفيه كل أهل الأرض ؟ ثم لماذا يختفي الآن وقد ذهب كل من كان يخاف منهم ، وجاء قوم يتلهفون على خروجه ونصرته ولهم دولة تحميه وتدافع عنه ، فلماذا إذاً التخلف عنهم بدون عذر مقبول ، وهم يصيحون ليل نهار عجل الله فرجه الشريف .. عجل الله خروجه ؟؟! ثم لماذا يشب ولم ينم الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عظم مكانتهما مثلما شب ابن الحسن العسكري بتلك العجلة ؟ وما الداعي أيضاً لتلك العجلة في نموه ومصيره أن يختفى في السرداب ثم لا يراه أحد بعد ذلك ولا ينتفع به أحد ؟ .. قد تجد عند الطوسي وغيره من علمائهم بعض الإجابات التي لفقوها في أسباب غيبته ولكنها إجابات غير كافية وغير مقنعة لأحد ، ومن أعجب الأمور أن ينكر الهاشميون وجود ولد للحسن العسكري على مرأى من الناس ومسمع ثم لا تجد لذلك قبول لدى هؤلاء الغلاة وينشرها في أوساط الشيعة لثقته أنها ستلقى القبول وستروج كغيرها من الخرفات الأخرى التي غرسها المراجع في أذهان الشيعة ، لقد صور هذا الشيخ لأتباعه المشاهد التي وقف عليها في تلك الجزيرة الخضراء في ذلك المكان المشبوه وهاله ما رأى من أمر المهدي هناك وما لديه من الأولاد والذرية والأسلحة الفتاكة . وكل ذلك من أجل أن يبقى المجتمع الشيعي متعلق بهذه الأساطير التي تملى عليه بكرة وأصيلا .
متى يخرج المهدي ؟
لقد وقتت الشيعة لخروج المهدي زمنا معيناً وذلك بعد وفاة الحسن العسكري بزمن ، إلا أن الذين وقتوا خروجه بزمن حينما انتهى التقدير ، ورأوا أن المسألة ستتضح ويظهر فيها الكذب مددوا هذه الغيبة إلى وقت غير مسمى واختلقوا لذلك أعذاراً كاذبة ، فرواية وردت عن الأصبغ بن نباته كما ينقلها الكليني تذكر أنه سيخرج بعد ستة أيام ، أو ستة أشهر ، أو ست سنوات ، وهذه الروايات هي المتقدمة والقريبة من وفاة الحسن العسكري . ورواية أخرى يذكرها الكليني عن أبي جعفر تذكر أنه سيخرج بعد سبعين سنة ثم مددت هذه المدة أيضاً حتى أفشى السر إلى أجل غير مسمى ، وذلك حسب ما روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر أن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين ، فلما قتل الحسين صلوات الله وسلامه عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض إلى أربعين ومائة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ، ولم يجعل له بعد ذلك وقتا !!.. والواقع أنه لن يخرج حتى تخرج هذه العقيدة من أذهانهم ومعتقداتهم التي صنعها علماؤهم لأغراض ومقاصد كثيرة في أولها حرب الدولة الإسلامية وإعادة السيطرة الفارسية . وقد أبان سر هذه المهزلة المهدية أحد الشيعة وهو علي بن يقطين حين سئل عن المهدي فأجاب : ” إن أمرنا لم يحضر
فعللّنا بالأماني ، فلو قيل لنا أن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ، ولرجع عامة الناس عن الإسلام ، ولكن قالوا ما أسرعه وما أقربه تألفاً إلى قلوب الناس ، وتقريباً للفرج ” أنظر : الكافي كتاب الحجة 1 /301 .
هل أن { المهدي } وُلد حقا ؟
= توفى الحسن العسكري – وهو الإمام الحادي عشر عند القوم سنة 260 هـ بلا عقب { أنظر كتاب الغيبة للطوسي ص 258 }
= أعترف كل من القمي في كتابه المقالات والفرق ص 102 والنوبختي في كتابه فرق الشيعة ص96 : لم يُرى للحسن العسكري خلفا ، فأقتسم ماظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه ، واضطرب علماء القوم بعد وفاة الحسن العسكري فيمن يخلفه وتقسموا الى فرق حتى بلغوا14 فرقة كما قال النوبختي في كتابه فرق الشيعة ص 96 ، والمفيد في كتابه الفصول المختارة ص 258 ، وإلى 20 فرقة كما قال المسعودي بكتابه مروج الذهب 4/ 190 . ومن الطريف أن القوم لايسمون { المهدي } باسمه الحقيقي لأنه كفر بواح ! كما صرح به الشيخ الكليني في كتابه الكافي 1/333 وإليكم نص الحديث : { صاحب هذا الأمر لايسميه باسمه إلا كافر } ولما قيل كيف نذكره ؟ قال : { قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه } . فماذا يدل هذا ؟ أنه لايدل إلا على أن { المهدي } الذي يفكر به القوم لاوجود له على الاطلاق . ورغم كل ما ذكرت آنفا فلاعلاقة لي بمعتقدهم ، آمنوا بمهديكم كما تشاءون ولكن لاتقتلونا بحجة التمهيد لخروجه . ولاتخربوا البلدان تمهيدا لقدومه ، ورضي الله عن شيخنا الخزعلي الذي قال مؤخرا : إن الهلال الشيعي صار بدرا شيعيا إيران فاليمن فالبحرين فالعراق فسوريا فلبنان فموزمبيقيق . وجروووا سلوات يا آل صهيون لكم البشرى وهنيئا لكم هذا { العداء } الأميركي – الفارسي ، والذي سينتف ريشنا واحدا بعد الآخر وبلدا بعد بلد ، وهذه المرة تنبأ القشمر موفق شهبوري خسروي إن المعركة القادمة ستكون على أسوار مكة .