22 ديسمبر، 2024 11:09 م

الفيضانات وهزالة النظام الايراني

الفيضانات وهزالة النظام الايراني

لايمکن النظر الى تعهد الرئيس الايراني حسن روحاني بإعادة بناء كل أضرار الفيضانات التي ضربت مناطق عدة من إيران، بأنه أمر ممکن وفي مقدور الحکومة الايرانية القيام بها في ظل الظروف والاوضاع السيئة جدا التي تواجهها إيران خصوصا وإن تصدير النفط الذي هو المصدر الرئيسي الوحيد للأموال في البلاد يواجه أصعب وضع ممکن منذ أن بدأ هذا البلد بتصدير النفط، بسبب من العقوبات الامريکية.

هذه الفيضانات الناجمة من جراء السيول التي إجتاحت 28 محافظة إيرانية من أصل 31 محافظة إيرانية، هناك إتفاق بين المختصين بالشٶون المرتبطن بالکوارث الطبيعية بأن سبب تفاقمها في إيران وتزايد الخسائر الروحية والمادية يمکن حصرها بسببين أساسيين هما:

الاول؛ ضعف البنية التحتية الايرانية وعدم صمودها ومقاومتها أمام هذه التحدي الطبيعي بشکل إستثنائي، علما بأن الذي توضح هو إن النظام الحالي وطوال العقود الاربعة الماضية لم يعمل ما بوسعه من أجل تعزيز وتقوية البنية التحتية وجعلها في مستوى يمکنه مقاومة الکوارث الطبيعية ويقلل من مستوى الخسائر الى أبعد حد ممکن.

الثاني؛ الجهة أو المٶسسة الايرانية المسٶولة عن أعمال ونشاطات الاغاثة في أثناء حدوث الکوارث الطبيعية أو ماشابه، ذات إمکانيات محدودة جدا وهي أضعف  بکثير ليس من أن تقوم بمواجهة الکارثة الحالية بل وحتى إنها ليست بمستوى مواجهة نسبة 10% منها، وسبب هذا الضعف هو قلة التخصيصات المحددة لها من جانب النظام، وإنه وعندما حدثت السيول التي هي الأسوأ من نوعها في إيران، وإعلان السلطات أعلى درجات الإنذار لمواجهتها، تبين بأن هذه المٶسسة لاتستطيع مواجهتها بالقدرات الهزيلة جدا التي تمتلکها.

عدم تمکن السلطات الايرانية من معالجة الموقف وظهور تقصيرها الاکثر من واضح، لم تسعى لطلب المساعدات من المجتمع الدولية کما هو المعمول دوليا خصوصا عندما تکون الحالة أکبر من مستوى وطاقة تلك الدولة  کما في الحالة الايرانية، في وقت إن زعيمة المعارضة الايرانية قامت بتوجيه نداء للمجتمع الدولية بهذا الصدد وطالبت النظام الايراني لفسح المجال من أجل تلقي تلك المساعدات ناهيك عن دعوتها للشباب الايراني کي يذهبوا للمناطق المنکوبة وتقديم المساعدات للمنکوبين، ولاريب من إن هذه الفيضانات قد أثبتت حقيقة بالغة الاهمية وهي هزالة النظام وعدم قدرته على تقديم الخدمات المطلوبة للشعب وتحسين أوضاعه المعيشية وماشابه، وثبت من إن أفضل مابوسع هذا النظام تقديمه هو القمع لشعبه والتطرف والارهاب لشعوب المنطقة والعالم.