18 ديسمبر، 2024 5:22 م

الفيضانات التي فضحت النظام الايراني

الفيضانات التي فضحت النظام الايراني

الکوارث الطبيعية نظير الزلازل والفيضانات والجفاف، تعتبر بمثابـة مصيبة ذات تأثير مضاعف على الشعب الايراني عندما تحدث في إيران، ذلك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وطوال 43 عاما من حکمه، قد أثبت بأنه نظام صرف کل همه من أجل مصالحه الضيقة ولاسيما من حيث ضمان بقائه وإستمراره، فيما أهمل کل الامور والمسائل التي تهم المصالح العليا للشعب الايراني وبشکل خاص البنية التحتية التي يبدو إن هذا النظام لم يأبه ويکترث بها ولذلك ولذلك فإنها باتت في وضعية مزرية ولاتتحمل الکوارث والظواهر الطبيعية فيما لو حدثت بصورة غير إعتيادية.
وبهذا الصدد، فقد أعادت الفيضانات التي إجتاحت 17 محافظة ايرانية الى اذهان الايرانيين الجفاف الذي شهده البلاد وادت طريقة التعامل الحكومي معه الى احتجاجات واسعة حيث إضطرت الاجهزة الامنية الى استخدام العنف في قمعها. وبحسب النتائج الاولية للخسائر التي وقعت من جراء تلك الفيضانات، فإنها قد ألحقت أضرارا بـ 87 بلدة ومئات القرى وخلفت وراءها العديد من النازحين في المناطق الريفية فيما ارتفع عدد القتلى إلى 11 شخصا على الأقل حتى صباح الثلاثاء الماضي، بالاضافة للجرحى والمفقودين.
والمثير للسخرية والاستهزاء إن النظام لايعترف بتقصيره بهذا الصدد ويقر بإهماله للبنية التحتية وعدم الاهتمام بها، ويتصرف بصورة توضح سعيه من أجل التملص من المسٶولية ذلك إن الاضرار التي الحقها الفيضان لم تنس الايرانيين حقائق من بينها ان 30 محافظة في البلاد تعاني من نقص المياه، والأزمة في 6 محافظات حادة للغاية، فهو يکتفي بالقاء اللوم على الطبيعة والسماء من خلال اشارته المتكررة الى ان قلة هطول الأمطار وراء الجفاف، في حين إن الحقيقة خلاف ذلك تماما!
الملفت للنظر إنه قد أظهر النظام الايراني وعقب الفيضانات الاخيرة، افتقاره لأي خطة أو سياسة لاحتواء وإدارة الأزمة والاعتناء بالضحايا والمصابين، لا سيما وان مرافق التعامل مع الأزمة سرقت من قبل قوات الحرس والباسيج وألاجهزة القمعية الأخرى، وفي مقابل زيادة ميزانية جهاز القمع وتصدير الإرهاب، خفضت حصة مقر إدارة الأزمات و التنمية من ميزانية الدولة في السنوات الأخيرة. حيث كانت موازنة البناء في عام 2013 حوالي 30%، لكنها انخفضت الى 11% في موازنة 2020 ، ولم يتم استخدام 60 إلى 80٪ من ميزانيات التنمية المعتمدة .
الحقائق التي تصفع النظام الايراني عاما بعد عام وتثبت تقصيره المتعمد وعدم شعوره بالمسٶولية تثبت وتٶکد بأن الشعب الايراني عندما يواصل إحتجاجاته ضد هذا النظام وحتى إنه قد إنتفض بوجهه لأکثر من 4 مرات ويناضل من أجل إسقاطه، فإنه قد بات يٶمن ماکانت المقاومة الايرانية تٶکد وتصر عليه منذ بدايات تأسيس هذا النظام من إنه لايمکن للشعب الايراني أن يتحسن أوضاعه إلا بإسقاط هذا النظام!