مواقع التواصل الاجتماعي، وسيلةَ الاتصال الأكثر إنتشاراً، والأوسع مدى،والأكثر جذبًا، لا حدود لها، لجمعها بين الصوت والصورة والكتابه ولكن الإعلام اليوم، مشكلته الكبرى أنّه إعلام حروب بمعنى آخر إنّها فوضىإعلاميّة، معظم وسائل الإعلام اليوم تتبع سياسة القائمين عليها، بعدماتأسّست على محاصصة بين الطوائف والأحزاب لِمَا لها من قُدرة على التَّأثير في الاتِّجاهات لدى الأفراد والجماعات، خصوصا عبر البثالمباشر. من هنا تتحوّل وسائل التواصل الاجتماعي الى ناقلة لرسائل تُطلقعلى الهواء من دون أي حسيب أو رقيب.البث المباشر وطريقة تعاطيه مع الأحداث في بعض الوسائل تُحرّض على إثارةالنّعرات الطّائفية والغرائز، وتُسيء لصورة الوطن، فهي هنا تصنع الخبرولا تنقله. إنّ بعض وسائل التواصل الاجتماعي تبث خطابات، وتنقل مشاهد عنفوصور دم وحرب مدمّرة مباشرة، تشكّل تشوّهاً عميقاً لدى المشاهد، وتحثّهعلى الكراهية والعنف دون مراعاة الانعكاسات الخطيرة التي يمكن أن تنتج عنذلك .واليوم بات موقع التواصل الاجتماعي الشهير (فيس بوك) عبارة عن محطاتفضائيه رخيصة الثمن يمكن من خلالها بث السموم الفكرية بدون رقابه وكل شخصيمكن ان يبث على صفحته الشخصيه فيديو مباشر، فالمشكله تكمن باستخدامالاطفال والمراهقين والبسطاء من الناس الذين لايعرفون ماينشرون، وما مدىالتأثير السلبي حيث كان في الماضي عندما يبث بث مباشر في القنواتوالاذاعات تشرف لجان رصينه لمراقبة مايبث للمشاهد وتعيين حرس وشرطهلحماية الاستوديو من أي هجوم او تطفل لكي يحافظون على هيبة البث وتشذيبهمن الالفاظ البذيئه والسموم والتلوث الفكري.
انَ الغزو الفِكري بوسائل الإعلام، عبر البثّ المباشر دون أي رقابة،يتسلَّل إلى العقل والفِكر دُون أنْ يَشعُر به أحدٌ، فيُثِيرُ غضَب الرأيالعام وخضوعه التام لما يسمعه أو يُشاهده، وله وقع مُدَوٍّ ولا سيَّما معالتقدُّم العلمي في وسائل الاتِّصالات التي تنقل صُوَرَ الحرب المدمِّرةمباشرةً.