23 ديسمبر، 2024 7:42 ص

الفيس بوك هو الحلّ….

الفيس بوك هو الحلّ….

نصحني طبيب زرته لعارضٍ ألمَّ بي أن لا أطيل الجلوس على الكرسيّ لفترة طويلة لأنّه سبب مشكلتك ؟ فقلت مازحاً ليتك نصحت السياسيين ، لكان فيها نجاتهم ونجاتنا… المهم شكرته على نصيحته وأنا أقول في نفسي (يمعوّد) ! وأنا أعلم مسبقاً أنّ جلوسي طويلاً مسمّراً أمام شاشة التلفاز متابعاً الوضع في العراق هو سبب آلآم الظهر التي أعاني منها ، لذا استمرّت متابعتي للوضع في بلدي ، وأستمرّت معها معاناتي من الألم… قبل أيّامٍ قلائل وأنا أتابع أحدى القنوات الفضائية المعروفة ، استضافت هذه القناة أحدى الشخصيات السياسية الموجودة على الساحة العراقية … كان
 اللقاء تقليدياً، عاديّاً ،تناول مجمل الأوضاع السياسية في البلد، وتحالفات الكتل الفائزة ، والملاحظات على عدد الأصوات لهذه الكتلة وتلك.. ولكن اللافت للنظر تكرار هذا السياسي لحقه وحق كتلته في تسنّم منصب رئيس الوزراء، وأستشهد بنجاحات سابقة عندما كان وزيراً لأحدى الوزارات ! وردّد مفردة مطالب الجماهير له من خلال زوّار صفحته على الفيس بوك باستلام منصب رئاسة الوزراء ! وقالوا له (أي زوّار الفيس بوك) أنّك لائق لهذا المنصب ونجاحاتك تشهد لك
علماً أنّ هذا السياسيّ الفذّ ، برر سبب أختياره لأحدى الوزارات هي أنّه عندما كان صبياً كان يعاون والده في(الدكّان) في الشورجه حيث أنّ والده كانّ قمّاشاً يبيع القماش وتعلم منه أصول التجارة وإدارة الأموال!!؟؟
فما كان من مقدّمة البرنامج التى إستضافته آنذاك إلاّ أن تقول له ، وهل يكفي أنّك كنت تعاونك والدك في التجارة أن تتسلم هذه الوزارة السياديّة المهمّة ، فقال لِم لا؟! فسكتت مقدمة البرنامج وهي في حيرة من جواب هذا السياسيّ العتيد.
هكذا يدار بلد عملاق ، مارد ، عصيّ على الخطوب والملمّات ، بلد فيه من الكفاءات ، والثروات ، والعقول ، والعمق الحضاريّ ، والأرث التاريخيّ ما يرعب الأعداء ، ويثير حسد الاصدقاء !؟
هل قدر العراق أن تديره شخصيّات كل ما تحسنه هو تسطيح وتبسيط وتقزيم قيمة الكفاءات والعقول الجبّارة في العراق ؟؟!!
يا أيّها السياسيّ الآتي من خلف أسوار المعرفة ، والحضارة ، والكياسة ، واللياقة ، أتظنّ أنّ شعباً كشعب العراق قد محّصته المحن ، والكوارث ، والسياسات الحمقاء قد تنطلي عليه هذه الأفكار السمجة ، والعقلية الضحلة ، والأحلام المريضة والبائسة فيرضى أن تحكمه ….. إنّ رهانكم على بساطة الشعب ، وطيبته ، وتسامحه ، ومن ثمّ ركوبه ….. رهان خاسر
فأترك عنك الأحلام و( مد رجليك على كد اغطاك)…

[email protected]