ظاهرة مقززة تلك التي تتصف بها مئات المجموعات والكروبات على موقع التواصل الإجتماعي – فيس بوك – خلاصتها إنها تغير في كل أسبوع من عناوينها ، وتتنقل بين الخاصة والعامة ، المغلقة والمفتوحة ، غرة كل شهر و مع حلول كل فصل من الفصول الأربعة ، إلا أنك لو دخلت الى أي منها فستجد أن آخر موضوع منشور فيها برغم كثرة أعضائها ، قبل ثلاثة أشهر على أقل تقدير !!
الأغرب من ذلك ان تلك الصفحات وبرغم كونها – مجرد – رقم على الفيس فإنها تواصل ضم أعضاء جدد وترفض آخرين والحقيقة أن – الفيس العراقي – مثير للشفقة وأحيانا للغثيان فيما ينتابك إحساس بأن مؤسسه ، مارك زوكربيرغ ، يضحك ويتجسس على المشتركين من خلاله لا أكثر ويقبض “خوش فلوس .. براسنه “، بلغت على وفق آخر إحصائية ٥٥ مليار دولار !!
ومن ألاعيب الفيس وواحدة من مفارقاته أن طلبا للصداقة يأتيك من أحدهم وعندما تدخل على صفحته الشخصية تجده لم يحدث منشوراته منذ عام 2014 … انت إذا مالك واهس- بطاطا – بالفيس عليش تطلب صداقات جديدة ..رحمه لأبوك !!ومن مفارقات الفيس أيضا أن يهدد أحدهم بشطب كل الخاملين من حسابه – وكأنه رئيس وزراء إحدى الدول الصناعية العظمى – وبطريقة إستفزازية ” لدي الاف طلبات الصداقة بالانتظار ،سأجتث غير المتفاعلين لأضيف آخرين في قائمة الانتظار !!شكرا – الان ديلون – على هذا الاجتثاث وانصحك بأن اكون من أول المجتثين من قائمتك الان وليس غدا !!
من مهازل الفيس ” بوستات التعميم القاسية ” التي يحسب كل واحد من الأصدقاء انها تعنيه وتبدأ التعليقات على نحو ” خوما آني المعني ” ، أكيد تقصدني من دون سواي اعتذر اخوية” ، فيما يكتفي آخرون لإعتقادهم بأنهم المعنيون بالهجوم الكاسح على صفحاتهم الشخصية ضد الموما إليه مع أن الأخ كان يتحدث عن شخص خارج نطاق الخدمة جملة وتفصيلا !! قلة الثقة بالنفس وسوء الظن بالآخرين سببها ، ولا أجد تفسيرا ثالثا للظاهرة .ومن مفارقاته أنك ترسل مباركة بالعيد على الخاص لجميع الأصدقاء او بعضهم – كما حدثني العديد من الأصدقاء وان لم تحدث معي شخصيا حتى الان – فيرسل احدهم ” ممكن تسلفني 500 دولار !!!” .
من كوارث الفيس ظاهرة البث المباشر ومعظمها عبارة عن ” أي شلونكم بعد شلونكم ..شكو ماكو ..اخباركم أحوالكم ..شطابخين اليوم … وين ما وين ….منو عنده موضوع ، أي موضوع ، مو مشكلة ..المهم انسولف للصبح تره صاير عندي أرق … كل النهار نايم!!”.
من مهازل الفيس انك تنشر موضوعا يهم جميع العراقيين ومستقبلهم – المظلم – فلا يعلق او يشارك او يعجب إلا نفر قليل جدا ، لتتفاجأ وبعد دقائق معدودة بفتاة تضع صورة غلاف وهمية وهي تحي اصدقاء صفحتها بـ “هاااااي … ماديجيني نوم” = 1000 تعليق + 200 مشاركة + 3000 اعجاب ليتحول النقاش في نهاية المطاف بعد تعليق طائفي من احدهم الى ( اسكت لك هذا تاج راسك … منو انتو … لك لو بيكم خير جان … اللي يحجي على السيد انعل كذا من كذا ) ، تهرب الفتاة منتشية بالفتنة التي أثارتها بعد منتصف الليل وبتالي الليل تسمع حس العياط !!الظاهرة الأخرى تكمن في – لطش – بوستات ومقالات وصور وتقارير من صفحات أخرى من دون ذكر مصدرها أو الإشارة إليها على الأقل ، اضافة الى ظواهر الإبتزاز التي شاعت مؤخرا عن طريق الماسنجر – تدفع لو انشر – ، واحيانا التهديد الصريح ، فضلا عن ظاهرة مهاجمة الصفحات المخالفة والإبلاغ عنها أو إختراقها أو نشر بوستات غير مرغوب فيها ،.
وأختم بالتكلف والتفلسف في غير محله ومحاولة لي عنق الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة و تفسير القوانين الوضعية والأحداث الأمنية والوقائع السياسية في محاولة لإظهار فهم ووعي وإدراك لا يتسنى للآخرين بزعمهم وهذه واحدة من مشكلاتنا على الفيس بوك الذي اصبح ساحة للمتفلسفين الإلكترونيين بلا منازع بعد ان اصبحت مهنة من لا مهنة له وووووبس لا اني هم دا اتفلسف اغاتي !! اودعناكم