الفيس بوك ، موقع عملاق ، انتشر بين الناس كالنار في الهشيم ، لما فيه من مواصفات ومزايا لتقريب المشتركين فيما بينهم ، من خلال تبادل المعلومات المرئية والمقروءة والمسموعة ، وأنشاء المجموعات (الـﮕروبات) وجدولة المواعيد ، وتوقيت النشاطات المشتركة ضمن كل مجموعة ، كتنسيق التظاهرات والزيارات والفعاليات الأخرى المفيدة للمجتمع ، أو هكذا يبدو .
أما في العراق ، فقد تركنا كل ايجابيات ومزايا هذا الموقع وحوّلناه الى وسيلة لقتل الزمن الثقيل في هذا البلد ، وصار استخدامه ضيقا ومملا ، وتحول الى وسيلة لتبادل الأشاعات ، والأخبار الكاذبة التي لا تنقصنا ، ونشر الصور العنيفة المقززة للحروب والحوادث ، بل تحول عند البعض الى عبء من قبيل ظهور مقولة أو حادثة أو صورة تتوعد المستخدم اما بنار جهنم أو المرض أو اللعنة عند الأمتناع عن نشرها أو الضغط على (لايك) على المنشور ! ، فيجد البعض نفسه مجبرا (وأن كان غير راغب) لتنفيذ رغبة الناشر ، وغير ذلك من البدع السمجة ، لا أنكر ان به شيء من المتعة من خلال تبادل النكات أو القفشات أو (التحشيش) ، ترسم على ملامحنا ابتسامة وقتية ، فننساها بسرعة ، أغلب المشاركات بلا فائدة ولا تعدو سوى مضيعة للوقت ، وغالبا ما تكون هذه المشاركات من أشخاص لا نعرفهم ، وبهذا ابتعدنا شيئا فشيئا عن الدائرة الضيقة للأقارب والأصدقاء ، وكنا قد ابتعدنا أكثر عن الدائرة الأضيق (الأبناء ، الأخوان ، الأصدقاء المقربون) ، الى درجة أنستنا الجلسات العائلية الحميمة الموجودة أصلا ، ولكن بقلوب شتى ! ، جالسون معا جسدا ، ولكن ليس روحا ! ، ونحن أحوج ما نكون الى استغلال هذا الموقع لتوحيد جهودنا واسماع صوتنا عاليا لمواجهة الجريمة والفساد والأرهاب والفشل الذي ينخر البلد ، بدلا من أنهماك جنود سيطراتنا بالتحديق بشاشات موبايلاتهم وترك واجبهم ، وبدلا من أن يتحول هذا الموقع الى أداة أعلامية تنطلي علينا ، للترويج للأرهاب وقلب الحقائق .
في الواقع أن طريقة وكيفية استخدام هذا الموقع يعكس المستوى الثقافي للمستخدمين ، هذا يذكّرني بسعينا المحموم لأقتناء الحاسبات ، ولكن لأجل ماذا ؟ ، ففي نظر البعض ، الحاسبة لا تساوي شيئا بلا انترنيت ، ذلك السلاح ذو الحدّين ، نسبة ضئيلة جدا من مستخدمي الحاسبات ، يستغلون القابلية القصوى للحاسبة ، فتجد ابنائك ومعارفك منهمكون في الضغط على شاشات اللمس وكأنهم منوّمون مغناطيسيا ، بأبتسامة لا تخصك ، وأنت وحيد رغم جلوسهم معك ، فهم ليسوا معك ومنقطعون عنك ، لأنهم متواصلون مع الأغراب ، بنواياهم المريبة !.
الفيس بوك ، اداة للتواصل أم الأنقطاع ؟
الفيس بوك ، موقع عملاق ، انتشر بين الناس كالنار في الهشيم ، لما فيه من مواصفات ومزايا لتقريب المشتركين فيما بينهم ، من خلال تبادل المعلومات المرئية والمقروءة والمسموعة ، وأنشاء المجموعات (الـﮕروبات) وجدولة المواعيد ، وتوقيت النشاطات المشتركة ضمن كل مجموعة ، كتنسيق التظاهرات والزيارات والفعاليات الأخرى المفيدة للمجتمع ، أو هكذا يبدو .
أما في العراق ، فقد تركنا كل ايجابيات ومزايا هذا الموقع وحوّلناه الى وسيلة لقتل الزمن الثقيل في هذا البلد ، وصار استخدامه ضيقا ومملا ، وتحول الى وسيلة لتبادل الأشاعات ، والأخبار الكاذبة التي لا تنقصنا ، ونشر الصور العنيفة المقززة للحروب والحوادث ، بل تحول عند البعض الى عبء من قبيل ظهور مقولة أو حادثة أو صورة تتوعد المستخدم اما بنار جهنم أو المرض أو اللعنة عند الأمتناع عن نشرها أو الضغط على (لايك) على المنشور ! ، فيجد البعض نفسه مجبرا (وأن كان غير راغب) لتنفيذ رغبة الناشر ، وغير ذلك من البدع السمجة ، لا أنكر ان به شيء من المتعة من خلال تبادل النكات أو القفشات أو (التحشيش) ، ترسم على ملامحنا ابتسامة وقتية ، فننساها بسرعة ، أغلب المشاركات بلا فائدة ولا تعدو سوى مضيعة للوقت ، وغالبا ما تكون هذه المشاركات من أشخاص لا نعرفهم ، وبهذا ابتعدنا شيئا فشيئا عن الدائرة الضيقة للأقارب والأصدقاء ، وكنا قد ابتعدنا أكثر عن الدائرة الأضيق (الأبناء ، الأخوان ، الأصدقاء المقربون) ، الى درجة أنستنا الجلسات العائلية الحميمة الموجودة أصلا ، ولكن بقلوب شتى ! ، جالسون معا جسدا ، ولكن ليس روحا ! ، ونحن أحوج ما نكون الى استغلال هذا الموقع لتوحيد جهودنا واسماع صوتنا عاليا لمواجهة الجريمة والفساد والأرهاب والفشل الذي ينخر البلد ، بدلا من أنهماك جنود سيطراتنا بالتحديق بشاشات موبايلاتهم وترك واجبهم ، وبدلا من أن يتحول هذا الموقع الى أداة أعلامية تنطلي علينا ، للترويج للأرهاب وقلب الحقائق .
في الواقع أن طريقة وكيفية استخدام هذا الموقع يعكس المستوى الثقافي للمستخدمين ، هذا يذكّرني بسعينا المحموم لأقتناء الحاسبات ، ولكن لأجل ماذا ؟ ، ففي نظر البعض ، الحاسبة لا تساوي شيئا بلا انترنيت ، ذلك السلاح ذو الحدّين ، نسبة ضئيلة جدا من مستخدمي الحاسبات ، يستغلون القابلية القصوى للحاسبة ، فتجد ابنائك ومعارفك منهمكون في الضغط على شاشات اللمس وكأنهم منوّمون مغناطيسيا ، بأبتسامة لا تخصك ، وأنت وحيد رغم جلوسهم معك ، فهم ليسوا معك ومنقطعون عنك ، لأنهم متواصلون مع الأغراب ، بنواياهم المريبة !.