23 ديسمبر، 2024 12:21 ص

الفيس المنفذ الوحيد!

الفيس المنفذ الوحيد!

في البدء لابد من الاشارة الى ان مستخدمي وسيلة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) ليسوا بذات المستوى الواحد من الثقافة والوعي الاجتماعي. كما ان بعضهم لا يمتلك لغة التعبير الادبي واختيار المفردات المهذبة. وهذه مسألة طبيعية لا يشذ عنها اي مجتمع.لكن في المقابل هناك الغالبية من الذين يتمتعون بثقافة عالية منهم, الادباء والشعراء والسياسيين والصحفيين وحتى العامة من الناس, وان لم يحملوا شهادات او اوصافا مهنية لكنهم يعبرون عن اراءهم باسلوب مهذب خالي من التجريح ولهذا يجدون الفيس بوك هو المتنفس الوحيد لهم و لعامة الناس لطرح ارائهم وانتقاداتهم وفضح الظواهر السلبية في جميع مناحي الحياة خاصة اذا ما كان هذا المنفذ يتسم باسلوب أدب الكلام وهو الغالب باستثناء القليل الشاذ . لاحظنا في الاونة الاخيرة تعرض هذه الوسيلة الشعبية العامة لحملة تشويه وانكار لحق الناس بابداء ارائهم يتبناها الاعلام المرئي وبعض البرامج السياسية والرياضية وعدد من الصحفيين الذين يعملون في برامج وصحف ومؤسسات يرتزقون منها وهي حكرا عليهم.. ولهؤلاء الذين ينكرون على مستخدمي الفيس حقهم نقول : هل يتفضل هؤلاء السادة بالتعهد بنشر اراء الناس المجردة والجريئة الخالية من, السب والشتم, في برامجهم التفزيونية وصحفهم السياسية والرياضية التي تهيمن عليها الاحزاب السياسية والمؤسسات الحكومية والخاصة وان اختلفت مع وجهات نظرهم؟ وحتى ارفع عناء الاجابة الواضحة عنهم اشير الى ان جميع العاملين في القنوات الفضائية والصحف بتوصيفاتها السياسية والرياضية والفنية انما هم موظفون يخضعون لسياسة وتوجهات تلك الوسائل الاعلامية ولا يتمتعون بحرية التعبيربقدرما عليهم ان يخضعوا لاهداف وارادات اصحاب هذه الوسائل الاعلامية واذا ما انحرفوا عن المسار فمصيرهم الفصل التعسفي حيث (لاينفع مال ولا بنون).ولهذا فان وسائل الاعلام لا تسمح بنشر ما لا يخدم مصالحها وغاياتها. ولهذا ايضا اجد ان اهم وسيلة لفضح الفاسدين وسوء تصرف المسؤولين بدأً بأعلى وظيفة الى ادناها في الدولة العراقية ومجمل الظوار السلبية الكثيرة هي وسيلة التواصل الاجتماعي (الفيس)حتى انها امست اهم رقيب يفوق رقابة البرلمان بكثير.