الفيسبوك اليوم يعد من أهم وسائل الإعلام التي تراقب وتواكب الأحداث أولاً بأول عبر نشر صور لما يجري على الأرض من الموافق والمخالف ويعتبر بالنسبة للعراقيين من أفضل الوسائل التي يتم بها كشف الكثير من الأمور وإظهارها أمام العالم إلا إنه ساهم كثيرا في تأجيج العنف والكراهية لدى ابناء هذا الشعب كونه يتشكل ذهنيا وثقافيا من عقد طائفية تبحث عمن يحركها وخير محرك لها ومؤثر فيها هي مشاهد الصور والفيديو التي يساهم بها الفيس أولا بأول ولازالت الصورة تلعب دور كبير في العراق من خلال شحن بطارية الطائفية من اجل إدامة الصراع مدة أكثر واكبر ,, الدول النامية والحاضنة للصراع بشتى أنواعه دائما تتلقى كلما هو جديد في عالم التكنولوجيا او السياسة من جانبه السلبي او هي نفسها تفسره وتستخدمه استخداما سلبيا فمواقع التواصل الاجتماعي يمكن للإنسان ان يستفاد منها في عولمة الأخلاق والمبادئ وقيم التسامح والخير والمحبة والألفة بين مختلف الشعوب والأمم كما يريد الآخر عولمة الثقافة الغربية وتعميمها على الشرق الأوسط ودول الربيع العربي ونحن نعلم جميعا ان لكل شيء جانب سلبي وآخر ايجابي والإنسان هو من يختار الا ان الدول العربية والدول النامية الأخرى التي تغط في نوم عميق وتخلف كبير فهي لم تتأخر في اللحاق في ركاب الحضارة فحسب بل هي أصلا لم تخطوا خطوة واحدة إلى الأمام فهي لازالت تحت المثلث الشهير المتمثل بالفقر والجهل والمرض اضافة الى الانظمة السياسية المتعفنة المتمثلة بالاسر الملكية وحكام الجور , جاء الفيسبوك ليعمق هذا الشرخ وليرسم هذا المثلث بالصوت والصورة امام العالم اجمع ولتنتعش قيم الطائفية ويكون الفيس ربيعها فهي تنشر كل ما يخدم الصراع الطائفي ويساهم في ادامته من اجل خدمة الصهيونية رغم محاولات الكثير من الشباب الواعي في اثارة قيم المواطنة والتسامح ونبذ العنف الا ان ذلك لا يجدي نفعا امام بحر متلاطم ورياح عاتية من الصراع الطائفي والسياسي , ولا ننكر ان الفيسبوك ساهم في نشر الكثير من الحقائق وفضح الكثير من المتلاعبين بالمال العام والفساد وخير شاهد على ذلك هو حملة إلغاء تقاعد البرلمان التي كان الفيسبوك منبرها الأول والراعي الرسمي لها وقد نجحت هذه الحملة بعون الله في الغاء تقاعد البرلمان,,ان شعوبا مثل شعوبنا العربية الاتكالية تستهويها الصور والأشياء الجاهزة بعيدا عن العمق والتحليل وما يرافق ذلك من تعب في تجشم القراءة الواعية لكتب ومصادر تحليل لقضايا سياسية واجتماعية واقتصادية لذا رأت في الفيس طريق سهل ومريح للحصول على المطلوب فاليوم نلاحظ مثلا الشباب تتبادل صور جاهزة لحكم وأمثال وأقوال لعلماء ومفكرين ربما قيلت في زمان ومكان ولشعب يؤمن بقيم لا يؤمن بها هذا الشعب الذي اُعيد نشر هذه الأقوال فيه وعلى تعبير احد المثقفين((ان الحكم والأمثال قد تُبرّر الأخطاء او تؤسس لها )) انتشر استخدام الفيسبوك على حساب القراءة والمطالعة الهادفة وقد انجر الكثير من الشباب وحتى المثقفين منهم الى ترك القراءة والمطالعة والاكتفاء بالتواجد أمام الفيسبوك اغلب الوقت ولعل لهم عذرا في ذلك لان الفيس أصبح المتنفس الوحيد للتهكم على الواقع الفاسد للدولة في العراق فانعدام الخدمات وتولي رجال غير صالحين جعل الفيس متنفسا ومكانا للتندر والسخرية منهم وليس بعيدا عنا عبعوب امين العاصمة إضافة إلى إمكانية استخدام أسماء وهمية للنيل من الواقع الفاسد ومن الشخصيات التي يراها البعض مخالفه لتوجهاته وربما البعض الآخر يراها تقف في طريقه وتمنعه من الحصول على مكاسب ومغانم في بلاد وادي المحاصصة التي رسمت شكلا للحكم يعجز العالم اجمع عن فهمه ! وهو خليط من قيم الديمقراطية والدين والعشائرية والحزبية والفئوية والمناطقية وتأطيرها بدستور يناقض نفسه قائلا : الدين الرسمي للدولة هو الإسلام ولا يجوز سن قوانين تخالف مبادئ الديمقراطية .