كل من يتابع الامور في بلدي العزيز يكاد يجزم ان الامور عبارة عن فوضى ليست فوضى في الادارة والتنظيم فحسب، وإنما هي فوضى في الآراء فوضى في المواقف فلا تستطيع اليوم ان تعرف من مع من وضد من..؟؟؟
فما تراه اليوم صديقا قد تراه عدوا وبالعكس فان عدو اليوم قد تراه غداً ولي حميم، فليس هناك ضابطة في المواقف لكن المشكلة أنها تصدر الى الشارع على انها مواقف وطنية والاخر مواقفه متخاذلة او جبانة او عميلة لكنك لا تمر الايام بل الساعات حتى ترى الموقف يتشابه وتجمع الطاولة الواحدة او الصف الواحد الوطني والعميل والخائن والامين، في لعبة لا يفقهها الناس البسطاء ممن لا هم لهم الا ان تسير الامور وفق ميزان معين حتى يعرفوا كيف يكيفوا امورهم وينضموا معاشهم، أما المطالب الشريفة فهي اشبه بالأوهام فنحن نسمع محاسبة المقصرين وملاحقة الفاسدين والمفسدين لكن يبقى السؤال بلا جواب، من هم الفاسدون ؟ هل كل الفاسدين؟ ام سيختبيء البعض تحت عباءة السلطان ؟ ومن الذي سيلاحقهم ..؟ والسؤال الاهم هل فعلا هناك جدية في الامر ..هل فعلا هناك من يريد محاسبتهم..؟ وهل فعلا هو قادر على ذلك لا اقصد بالقدرة الامكانية او القانونية ..؟ وانما اقصد هل انه ليس له ذراع يلوى وفم يكمم بسبب ماعنده من هفوات ومن ثغرات .؟؟؟
وهل وهل وهل كل هذه التناقضات هي التي تسبب الفوضى اليوم ولهذا ما نشهده اليوم ليس صراعاً من اجل احقاق الحق او دفعاً لباطل، وانما هو محاولات احتلال اكبر مساحة ممكنة، تضمن السلامة السياسية والاقتصادية لهذا الطرف او ذاك..
ولهذا فاننا نشهد تغييرات متضادة متعاكسة انتجت لنا حالة من الفوضى التي اربكت الوضع العام في الشارع وجعلت الناس تدخل في دوامة، ويغلب ظني انها فوضى مقصودة لانها ستخدم الجميع خاصة حينما يصل الناس الى مرحلة اليأس، فيقبلوا بأي حل وسيكون الحل كالعادة قسمة جديدة بين الاعرابي وضيوفه..!!
© 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية