22 ديسمبر، 2024 11:08 م

الفوضى الخلاقة بين حبائل الماسونية وقلم العالم

الفوضى الخلاقة بين حبائل الماسونية وقلم العالم

المشروع الأميركي الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجية الاميركية لصحيفة واشنطن بوست في العام ألفين وخمسة أصبح واقعاً ملموساً تتذوق شعوب المنطقة مرارته كل يوم والذي يقوم على أساس اختلاق الفوضى في العراق خصوصاً والشرق الأوسط عموماً.
ولكي الخص الموضوع كمقدمة, ففكرته تقوم أساساً على صناعة الاضطرابات في كل مجالات الحياة سواء أكانت أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية عند ذلك وكطبيعة للبشر بعد التبرم والملل من الأوضاع المأساوية المتردية تضطر الشعوب لطلب الحل أو البحث عن أي منفذ من أزماتها.
وهنا من يصنع هذه الفوضوية يكون قد وضع في الحسبان نوع الحل الذي يناسب مخططاته ومشاريعه والذي يعطيه ويفرضه عن طريق القدرة العسكرية والهيمنة السياسية
ولعل أهم عنصر أعتمدت عليه السي آي ايه في صناعتها لهذا المشروع الاجرامي هو عنصر التكفير وإنشاء الجماعات المتطرفة الدموية لأن الفوضى لا يمكن أن تحدث إلى بعد أن يغيب القانون والعدالة من طرف الدولة وتنشأ بعد ذلك الجماعات والفرق والتكتلات وهنا تبدأ الفوضوية بعد أن يتحول البلد إلى شريعة الغاب .

لذا علينا أن نعرف من أين دخل المشروع الفوضوي لبلداننا الإسلامية وما هي آالياته وأدواته وهنا حيث نجد التكفير والتطرف هو العنصر الرئيسي في أحداث الفوضى فعلينا دراسة مناشئة الفكرية وكيفة تم إستخدامها
وهنا ..من بحث في أصوليات وبدايات التنظيمات الإرهابية في العصر الحديث يعلم مثلا أن تنظيم القاعدة الذي انبثق منه داعش قد أنشأ في عقد السبعينيات من قبل السعودية وأميركا لمحاربة المد السوفيتي في أفغانستان ويعتمد الفكر الجهادي السلفي الذي يعتبر إمامه العقدي والفقهي ابن تيمية الحراني وبوضع مقارنة بين أصول مشروع الفوضى الخلاقة وأسس التطرف في العالم نجد أن الفوضوية مشروع عقائدي موجود في أدبيات الماسونية وبروتوكولاتها “وللملاحظة” المحافل الماسونية انتشرت في أميركا أكثر من المملكة المتحدة حتى بلغ عدد محافلها هناك عشرة آلاف محفل في بداية تحركها آنذاك .. تقوم العقيدة الماسونية على أن العالم يجب هدمه وبناءه من جديد ويقوم التهديم على أساس عشوائي فيما يقوم البناء على قواعد وبروتكولات البناءون الماسون حسب المصطلح الذي يعني النظام من الفوضى ( order out of chaos ) وهذه النظرية تطورت واسند إليها نظرية الانفجار الأعظم أو (Big Bang )والتي تقول أن الكون بني من انفجار عشوائي فتشكل منه نظام المجرات
بعد ذلك يمكن لنا أن نسأل. مثل هذه الأيديولوجية عندما تتوجه إلى البلدان الإسلامية كيف يكون مشروع الهدم الفوضوي لديها؟ وما هي الأجندات التي تعتمدها؟
بالدرجة الأساس لا يمكن تدمير بلد إلا من خلال هدم القيم فيه وتغييب شرعة العدل وإحلال الفوضوية محلها ومن المؤكد أن الحصن المنيع للبلدان الإسلامية هو الوحدة حتى وأن وضعت السياسة الحدود والفواصل الجغرافية لكن الشعور بالانتماء للدين السمح يعطي دافع التكاتف.
ولهذا بدأت عملية الحفر للدين من خلال نصب شيوخ التكفير كأئمة ولعمري أن تطبيق قانون اللاخطية الفوضوي الذي يقول أن حشرة في البرازيل تستطيع بحركة جناحها أن تحدث عاصفة في أميركا طبق تماماً في بلاد المسلمين فحركة بدأت قبل مئتي عام على يد محمد بن عبد الوهاب كمنظر لفكر ابن تيمية الذي لم يكن يعد كعالم حتى أصبح شيخ الإسلام ما هو إلا مشروع معد مسبقاً لتفتيت عضد الأمة ومن أحب فليراجع الوثائق.
وعلى هذا كلما خرجنا من فوضوية ستُصنع لنا أخرى لأن المشروع قائم ولا يوجد حل إلا ما يريد من يصنع الفوضى هنا وبما يناسب مخططاته ومشاريعه .
وحقيقة أقولها لو عجز الإسلام كدين عن إيجاد العدالة وسقط أمام الفكر والمخططات الماسونية ولم يغنِ فقراءه ويشبع جياعه أو يعيد الألفة بين الناس. أو يدرس لنا الحالة التي نعيشها من زاوية السنن التاريخية فهو دين ضيق الأفق ..
لكنني أعتقد تماماً كباحث أن هنالك تعمد في إقصاء الحل والتعتيم على من يحمل ذلك الفكر الذي من شأنه إسقاط المشروع الفوضوي.
لذا أقول لا يوجد عالم استطاع أن يضع حصانة فكرية مستلة من القرآن والسنن والعقائد والفقه والتاريخ كما فعل المحقق الأستاذ الصرخي الحسني فقراءته العقيدة للتحرك الأميركي في هذا العصر بينه تماماً في بحثي الدجال والسفياني كما بين حقيقة الخوارج والتيارات التكفيرية والمنحرفين ثم بعد ذلك إنتقل ليتعامل مع الواقع بمقتضى المصلحة فأصدر البيانات وأطلق المشاريع التي كان من شأنها القضاء على كل المخططات الجهنمية .. ولعل أبرز ما تقدم به هو ردع التكفير والأداة التي تستخدم من قبل أصحاب المشروع الفوضوي وهي عقائد ابن تيمية التكفيرية من خلال محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتارخ .. لاحظوا .. هنا أقول لن يجد أي أحدا حلا لا في عملية سياسية ولا اجتماعية ولا موازنة اقتصادية ليس لقصور أصحابها فقط بل لأنها أسندت جميعاً إلى مشروع فوضوي .. والارتباك شاخص أمامنا في جميع ميادين الحياة .. لهذا أولى عناصر الاصلاح وشخصية المصلح هي الاحاطة بما يدور حولنا من احداث بمعنا أن عقلية المصلح أو أبعد افقاً مما يدور بحيث يعرف القادم من خلال قراءة الاحداث الجارية وبيده مفاتيح تغيير الطريق نحو الافضل وهذا ما قرأناه في شخصية المحقق الاستاذ منذ تصديه لحمل اعباء المرجعية