اعتدت ان اجلس كل يوم بعد الغداء امام التلفاز متابعا الاخبار المحلية والعالمية وعلى الاخص قنوات دول الجوار التي اصبحت تصول وتجول في ساحتنا الوطنية و في العقول بكل ما تملك من قدرات تكنلوجية و مالية وخبرات مهنية و فنية، وبعد كل جلسة تفحصية وتحليلية، اجد من المهم القول بأن ما نسمعه ونشاهده، يتطلب الوقوف عنده لخطورته على شريحة وجيل الشباب المعاصرلاحداثنا الوطنية ,
والتي تتناولها تلك القنوات بشكل تخريبي ومنهجي قائم على اجندة وسلوكيات واساليب مخابراتية مدروسة بدقة من شأنها التلاعب بعقول وسلوك وتوجهات الشباب ودفعهم الى فقدان جذورهم بوطنهم وانتمائهم لمجتمعهم وادبيات بيئتهم المحلية عبر عدة وسائل وطرق ، منها تغليب الشعور بالحرمان وفقدان بوصلة الامل والتفاؤل والطموح واخذ زمام المبادرة بالاصلاح ورفع الثقة بالنفس وهم بعمر الزهور في هذه المرحلة المبكرة لاستقبال حياتهم وهذا ما اخشى منه على وطني وشبابه لان تدمير شريحة الشباب وقتل امالهم وطموحاتهم في هذا السن المبكر من شأنه جعلهم في دائرة الاستسلام للمتاعب والمصاعب والمستحيل.
اشعر ان هذا الحال هو من يخيفني على وطني اكثر من كل التهديدات والمخاطر والاحداث والازمات التي يعيشها العراق اليوم لكن من الخطورة بمكان ان تضيع اجيالنا الجديدة بوصلة الامل عندما يشعرون بان الفرص امامهم اصبحت محدودة وان حياتهم زادت تعقيدا وان الدنيا لم تعد امامهم مبهرة نعم اخشى على وطني وشبابه وامامهم هذا الكم الاعلامي المغرض والمسيس والمسيء بقنواته و بوسائله المؤدلجة من خارج الحدود وبعضها من الداخل الوطني تقرع الطبول لتيئيس شبابنا وهنا لابد من التذكير بأن على جميع اجهزة الاعلام الوطنية اخذ دورها، وتفنيد وافشال تلك الخطط وضرورة الاهتمام بهذه الشريحة و التصدي لمن يريد تدميرها وتخريبها، من خلال اعتماد برامج وفعاليات وورش عمل تحمي شبابنا من المنزلقات الخطيرة التي يراد ان يدفعوا اليها خاصة بعد انتشار المخدرات بشكل غير مسبوق، وعلى وزارة التعليم العالي تفعيل دور الجامعات بهذا الاتجاه بكل الوسائل وفي مقدمتها المناهج والفعاليات والمؤتمرات الحوارية في جميع الكليات، بالتنسيق مع اجهزةالاعلام وفي مقدمتها اجهزة اعلام الدولة.
نعم نقولها ( بالفم المليان) هناك معاناة وتحديات وتعقيدات تعصف بشبابنا، لكن علينا احتضانهم واقصد هنا ان المسؤولية تقع على عاتق الدولة والمثقفين والمنظمات الشبابية المعنية و بمعاضدة الاعلام المهني الوطني الشريف وتقديم كل ما يحميهم ويزرع الامل فيهم باعداد مشروع وطني شبابي جاد وفاعل وقابل للتطبيق العملي الميداني من قبل اصحاب الخبرة والاختصاص يكون بمقدوره صناعة طوق النجاة لحمايتهم وتتحمل وزارة الشباب الدور والمهام الرئيسية في اعداد وتنفيذ هذا المشروع الوطني الشبابي فالكل مسؤول عن حماية هذه الشريحة التي يعد ثقلها بثقل الوطن نعم هي مسؤولية الجميع وعليهم حمايتها من الانزلاق الى هاوية الاخطار وعلى الطرف الاخر المطلوب وبمهني مراقبة وسائل الاعلام التي تروج للانحراف وزرع اليأس واضاعة البوصلة امام الشباب عماد الوطن وحاضره ومستقبله لان ما اراه اليوم من حملات مكشوفة لنشر الياس والاحباط وبكل الاسلحة الخبيثة في السر والعلن ودس السم في العسل تؤدي الى نفس الغرض ..عن طريق الترويج لخيارات ورؤى تدفع الشباب إلى أن يحلم بعيدا عن قدراته وإمكانياته ومن ثم يجىء الفشل الذى يمثل بداية فقدان الثقة بالنفس وسيطرة أحاسيس اليأس والإحباط وتراجع مقومات الأمل والتفاؤل وبالتالى فقدان الهمة وتناقص النشاط والعزوف عن العمل..
وعلينا أن ننتبه لخطر ضياع الأمل وأن نحث شبابنا على استخدام أهم سلاح جربه الإنسان على طول التاريخ وهو سلاح العمل تحت مظلة الإدراك بأن الأحلام وحدها لا تكفى لصنع النجاح وبلوغ المقاصد ولكن بالعمل فى أى مجال تحت راية الإصرار والإرادة لا مكان لليأس والإحباط.