ماخلقت الجن وألانس ألا ليعبدون ” –قرأن كريم –
عبادك يخطئون وأنت رب …حليم تغفر الذنب الكبيرا
لايمكن النظر للفوز ألانتخابي كحدث سياسي أجتماعي بعيدا عن خطاب السماء الذي تحرص المرجعيات الدينية على التمسك به والحث عليه , ولذلك بذلت المرجعية الدينية في النجف ألاشرف عبر خطب الجمعة مايعبر عن ذلك التمسك والتوجيه أملة توخي ألاستجابة الجماهيرية من أجل عدم الوقوع في معصية الله عندما تختار المرشحين الذين لم يكن أغلبهم ممن يجسدون خطاب السماء في مواقفهم وتفاصيل حياتهم التي شابها الكثير مما لايتفق وخط ألاستقامة .
أن المتأمل في نتائج ألانتخابات في مراحلها ألاولية والتي يبدو ستكون نهائية في مجملها يرى وقوع المعاصي متكررا ومن هنا أصبحت مخالفة المرجعية أمرا واقعا تبعا لتلك المعاصي , والمعصية نريد بها ماينسب للعبد تجاه الرب وتكرار المعصية وألاصرار عليها هي من ألامور الخطيرة في حياة الفرد والجماعة بالمنظور ألايماني الذي يحاول البعض ممن يشتركون في العمل السياسي وفي ألانتخابات ألانتساب اليه .
ولكن أنتساب هذا البعض للمفهوم ألآيماني لم يتخذ طابعا سلوكيا يؤطر مواقفهم ويجسد تصرفاتهم , بل هو أدعاء بات مكشوفا ومجردا من المضامين التي تنتمي لمفهوم ألايمان ذي البعد ألاخلاقي والروحي , وأذا أستعرضنا مظاهر الحياة العامة والخاصة لهؤلاء أنطلاقا من أجوائهم الخاصة مرورا بمكاتبهم وأتباعهم وعلاقاتهم السياسية نكتشف بوضوح لالبس فيه بعدهم عما يدعونه من قرابة أيمانية , وليت ألامر يقف عند ذلك وأنما يتعداه ليشمل البعد عن الرابطة الوطنية التي هي أساس العهد والميثاق في ألانتساب للوطن ؟
وأذا كانت الدعاية ألانتخابية وما أهدر فيها من مال هي من ألادلة التي لاتقبل الجدل في عدم أحترام حاجة المواطن الفقير , فأن مضمون الترشيحات في قوائم الكتل وألاحزاب هي ألاخرى تكشف بعدهم جميعا عن هم الوطن والمواطن
أن الكثير من المرشحين هم من ذوي السوابق التي تحاسب عليها الشريعة والقانون الوضعي , والذين أصروا على ترشيحهم أنما يقعون في معصية خطاب السماء ومخالفة المرجعية الدينية , ومخالفة من هذا النوع تمنح التكفيريين ألارهابيين مزيدا من ألآدعاء والمشاغبة مما يجعل البلد مرتهنا لآعمالهم ألآجرامية التي تطال البشر والحجر , كما تمنح غير التكفيريين فرصا للتمرد والعصيان على الدولة بحجج واهية , وتمنح غير هؤلاء مماطلة وتسويفا في عدم ألاتفاق على أنجاز مايعزز وحدة البلد وتحقيق التنمية والرفاه العام والظهور بمظهر السيادة المتكاملة أمام الدول ألاخرى .
أن الفوز ألانتخابي اليوم يحتظن معاص لله كثيرة وهي مفارقة لايمكن أن تستمر ويكتب لها النجاح في مجتمع يعتبر في منظور علم ألاجتماع حاضنة دينية لآن الذين يمشون في زيارة ألامام الحسين عليه السلام هم بالملايين , والذين يتوجهون للحج والعمرة سنويا وشهريا هم بأعداد لايستهان بها مما يجعل مفهوم الحاضنة الدينية متحققا .
أن معصية الله ومخالفة المرجعية في حاضنة دينية ثبتت دعائمها وأرتكز بناؤها على أسس من العقيدة لايمكن التلاعب بها بأهواء وأمزجة لاتنتمي لروح تلك العقيدة فلقد كانت محاولات التلاعب في الماضي الى الزوال وسيكون تلاعب اليوم هو ألاخر الى الزوال وتلك مشيئة الله .