7 أبريل، 2024 11:04 م
Search
Close this search box.

الفوائد الصحية لحليب الإبل

Facebook
Twitter
LinkedIn

باعتبارها أكثر مسببات تدمير مناعة الجسم البشري، كتبت كثيرا للتخلي عن تناول “الأربعة الكبار”، والتي هي السكر والمنتجات التي يدخل في صناعتها، والحليب ومنتجاته، والزيوت المهدرجة، والدقيق (الطحين) الأبيض ومنتجاته.
ولكن بسبب عدم توفر حليب الإبل في الأسواق الأوربية، فقد كان من الصعب معرفة فوائده أو مضاره على الجسم، ولحسن حظي، ومن خلال إهتمامي بعلاج اضطراب طيف التوحد بالغذاء بدل الدواء، فقد كنت أفتش عما يساعد في علاج تلك الحالات ولحين ما وقعت تحت يدي دراسة أجريت عام 2005 تتناول أهمية وفوائد حليب الإبل في علاج اضطراب طيف التوحد (خلاصتها في رقم 3 أدناه). ولهذا بدأت البحث عن فوائد حليب الإبل من خلال ما تم نشره من مقالات علمية وفي دوريات محكمة.

لقد إستقيت لكم المعلومات أدناه من دوريات نشرت أبحاثا ودراسات أثبتت نتائجها أهمية وفوائد حليب الإبل على الجسم، على عكس حليب البقر والماعز والأغنام، ومنها ما يلي:

يساعد على منع مرض السكري
تقليديا، يستخدم حليب الإبل في الشرق الأوسط لعلاج مرض السكري والوقاية منه ومكافحته. بدأ البحث الآن في الكشف عن الحكمة في هذا التقليد. يقلل حليب الإبل من متطلبات الأنسولين لدى المرضى، مع تحسين تحمل الغلوكوز أيضًا. وعلى الرغم من أن الآلية الكامنة وراء هذا التأثير لا تزال تثير حيرة العلماء، إلا أنه يُعتقد أن السبب هو عدة احتمالات. وهي تشتمل على خصائص خاصة متأصلة في الأنسولين الموجود في حليب الإبل، والتي تجعل “الامتصاص في الدورة الدموية أسهل من الأنسولين من المصادر الأخرى”. يتم تغليف أنسولين الإبل في حويصلات دهنية (أي الدهون)، مما يجعل رحلتها عبر المعدة إلى الدورة الدموية أسهل. وبهذا يمكن أن يساعد حليب الإبل في السيطرة على مرض السكري عن طريق تحسين تحمل الغلوكوز. فبينما تشير الدراسات بالفعل إلى أن هذا العلاج الشعبي له خصائص للتحكم في مرض السكري، فإن الأبحاث تدعم هذا الادعاء أيضًا. لهذا نرى أن مرض السكري لا ينتشر بين السكان الذين يشربون حليب الإبل. كذلك، تغيرت النظم الغذائية العربية بشكل كبير في الأجيال القليلة الماضية ؛ العامل الرئيسي هو انخفاض استهلاك حليب الإبل. ومن المثير للاهتمام أن هذا الاستهلاك المنخفض أدى إلى ارتفاع حاد في الإصابة بمرض السكري.
يقوي المناعة
مثل حليب الأم، يحتوي حليب الإبل على مستويات عالية من إنزيمات الليزوزيم واللاكتوبيروكسيديز المضادة للعدوى، بالإضافة إلى الغلوبيولين المناعي A المحفز للمناعة حيث أظهرت إحدى الدراسات أن حليب الإبل يوفر الحماية ضد السالمونيلا في حيوانات التجارب.
يقلل جدا من أعراض طيف التوحد
البحث عن تأثير حليب الإبل على التوحد واعد للغاية. فعلى سبيل المثال، نُشرت دراسة عام 2005 في المجلة الدولية للتنمية البشرية أشارت نتائجها إلى أنه عندما تناول العديد من المصابين بالتوحد في العشرينات من أعمارهم حليب الإبل لمدة أسبوعين، كانوا أكثر هدوءًا وأبدوا سلوكًا أقل تدميرًا للذات. في غضون ذلك، اختفت تمامًا أعراض التوحد لدى طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات كانت تستهلك حليب الإبل لمدة 40 يومًا. بالإضافة إلى ذلك، عانى صبي يبلغ من العمر 15 عامًا أيضًا من إختفاء الأعراض بعد شرب حليب الإبل لمدة 30 يومًا فقط. وتظهر أبحاث أخرى أن هذه التأثيرات ناجمة عن تأثير حليب الإبل على الإجهاد التأكسدي (يُعتقد أنه عامل مسبب في التوحد). الغلوتاثايون هو أحد أهم مضادات الأكسدة وأكثرها وفرة في الجسم، وقد وجد أنه مثبط في مرضى التوحد، مما مهد الطريق للانحرافات السلوكية. تم العثور على الغلوتاثايون بوفرة في حليب الإبل مما عزز مستوياته في الجسم بشكل كبير، فضلا عن توفر مستويات عالية من المغنيسيوم والزنك فيه، والتي يعرف أيضًا أنها تقلل الإجهاد التأكسدي.
يقلل من الحساسية
يفتقر حليب الإبل إلى بروتين الكازين A1 ولاكتوغلوبيولين الموجودين في حليب البقر والماعز والأغنام، مما يؤدي غالبًا إلى الحساسية. لذلك، فإن حليب الإبل هو بديل محتمل للأشخاص الذين يعانون من الحساسية من منتجات الألبان.
يُعتقد أيضًا أن حليب الإبل علاج فعال لأولئك الذين يعانون من الحساسية الغذائية، بسبب تأثير تعزيز المناعة المذكور أعلاه. على سبيل المثال، لاحظت دراسة أجريت عام 2005 أن أطفال في إحدى المدارس الذين كانوا يعانون من حساسية شديدة ولم يستجيبوا للعلاجات الأخرى، سجلت لديهم نتائج مذهلة حيث تعافى جميع أؤلئك الأطفال من الحساسية بعد شرب حليب الإبل. في الواقع، زعم الباحثون أنه كان أكثر فعالية من العلاجات الطبية.
يمنع أمراض الكبد الدهنية ويزيد من نسبة الكوليسترول الحميد (أي الكولسترول الجيد)
كما وجد أن حليب الإبل يمنع أمراض الكبد الدهنية ويرفع مستويات الكوليسترول الحميد. فقد قدمت دراسة نشرت في موقع BMC للطب البديل والتكميلي نتائج مثيرة للاهتمام، حيث وجد أن حيوانات التجارب قد إستفادت عند تغذيتها على نظام غذائي غني بالدهون والكوليسترول (الذي يسبب مرض الكبد الدهني) من إضافة حليب الإبل إلى وجباتها الغذائية. في الواقع، فإن حليب الإبل “زاد من نسبة الكوليسترول الحميد وحسن الخصائص الكيميائية الحيوية والخلوية (مرض الكبد الدهني)” في حيوانات التجارب تلك.
مصدر جيد لفيتامين B1 والكالسيوم
مثل فيتامينات B الأخرى، يلعب فيتامين B1 (الثيامين) دورًا مهمًا في إنتاج الطاقة من الكاربوهيدرات، ويعد حليب الإبل مصدرًا رائعًا لها. كما ثبت أنه يحافظ على السلامة الهيكلية لخلايا الدماغ ويمنع تلف الأعصاب. هذا ويحتوي حليب الإبل أيضًا على تركيز أعلى من الكالسيوم من حليب البقر والماعز والأغنام، لذلك فهو مصدر ممتاز لهذا المعدن الذي يقوي العظام ويدعم الأعصاب.
بديل صحي لحليب البقر والماعز والأغنام
لم أشتري حليب البقر أو أي حليب آخر منذ سنوات، بإستثناء بدائل الحليب مثل حليب جوز الهند واللوز والصويا وحليب الشوفان. ولكني عثرت مؤخرا على حليب الإبل فطلبته أونلاين. وحين وصلني كنت مترددا لأخذ رشفة منه. لم يكن سيئًا بالنسبة لرجل لم يتذوق حليب الحيوانات منذ ما يقرب من 25 عاما، لأسباب كثيرة شرحتها في مقالاتي السابقة كونها يمكن أن تسبب الحساسية والالتهابات، بينما يحسن حليب الإبل من أمراض المناعة الذاتية.
كان حذري متوقعًا، حيث يمكن أن يكون لحليب الحيوانات التجاري عدد غير قليل من الآثار الجانبية السيئة (بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بكسور الورك والالتهابات والسرطان وحتى التصلب المتعدد). لكن تذكروا أن حليب الإبل يختلف اختلافًا كبيرًا عن حليب البقر والماعز والأغنام. والأهم من ذلك أن حليب الإبل يفتقر إلى بروتين الكازين A1 ولاكتوغلوبيولين المسؤولين عن معظم أنواع الحساسية لدى البشر. وأيضًا، يمكن أن يؤدي حليب البقر والماعز والأغنام إلى تفاقم اضطرابات المناعة الذاتية، ولكن من حسن الحظ فقد تم الإبلاغ عن أن حليب الإبل يحسن أمراض المناعة الذاتية.
استنتاجات
يشتهر حليب الإبل بجودته الغذائية، فهو غني بفيتامينات C و A ومنخفض في الأحماض الدهنية المشبعة (SFA) وكرياته الدهنية الأصغر، كما أنه سهل الهضم وغني بالعديد من المعادن والمركبات النشطة بايولوجيًا. لقد اجتذبت الفوائد الطبية لحليب الإبل وارتباطه بعلاج إضطراب التوحد وبانخفاض إنتشار مرض السكري من النوع الأول والثاني العديد من الدراسات، ولكن مع ذلك لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتشرح آلية عمل الجزيئات الصغيرة الشبيهة بالأنسولين، والتي قد تكون مسؤولة عن مضادات – خصائص السكر الموجودة في حليب الإبل. كما يلزم إجراء مزيد من الدراسات لفحص دور حليب الإبل في علاج العديد من الأمراض مثل قرحة الجهاز الهضمي واضطرابات الكبد وأمراض المناعة الذاتية الجلدية. بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أن حليب الإبل مصدر مهم للغاية للمركبات الطبيعية النشطة بايولوجيا والمواد المضادة للميكروبات التي يمكن أن تستهدف تطوير منتجات وظيفية ومعززة للصحة لرفاهية وصحة البشر في السنوات القادمة.

بروفيسور متخصص بعلم الفسلجة والعقاقير الطبية ومستشار بإدارة المؤسسات الصحية وخبير دولي بالصحة البيئية والتغذية العلاجية
[email protected]
بريطانيا في 16 أيلول/سبتمبر 2021

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب