19 ديسمبر، 2024 12:08 ص

الفهاهة والعي في التعقيبات المفسدة للرأي ؟

الفهاهة والعي في التعقيبات المفسدة للرأي ؟

تكلموا تعرفوا والمرء مخبوء تحت لسانه | حكمة
قبل أن أبين فساد الرأي فيما صدر من تعليقات لاتستحق أن تدرج في مدونة يبحث فيها القراء عن حاجتهم المفقودة في المعرفة بكل أنواعها , ومن هنا ألفت نظر ألاخوة القائمين على أدارة موقع كتابات أنهم بهذه الطريقة المتساهلة جدا يجعلون الموقع ينحدر الى مستويات غير مقبولة من الرصانة والتوازن ولو بالحد ألادنى .
أن كتابة الدراسة والبحث لها خصوصيات لايعرفها ألا أصحاب ألاختصاص من ألاكاديميين الضليعين بهذا المجال , وعلى هذا يكون المقال , والخطابة من مختصات من يعرف البرهان ومتى يكون الموضوع حوارا جادا منتجا للعلم , ومتى يكون سفسطة وجدل عقيم غير منتج للعلم , ولو فتحنا باب البحوث والدراسات لمن هم ليسوا مؤهلين لضاعت المقاييس وأختفت المعايير وهي خسارة لايعرفها ألا أهل العلم ؟
وسأعرض بأختصار لبعض التعليقات التي سميت مجازا بهذا ألاسم وهي لاتمتلك جواز المرور في قوانين الكلام , وأقصد بالفهاهة والعي : هي عدم قدرة المتكلم عن الوصول الى نتيجة يفصح بها عما يريد فيختلط لديه مجموع كلمات تصبح رطانة
وأنا على يقين لو أن من أعتبر نفسه معلقا وهو في ندوة عامة لوجد حرجا شديدا يجعله نادما على مافرط به من كلام ليس في محله ؟
فمن يريد أثباتا على وجود الملائكة ونحن في القرن الواحد والعشرين وهو قرن تغيير الحياة بالعلم يكتب على نفسه الجهالة بروح العصر لآنه بمعنى أخر لايؤمن بوجود الله وتلك أشكالية معرفية قديمة راح ضحيتها الكثير ممن لم يستعملوا العقل بوظيفته المخصص لها ” وضع الشيئ في محله ” ؟
ومن يقول بأنه ندم على تضييع خمس دقائق لقراءة دراسة ” قرصنة ألانترنيت ” مثل هذا الصنف من القراء قطعا يعاني من مشكلة نفسية , ويقينا أن وقته ليس وقتا منتجا وهو قد أدمن على أشياء غير منتجة لذلك لايتذوق ألانتاج المعرفي فليس لنا معه أكثر من هذا وتظل الكرة في ساحة أدارة موقع كتابات التي تتساهل مع مثل هذه المستويات المترهلة ويقينا فهي لاتنشر كل مايصلها وتحجب من تريد وتلك أشكالية في التحرير قصتها تطول وقد كتبنا عنها سابقا ؟
وأما من يعتبرني مراسلا لطهران في بغداد على موضوع فكري سياسي , فهو يدين نفسه بعدم المتابعة ويجعل من نفسه حبيس شراك الطائفية وتلك أنفاس مبغوضة ومرفوضة وطنيا وأخلاقيا وتعلن عن جهالة تتجاوز حدود الفهاهة والعي ؟ وترتب مسؤولية على أدارة موقع كتابات لايستطيعون تبريرها مهنيا ؟
وأما من يدعي أننا نستعمل ألالفاظ المبهمة واللف والدوران في موضوع تشخيص الولاية وخلافة رسول الله “ص” فهو يرد على القرأن أولا , ويرد على رسول الله ثانيا , ويرد على كل عقلاء ألامة من الرعيل ألاول من الذين أثبتوا ذلك وسموا ألاشياء بمسمياتها , فحق علي مثبت في الصحاح والمسانيد والعيب أولا فيمن لايقرأ ويتابع وثانيا في الذين حرفوا المتون الصادرة عن رسول الله “ص” مثل :” أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ” وهي موجودة ومثبتة عند البخاري وأحمد وبقية كتب الحديث المتقدمة وقد حرفت عند المتأخرين الى ” أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي ” ؟ ثم أن القرأن الكريم كان واضحا وصريحا في التعيين عندما قال :” لايعلم تأويله ألا الله ورسوله والراسخون في العلم ” وقال تعالى ” وأطيعوا الله ورسوله وأولي ألامر منكم ” وألوا ألامر هم : الراسخون في العلم , وقد ثبت عند كافة الصحابة والتابعين وكل علماء ألامة أن الراسخين في العلم هم أهل البيت عليهم السلام ولذلك كان جميع الخلفاء “رض ” يرجعون الى علي بن أبي طالب , وقد قال رسول الله “ص” : ” علي أقضاكم ” ومن هو أقضى الصحابة هو أحق بالولاية قطعا
وأولوا ألامر هم : أهل الذكر , وأهل الذكر هم أهل البيت الذين قال الله تعالى فيهم ” أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” وقد أخطأ من فسر أهل البيت بنساء النبي “ص” وأن كن هن في المفهوم العام من أهل بيت رسول الله ولكن المفهوم الخاص لآهل البيت هم الذين نزلت بهم ألاية وهم : علي وفاطمة والحسن والحسين ” وأهل البيت هم الذين نزلت بهم ” قل لاأسألكم عليه أجرا ألا المودة في القربى ” وقد كان المسلمون يسألون رسول الله “ص” يارسول الله من هم القربى ؟ فيقول “ص” : هم علي وفاطمة والحسن والحسين ” ؟ فالنصوص متواترة ولكن لآن كتابة السير تمت لآول مرة سنة 92 هجرية وهو زمان حكم بني أمية لذلك كتبت على شهية ومزاج من كانوا في الحكم وكذلك الحال في سيرة أبن أسحاق التي كتبت سنة 152 هجرية وهو زمان حكم بني العباس الذين حرصوا على السلطة الزمنية كما فعل بنو أمية فضاعت كثيرا من الحقائق وهناك الكثير من المفارقات في روايات السير لامجال لذكرها هنا ؟
وهناك حقيقة أخرى تغيب عن أذهان البعض ومنهم صاحب التعليق ومفادها : أن الصلاة وهي ركن من أركان الدين لم يفصلها القرأن كما نحن نصلي ألان وأنما ذكرها أجمالا ولكن الذي فصلها هو رسول الله “ص” وكذلك الصوم وكذلك الحج وكذلك الزكاة فلماذا لاتكون الخلافة تفصيلا من رسول الله ولماذا لاتكون ألامامة تفصيلا من رسول الله الذي لاينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى ؟ ثم أن رسول الله “ص” قد حدد ذلك وأعلنه بناء على طلب وأمر من الله ” يا أيها النبي بلغ ما أنزل اليك من ربك وأن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ” والذين رووا حديث غدير خم هم عدد كبير من الصحابة وأصحاب الصحاح ولمن يريد يراجع ذلك فالموضوع ليس سرا ولا فيه غموض ولا لف ولا دوران , ونحن هنا لانريد فتح باب الطائفية فليس ذلك غرضنا وأنما هي حاجة معرفية بعيدا عن كل العقد والتخرصات ونحن جميعا مسؤولون عن ذلك ” وقفوهم أنهم مسؤولون ” ولكن الذين أستخفوا بألامامة وأنكروا وجودها في القرأن وهي نص صريح في القرأن ” قال أني جاعلك للناس أماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ” هم يتحملوا مسؤولية ذلك ولكن العقل يظل حاكما على الناس جميعا ؟
وأما من أراد أن يكون له نصيبا من التعليق حول موضوع الحزب الشيوعي فقد أضر بالفكر الشيوعي مرة أخرى عندما لم يعرف توجيه الحديث الفكري ومادته التي عرضناها ولاسيما عند المنظرين ألاوائل وهم ماركس وأنجلز ثم عند قادة التطبيق وهم لينين وستالين وماوتسي تونغ وكيف أنهم صادروا الحقيقة المطلقة لينفوا بذلك وجود الله وهو الحقيقة المطلقة والمصدر للحقائق ألاخرى في الكون مثل : الحياة والموت , ومثل المعارف العقلية القبلية ولم يكن حديثنا حزبيا ولا سياسيا , ثم أننا لم ننفي كل أيجابية عمن نختلف معهم في الفكر فوجود النظرية الجمالية عند ماركس لايغفر له أنكاره الحقيقة المطلقة ومقولته بالديالكتيك لاتجعله متفردا بذلك وقد سبقه الى ذلك فلاسفة المسلمين مثل صاحب نظرية الحركة الجوهرية في الطبيعة صدر المتألهين الشيرازي ولكن العيب في من لايقرأ ولا يتابع والذي يقع ضحية النظريات الناقصة وألاراء المغلوطة ؟
أما الذي يتذمر من مصطلحات ” المرتد الملي والمرتد الفطري ” ويدعي أنه ناقد سينمائي فعليه أن يرجع الى أسس وقواعد النقد السينمائي ونظرياته ليكتشف أن المصطلحات ثروة فكرية لجهود معرفية ولم تكن موضوعة جزافا ومن يعترض على ذلك لايفهم روح القانون الذي يتكلم عن الجريمة وظروفها وأيقاعاتها وأنحرافات السلوك ومايترتب عليها وما معنى الجنحة المخلة بالشرف وما معنى العمل الجنائي وهل يمكن ألغاء هذه المصطلحات لآن البعض يراها محددة ومكبلة لحرية ألانسان ؟
وأما التي أدعت بأننا لانعرف فلسفة محمد باقر الصدر فهي تكتب على نفسها فقرها الثقافي وكان بأمكانها أن لاتفضح نفسها بهذه الطريقة لو كان لديها بعض أدوات الفلسفة التي هي نظم العالم نظما عقليا أو بعض أدوات المنطق وهو هندسة العقل البشري فمن يفتقد لآدوات المنطق والفلسفة لايمتلك هوية الدخول لنادي الحوار؟
أما الذي بشر العرب بأنهم غير خاسرين في مقابل نجاحات المرمون في أمريكا , فقد أستعجل التعليق ولم ينصف نفسه وهو مثقف ولم ينصف من خاطبهم وهم في قعر الخسارة اليوم والشاهد على ذلك ماتقوم به أمريكا حفظا لآمن أسرائيل بما يجعلها متناقضة مع أطروحات الديمقراطية التي بشرت بها وخانها التطبيق في العراق وخانتها العدالة ورفضها قبول دولة فلسطين عضوا في ألامم المتحدة أو رفضها دفع مستحقاتها لمنظمة اليونسكو التي قبلت دولة فلسطين عضوا فيها ؟ ومخالفتها لحرية الشعوب عندما تختطف الشعب السوري وتحاصره من أجل حفنة من البلطجية وألارهابيين الممولين من المال القطري والسعودي والذين يقتلون على الهوية بشهادة المركز الكاثوليكي الذي زار وفد منه من مختلف الجنسيات سورية وأطلع على حقيقة مايجري من تشويه أعلامي معرض ومن تحريض على الجريمة بتصريحات كلنتون وكونداليزا رايس وكل ذلك يحدث بدور جديد للسلطنة العثمانية بأسم أوردغان التركي الذي قامت طائرته بنقل السفير ألاسرائيلي الى القاهرة ؟ وما يجري ألان من قتل للشباب المصري في ساحة التحرير بسلاح المجلس العسكري المدعوم أمريكيا ألا يعتبر ذلك من خسائر العرب في مقابل ولع القيادات ألامريكية المتصدية بالفكر التوراتي على طريقة حزقيال المفسرة من قبل فقهيه يهودي وهو أستاذ في جامعة لويزان بسويسرا ؟ أن المرمون تيارا عقائديا مناصرا للصهيونية فسواءا حصل على الفوز بأنتخابات الرئاسة أم لم يحصل فأن تأثيره وحضوره في عقل القيادة ألامريكية وتوجهاتها لايمكن أنكاره ومن يعيش في أمريكا مثل ألاخ صاحب التعليق كان ألاجدر به أن يلتفت الى حقائق مايجري من ولادة أدوار جديدة الجولة المؤقته فيها للرابح ألامريكي والصهيونية والخاسر المؤكد هو العرب وألانظمة العربية التابعة والذليلة والتي أخذت بتنفيذ أجندات لم يكن المواطن العربي يمكن أن يتصورها قبل عقود من الزمن بل قبل سنوات قليلة , أن رهان اللوبي الصهيوني والقيادة ألامريكية بمرمونها الكاثوليكي وبفريق عملها الصديق الدائم للصهيونية على تنظيم القاعدة الوهابي لتخريب المجتمع العربي وأرباكه هو الخسارة العربية التي لايجادل فيها أحد من العقلاء , وأن تغلغل التنظيم الوهابي في ألاخوان المسلمين هو الذي جعل أمريكا تصرح لامانع لديها من وصول ألاخوان المسلمين للسلطة في مصر , وأن سعي أوردغان التركي لوصول أخوان الى الحكم في سورية ليتم تقسيم سورية ثم تقسيم العراق هو السيناريو المفضل لدى القيادة ألامريكية وأسرائيل , فكيف لايكون العرب هم الخاسرون بعد كل هذه ألاجندات ؟
ثم أنه ليس سرا أنني ومن منطلق فكري علمي أنساني حضاري بعيدا عن التطرف والطائفية والعنصرية أرى في الدين منهجا لآنقاذ البشرية وسيكون كذلك ولكن بعد تساقط المنحرفين الذين شوهوا معاني الدين في نظر البعض من الناس , فالدين ليس رأيا عابرا ولا فكرة لمزاج معين وأنما هو قانون الحياة وناموس الكون وعليه تجري المقادير وبه تعرف ألاعمال وهو رحمة للناس كل الناس وليس للمتديين أو المسلمين فقط ” شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به موسى وعيسى أن أقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه “