الفن هو الإبداع في التعبير عن الحياة، ولون من ألوان الثقافة الإنسانية، وفاعليّة إنسانيّة شأنه شأن الفعاليّات الأخرى، وهو أحد الوسائل المهمة للمجتمع لتصوير جميع ما يحدث داخله سواء كان الحدث من السلبيات أم الإيجابيات، ويعتبر العالم الشهير آينشتاين الفن حالة من حالات الرقي الإنساني.
لطالما لعب الفن بكل أنواعه دورا رئيسا وفعالا في بناء ثقافة المجتمعات، وكان له الحضور الميداني في كل المواجهات التي خاضتها البشرية مع مشاكلها وأزماتها…
ولأن طبيعية الفنان الصفاء والتسامح والانفتاح والإحساس المرهف، فمن الطبيعي أن يكون في موقف الضد تجاه كل من يريد أن يقتل الصفاء بلوثه، والتسامح بغلظته وتزمته، والانفتاح بتعصبه وتطرفه،
فالفنان ورؤيته الموضوعية وقراءته الصحيحة للواقع الحياتي العام , التي تمتاز بالوعي الثقافي والعمق في رصد وتحليل خطورة الأحداث والتحديات التي يمر بها المجتمع , يستطيع أن يكون من خلال مواهبه المتعددة وعطاءاته الكبيرة والكثيرة وحبّه للآخرين وإيثاره وصدقه معهم ، وتواصله مع الناس، واحترامهِ لهم ، وتشجيعهِ للسائرين في طريق الجمال عبر تناغم خلاق , وبإبداعه الفني المختلف النتاجات , شوكةً في عيون الخوارج المارقة أتباع النهج التيمي التجسيمي المنحرف، الذين يكرهون الجمال ويمقتون الصفاء ويثيرون الأحقاد والضغينة والفتن بين بني البشر،
ولهذا يمكن أن يوجَّه الفن توجيهاً منتجا ليعيد تشكيل الحياة التي سرقها التكفير بكل أنواعه وانتماءاته، ويجعلها أرقى وأسمى وأجمل، ويطرح مادته الفنية الجامعة والموحدة والموآلفة بلغته المشتركة بين الشعوب كون الفن يتجاوز الفوارق بين الحضارات والثقافات وآلية التفكير، فمن خلال الفن تمتد جسور التواصل والتقارب والتعارف بين الثقافات، وحينئذ يلتقي الفن ولغته الواضحة وفاعليَّته الإنسانية مع منطق العلم والعلماء الرسالتين ليشكلوا جبهة واحدة، لتنوير العقول وتقريب النفوس والأفكار والارتقاء بالإنسان، وتحصينه من رياح التكفير وسمومه، كما قال احد العلماء المعاصرين:( نريد أن نقرأ الواقع ونتعامل مع الواقع والأحداث كما هي دون أيّ تدليس ونفاق وميل لهذه الجهة أو تلك، نريد مرضاة الله تعالى ونريد تنوير العقول وتقريب الأفكار والنفوس والقلوب، ونريد الاحترام والتقدير والسلوك الحسن والتصرّف الأخلاقي الإسلامي الرسالي بين المسلمين، هذا ما نصبوا إلى تحقيقه).