23 ديسمبر، 2024 5:23 م

الفن للفن  .. والسياسة للسياسيين .!

الفن للفن  .. والسياسة للسياسيين .!

لا أدري لم تذكرت ذلك السؤال الذي يطرحه علينا الكبار ونحن في مرحلة الطفولة قبل سنوات ليست بعيدة وذلك من باب المداعبة والعطف ومناجاة الأطفال : إذا كبرت ما الذي تتمناه عندما تكبر! سؤال كبير والمشاعر التي نشعر بها عند طرح هذا السؤال كان الواحد منا يفرك يديه ويحك قمة رأسه من باب الاجتهاد في التفكير لاختيار الوظيفة المثالية التي يتمناها المرء في الظروف المحيطة كانت إجاباتنا وأمنياتنا لا تخرج عن ضابط ، مهندس ، طبيب ، طيار، مدرس أو محامي والوظائف المقبولة اجتماعيا , اليوم فقط اشعر بسذاجة طفولتنا والتفكير من حولنا في ذلك الوقت وكم أتمنى لو يعاد طرح السؤال على أطفالنا في العراق الجديد اليوم وكم أتمنى لو يفاجئني أحدهم بذات السؤال وأنا في منتصف عقدي الخامس من عمري عندما لن أكون ساذجا كما كنت وكان غيري في مرحلة الطفولة ولو سأل أطفالنا في هذه الأيام لكانت الإجابات بدون وعي وبلا تردد فنان أو مطرب أو صحفي أو إعلامي أو لاعبا محترفا أو أي عمل فيه مكسب سريع من المال في الدول الخليجية والأجنبية , نعم إنها إجابات هذا الجيل , مع  أنني لا أتمكن في هذه الأيام أن أظلم أحدا لكن ظروف الاحتلال الغاشم على بلدي العزيز     والذي كنت اقرأه أو أسمعه ولا أصدقه من ما جرى على كافة مدن العراق العظيم عن الباحثون عن بقايا الجثث في أقبية توابيت الظلام فقد اجتمعت النيات السيئة المبيتة والمغرض والتي جعلت أبناء العراق الميامين يفكرون في مثل هكذا أعمال فمن منا لم يسمع وير يوماً بعد يوم وفي كل لحظة ما يحدث في بلدي العراق من ممارسات لا تصل إلى الإنسانية بشيء تقوم بها قوات الاحتلال تجاه هذا الشعب أنا لست من أنصار من يجاهرون بالحقيقة أولا , فالعراقيون الحق الذين بقوا علي أرض العباد يعرفون صمتهم وحريتهم وكيفية الحفاظ علي كرامتهم جيداً لا يعرفون هذه الأعمال في السابق لكن الذي يجري وما سيجري في المستقبل في الشارع العراقي بعيد كل البعد عن مصير شعب معطل جريح ,  وعندما يصل حد التناقضات بين أفراد الشعب العراقي سواء كانوا في الداخل والخارج وهنالك عدم وجود قاسم مشترك بين أفراد هذا الشعب , تساؤلات وعلامات استفهام لدي العراقيين ظهرت وأبرزت أخيراً استنفاراً بشكل ملفت للنظر يضاف إلى سجل المشاكل الجديدة التي يشهدها عراقنا اليوم سواء كانوا في داخل العراق وتحملوا ويلات الحروب في السنوات ( 12 )  الأخيرة بعد الغزو الغاشم عام 2003 وسواء كانوا في الغربة خارج الوطن أو في داخلة نحن العراقيين لسنا بصدد هذا الموضوع ولسنا مهمومين في سياق مرير علي عروش مهزوزة بقدر ما يفكر فينا العراقي الأصيل فالفراغ الأمني هاجس للجميع وحجم القلق يتزايد يوماً بعد يوم , المواطن العراقي الجديد والقديم إنسان غارق في المآسي منذ أكثر من نصف قرن وهو يخوض حتى أنفه وحل الحروب والخوف والقلق وعدم الاستقرار ويعد دخول الغزاة ارض الوطن زادت المعاناة وتضاعف الهم , فمن انعدام الأمن إلى غول البطالة المخيف إلى الاعتقالات ودهم المنازل وقتل الأهل والولد والتهجير والاجتثاث إلى تدمير المدن والمصالح وأبواب الرزق .. هل يصح أن يحلق العراقيون الذين كانوا موجودين في دول الغرب بأفكارهم ونظيراتهم وأسلوب سيطرتهم الجديدة علي مؤسسات الدولة كافة سواء كانت الرسمية وغير الرسمية بعيداً عن هم العراق البسيط الذي يعانيه يومياً تلك فهل يجدون الإجابة وهل يتحقق بأفكارهم التأثير والانتشار لمن يفكر بالخارج ولمن يكتب بالخارج هل يكتب ويفكر لنفر يمثلون نخبة تناغي تلك الأفكار والكتابات وميولهم النخبوية التي ليس بينها وبين الواقع الصعب حبل وصل ولغة ود ,
 وأخيرا ومن المساجلات التاريخية المهمة التي تدور في فلك العراقيين هل الفن للفن وأم الفن للناس والمجتمع والسياسة للسياسيين !