23 ديسمبر، 2024 8:54 م

الفنان سمير الصحن عانى ، أياماً مريرة في  مدينته ” الثورة “

الفنان سمير الصحن عانى ، أياماً مريرة في  مدينته ” الثورة “

كان الناس منشغلون  في الحياة الرتيبة التي تلتف حولهم من جراء الحروب والمناوشات بين الطرف الايراني والعراقي ، هذه الحرب التي أكلت أعمارنا ، وحولتنا الى وقود من جراء سياسات لا دخل لنا بها ، وكنا مجموعة نهتم بالكتب التي نستعيرها من صديق أو نشتريها من احدى  المكتبات في الباب الشرقي ، لكوننا كنا في هذه الفترة طلبة في المرحلة المتوسطة أو  الأعدادية  ، ويلم ُشملنا في تلك الفترة ” المسرح “حيث  نحن مجموعة مسرحية مولعة بعالم المسرح الساحر الذي يتنفسنا ونتنفسه ، ويجمعنا تحت سقف الحب والقداسة ، ونجول ونصول على ” خشبته ” المقدسة التي تعلمنا منها الكثير الكثير ، وكم من ليال ٍ سهرنا تحت قبة قاعة ” مركز شباب القدس العربي ” أو مركز ”   شباب بغداد الجديدة ” أو مركز ” شباب الحرية ” أو ” فرقة ” مديرية شباب بغداد ” في مركز ” خالد بن الوليد ” أو في بيت ” الفنان ” عباس الحربي ” وعائلته الفنية المتكونة من ” رضا الحربي ” وعلي الحربي ” وناصر ألحربي ”  وكان من بين هذه الإسماء كوكبة أصبح لها شأن في المسرح العراقي ،ولأن الحروب نكرهها فكنا نقول سيأتون إلينا ” أين يريدون بنا هذه المرة ،فليتركوننا هنا لعذابتنا ” اندهشنا من رأيه ” حين قال ” حسن ما مات موت الله ، حسن كتلوه البعثية ” هذا الحوار أصبح لازمة يرددها الفنان المرحوم الذي مات قهراً من جراء سيطرة الحزب الواحد ، والقائد الأوحد الذي حارب الكون كله ،والفنان والكاتب ” حسن الناقد ” كان صديقاً عزيزاً ،وله مواقف كثيرة في حياته  الامرا لذي تم أستدعاء مواليده الى الحرب ، وضاعت أخباره بين ” شهيد ” أو  أسير  ” فظل ”  إبن ” دعير ” حينما يحتسي ” الخمرة ” وينتعش فيها ، ويدور رأسه ” يصرخ بقوة ” ويجعلها على شكل هوسة ” أمام اي تجمع حتى لوكان ” صدام حسين ” نفسه موجوداً ، ولم  يكترث الى شيء ، وذات مرة كنا في سفرة الى بحيرة ” الرزازة ” تضم هذه المجموعة “وأتذكر منهم الفنان ” علي منشد ” المقيم في كندا الان ، يصرخ بصوته الجهوري الذي أعتدنا عليه من خلال تقديمه العديد من المسرحيات التي قدمها  في  ” بيت المسرح العمالي ” في زمن الفنان المرحوم ” غازي مجدي ” أو أعمال الفنان ” رضا الحربي ” أو الفنان ” عباس الحربي ” المقيم في استراليا ،مردداً لازمته الشهيرة ” واذا بنا نشاهد القوة الأمنية تحاصره وهي تحمل ” المسدسات ” وكان هو عارياً لأنه دخل البحيرة وخرج منها ، أقتادونا جميعا ً الى مديرية أمن ” الفلوجة ” ولكن الله كان معنا ، حتى أستطاع السائق ” جاسم ” سائق ” الكوستر ” الهروب منهم بقدرة قادر ” ووصلنا الى مديتنا سالمين وكنا نعاتب زميلنا ” الصحن ” وما الذي فعله ،وهذا كله  بسسبب ” الخمرة ” التي يحتسيها  ويفرط في إحتسائها   ،لم يكن الفنان ” الصحن “وحده يشرب الخمر كنا جميعاً نشربها ،لأن الرفاق من القطاع يتجمعون كل يوم في شارع فرعي أو ساحة عامة ،وحتى نصرف أنظارهم الخبيثة عنا نأتي ” سكارى ” لأن هناك حملات على الشباب المتدين في قطاعاتنا العاجة بالفقر والعوز والحرمان ، لم يمت الفنان ” الصحن ” لأنه طاقه فنية ويحمل في داخله هموم شعبه وأهله ، حينما مثل الشخصية الرئيسية في مسرحية ” الآزفة ” التي اعدها واخرجها الفنان ” عباس الحربي ” مع نجوم الفن العراقي ومنهم ” الفنان ” فيصل جواد ” والفنانة ” سميرة خنجر ” والفنان طه طارق ” وكان بحضور الفنان العراقي الذي يقيم في القاهرة الان الفنان ” فخري العقيدي ” منتشيا ً وهو يردد كلمات الأنتصار التي يحملها نتيجة خيباته المتكررة التي لا ينساها ، هذا هو ” المسرح ” عالمي وحياتي ، فرحي وحزني ،وان السلطات لن تهتم برأي فنانينا ،وإذا قررت شيئاً تنفذه مهما كلف الأمر ، ألم تعدم الفنان ” رعد شوحي ” والفنان ” فلاح ابراهيم ” مات ” الصحن ” في الهند ،وكان بجانبه المطرب ” صباح الخياط ” وهو يردد قصيدة الشاعر العراقي ” حسين علي يونس ” على ماأعتقد ، مضى الزمن
                       وحياتي تدحرجت
                    وشتاءات وجهك المسافر
                     غطت اسرار الصمت
                        ولم اعرفك
                    ولا  انت عرفتني
لم يكن ” الصحن ” وحده من غادرنا من مدينته ” الثورة ” إنهم يكرهوننا ، يريدون إبعادنا كما أبعدوك , وأبعدونا ، نصيف الناصري ، “نصيف فلك ” عباس الحربي ، ناصر الحربي ، ناصر مؤنس ، والقائمة تطول