17 نوفمبر، 2024 8:46 م
Search
Close this search box.

الفنان ” رضا الحربي ” هو من الأسماء التي لا يزال لها وهجها الإبداعي  في الوسط الفني والثقافي

الفنان ” رضا الحربي ” هو من الأسماء التي لا يزال لها وهجها الإبداعي  في الوسط الفني والثقافي

الفنان ” رضا الحربي ” الذي أسس فرقة مسرح ” الوليد ” في مدينتنا ” الثورة في فترة السبعينيات ،وقدم في تلك الفترة العديد من النصوص المسرحية لهذه الفرقة معدا ً ومخرجا ً ، و” الحربي ” من عائلة فنية معروفة في المجال المسرحي والغنائي والتشكيلي ، وإخوته هم الفنان والكاتب ” عباس الحربي ” والمطرب  والملحن  الفنان ” ناصر الحربي ” والتشكيلي والممثل الفنان ” علي الحربي ” وهؤلاء جميعهم خارج العراق بعد أن هربوا من ظلم النظام الفاشي الذي سيطر على العراق وأهله ، هذا الفنان يعيش الإغتراب الداخلي ، وهو من المسرحيين المطمئنين جدا ً إلى ذاته الرافضة الى كل اشكال الذل والإهانة التي يمارسها البعض من أجل حفنة من الدنانير وهم يقفون طوابير أمام أبواب المسؤولين كي يشحذوا بإقلامهم وعروضهم الفنية ما يجود به المسؤول ، في لقائي معه في مقهى” الشابندرالمعروفة ” أجابني بأنه رأض عن نفسه ، ومرتاح إلى ما قدمه من نتاج مسرحي وثقافي وخاصة في المجال القصصي والنقدي عبر مسيرته الفنية التي كللها بالنجاح سواء في معهد الفنون الجميلة في بغداد – قسم الفنون المسرحية ، أو في الفرق الفنية المسرحية  والشعبية في مدينته ” الثورة ” التي كانت منتشرة في مناطق ” الداخل ” أو ” الجوادر ” وكان يقود تلك الفرق مجموعة من المبدعين الذين لهم الآن شأن كبير في الحياة المسرحية والفنية في العراق وخارج العراق ،ومنهم الفنان ” عباس الحربي  ” والفنان ” فيصل جواد ”  والفنان      ” والفنان ” ناصر الحربي ” والفنان ” محمد هاشم ” والفنان ” نصيف فلك ” والفنان ” عباس جاور ” والفنان ” علي داخل ” والقائمة تطول ، كان ” الحربي ” من المهتمين بالجمهور المسرحي وحضوره في مشاهدة إعماله التي كان يقدمها على خشبة المسرح والتي كان صداها واضحا ً من خلال ما يتناقله الإصدقاء والمهتمين بالثقافة ، وهو الرافض أن ينفي المتفرج من معادلة العمل الفني ، فيصير النتاج المسرحي نتاجاً في ذاته ولذاته ، ولا وجود للآخر ، أي هنا في معتقده المعرفي هو لحبه لروح الجماعة التي تخلق الحياة ، رافضاً الأنا التي كانت سائدة عند البعض من العاملين معنا والتي يعتقد البعض وحدها هي الموجودة وهي العالم ، ” والحربي ” كان يذكرنا بالعديد من المبدعين الذين نقرأ لهم ويقرأ لهم ولا تزال صورهم في ذاكرتنا لما قدموه للبشرية جمعاء ، وهو المعروف عنه بأنه هو الذي لا يكل ولايمل من القراءة التي أصبحت زاده اليومي ، وفي وقت الحصار على العراق أفترش الرصيف في شارع المتنبي لبيع الكتب من العوز والفاقة ،ورغم هذا الخراب الذي يحطينا بسبب النظام الإجرامي ، المولع بالحروب ، والسجون السرية التي كانت تبطش بالمثقف الغير منتمي للحزب القائد ،ولا ننسى مقابره الجماعية التي أصبحت شاخصة إالى يومنا   حينما كنا نتمرن في آحدى العروض المسرحية والتي كان ” الحربي ” يشرف على أخراجها  وأتذكر مسرحية ” الزفاف ” وفي الوقت الذي تأتي جثث العراقيين ملفوفة بالعلم العراقي قادمة من أيران تلك الحرب الخاسرة والتي راح ضحيتها الكثير الكثير من أبناء هذا الشعب ولايزال الدم العراقي ينزف من جراء الإرهاب والتفخيخ والقتل اليومي ، كان ذلك على قاعة مسرح ” اتحاد النساء ” في منطقة قطاع ” 55 ” في منطقة الجوادر ،في مدينة الثورة ، وتمثيل الفنان المرحوم ” سمير الصحن  وكاتب هذه السطور والفنانة نضال كامل ، وكان بمقولة الشاعر أدونيس التي يرفضها الحربي والتي تقول ( أنه التنافر بين الشاعر والقارئ ) ويأتي رفضه بسبب إعتقاده أن العلاقة عضوية وتفاعلية بين المبدع والمتلقي بوصف المعادلة الابداعية قائمة على طرفي المعادلة المذكورة وحتى نصل إلى هذا الشوق الذي ينتجه الحربي من خلال التمارين المسرحية التي تضيف المزيد لروح عبر الإكتشاف المستمر لهذا فهو دائم الإشتعال والبريق الذي يعمل على إدامته معنا وهو يجابه دائما ً ما هو قائم بالفكر والحجة وهو مؤمن بالإيهام كسبيل لتغيير البنى الثقافية والاجتماعية في فترة الثمانيات التي كانت تحاصرنا نحن الفقراء في تلك المناطق وهو القائل
( أن هذا الواقع الذي نعيشه أتعبنا من كل شيء إلا َ المسرح لأننا نحبه ) ومن أعماله القصصية والنقدية المنشورة في الصحف والمجلات العربية والعراقية منها الإعدام ، الثعبان الأسود ، سقط الكمان ، نغمة الطبول ، وغيرها .

أحدث المقالات