8 أبريل، 2024 6:06 ص
Search
Close this search box.

الفنان العراقي الراحل فائق حسن من العشرة الملونين في العالم

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب الكثير عن هذا الفنان وعلى وجه الخصوص الجوانب الفنية والابداعية التي تفرد بها الفنان فائق حسن , لقد كانت حياة هذا الفنان زاخرة بأعمال فنية كبيرة جدا عالجت مفردات الحياة بمختلف أيقاعاتها وألوانها وبواقعية فنية ميزت أسلوبه ومدرسته عن الأخرين , لقد جسد الفنان في لوحاته جوانب متعددة من بوادي العرب وصحاريها وخيولها العربية الاصيلة وفائق حسن يعد من الفنانين الاوائل الذين جسدوا جمالية الحصان العربي الاصيل بحركاته الرشيقة والتي اعطته القدرة في التميز .
  الفروسية والحياة العربية كانت تشكل جانبا كبيرا في أعمال الفنان فضلا عن تناوله مواضيع في الحداثة والتجريد فلقد أبدع في وضعه للون لمايمتلكه من جرأة وأحساس عالي  يصل به الى ذروة التعبير من خلال الهارموني اللوني الممتزج بقراءة دقيقة لعمق الحياة العراقية البغدادية بصورة خاصة والحياة العربية ببداوتها من جانب أخر , فلو تأملنا أعمال هذا العملاق نجد فيها القدرة العالية في التكنيك اللوني من خلال ضربات الفرشاة التي كانت تفصح عن جمالية وأبداع نادر .
  كان الفنان الراحل يهتم كثيرا في الجوانب التشريحية للوحة , وكما أسلفت ان الخيول العربية هي بمثابة البطل في لوحات الفنان فائق حسن مظهرا جمالية وتشريح العضلات لتلك الخيول بقدرة تكنيكية رائعة جــدا , وهذا طبعا ناتج عن الدراسة المعمقة الامر الذي اعطى لحركات الخيول ايقاعا ساحرا مثيرا .
أتيحت لي فرصا عديدة في ان أشاهد الفنان فائق حسن وهو في قاعته المسماة ( قاعة فائق حسن ) في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد مع طلابه , كان يجلس على كرسيه واضعا غليونه في فمه وهو يراقب الطلبة اثناء رسمهم للموديل , احينا يتجول بينهم ويلاحظ اعمالهم , وفي احد المرات اخذ الفرشاة من احد الطلبة ومزج اكثر من لون ووضعه على اللوحة بكثافة وعلق قائلا ( لاتخف ضع اللون كما تحسه ولا تتردد الجرأة مطلوبة للرسام ) , بقينا مندهشين لما ادخله الفنان فائق حسن على اللوحة ولقد كانت ضربة فرشاته ومثلما يقولون ( ضربة معلم)
 عاصرت العديد من طلابه الذين درسوا على يديه وتأثروا فيه وساروا على خطى  مدرسته الاكاديمية في الفن التشكيلي . هناك من يقول ان الفنان فائق حسن لم يدخل تجربة التجريد والحديث , وانا اقول ان هذا الرأي غير دقيق , هناك شاهد حي ليومنا هذا شاخص في مدينة بغداد الحبيبة وفي منطقة الباب الشرقي الا وهي جدارية كبيرة رسمت ونفذت من قبل الفنان فائق حسن وهي تمثل مسيرة الشعب العراقي في نيل الحرية وكانت قد رسمت باسلوب الحداثة والرمزية وكانت غاية في الجمال والروعة فضلا عن وجود أعمال حديثة الأسلوب للفنان الراحل لدى بعض محبيه وتلامذته الذين اعتزوا كثيرا بهذه الاعمال .
 يعد الفنان الراحل فائق حسن من كبار الفنانين في هذا العصر في عالم الرسم وما وجود احدى لوحاته معلقة في متحف اللوفر في باريس الى جانب لوحات عظام الرسامين من المشاهير امثال مانيه وروبنز وانكرز ورامبرانت الا دليل على قدرة هذا الفنان المبدع والذى يعده المختصون في فن التشكيل والرسم هو واحد من العشرة الملونين في العالم , لقد انطوت صفحة فائق حسن بكل هدوء مبتعدا عن لوحاته وفرشاته وألوانه ورحل عنا تاركا تراثا ثرا تتحدث عنه الاجيال وسيبقى اسم الفنان فائق حسن حاضرا في أذهان محبيه وعشاق فنه من الذين تتلمذوا في مدرسته التي ارسى قواعدها فناننا الكبير .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب